Atwasat

«الأورومتوسطي»: الاحتلال يمنع دخول الأدوية لقطاع غزة ليموت بالأمراض والأوبئة من نجا من القصف والغارات

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 09 يناير 2024, 08:57 مساء
WTV_Frequency

حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن «من تُكتب لهم النجاة من غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة جوًّا وبرًّا وبحرًّا على قطاع غزة فإنهم يواجهون خطر الموت الوشيك بسبب الأمراض والنقص الحاد بالأدوية في وقت تتفشى فيه الأوبئة بشكل خطير».

وأدان المرصد الأورومتوسطي بأشد العبارات منع وتقييد سلطات الاحتلال الإسرائيلية توريد الأدوية إلى المستشفيات والصيدليات في قطاع غزة، لا سيما في مدينة غزة وشمالي القطاع، معتبرًا أن ذلك يمثل «حكمًا بالموت على آلاف الجرحى والمرضى».

وأضاف «هذا جزء لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية، وأداة أخرى من أدوات تنفيذ هذه الجريمة التي يُراد منها وبشكل مخطط ومقصود إلحاق الأضرار الجسدية والعقلية الخطيرة بالسكان وإخضاعهم لظروف شديدة القسوة تؤدي في نهاية المطاف إلى هلاكهم الفعلي».

نقص حليب الأطفال واللقاحات الخاصة بهم
وبحسب شهادات جمعها فريق الأورومتوسطي من مسؤولين طبيين وأصحاب صيدليات، فإن معاناة المرضى في قطاع غزة تتفاقم بشكل غير مسبوق بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها «إسرائيل» بحق المدنيين الفلسطينيين.

وقال المسئولون الطبيون إنهم يواجهون أزمة حقيقية ونقصًا كبيرًا في أغلب أصناف الأدوية ومسكنات الألم، وغيرها من مستلزمات الرعاية الصحية الأولية والعناية المركزية والطوارئ، فيما يمتد النقص ليشمل حتى حليب الأطفال واللقاحات الخاصة بالأطفال.

-  «أونروا»: غزة تتحول لمكان غير صالح للعيش وسط غياب المساعدات الإنسانية
-  تقرير دولي: 2023 عام الإبادة الجماعية للأطفال الفلسطينيين على يد الاحتلال

وذكر «الأورومتوسطي» أن هذا الوضع غير الإنساني ينعكس بشكل وخيم على واقع المستشفيات ومتلقي الرعاية الطبية.

 نفاد أدوية الأمراض المزمنة
وأبرز المرصد الأورومتوسطي خطورة نفاد أدوية الأمراض المزمنة، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على حياة المرضى، خاصة أمراض القلب وضغط الدم المرتفع، والسكري والدهون والكوليسترول، وغيرها من الأمراض.

إلى جانب ذلك، تواجه المستشفيات نقصًا شديدًا في مستلزمات التخدير والسوائل الوريدية والإنسولين، فيما تتعطل المعدات الطبية عن العمل بشكل متزايد في المستشفيات (مثل أجهزة المراقبة، وأجهزة التنفس الصناعي، والحاضنات، والأشعة السينية والأشعة المقطعية، وأجهزة التحليل، وأجهزة التخدير) والتي تعتمد على الكهرباء.

يضاف إلى ذلك خطورة عدم توفر عدد كبير من أدوية المضادات الحيوية، الأمر الذي يتسبب في زيادة التهاب الجروح، وغالبية مسكنات الألم ومراهم الجروح، فضلًا عن المستهلكات الطبية، بما في ذلك المطهرات التقليدية مثل «اليود». كما أن العشرات من النساء الحوامل تعرضن للإجهاض جراء نفاد الأدوية المميعة للدم -التي تمنع تجلط الدم- والمقويات والفيتامينات.

بموازاة ذلك، يواجه قطاع غزة نفادًا خطيرًا في مخزون اللقاحات، ما يسهم في حدوث آلاف حالات الأمراض المعدية في مراكز إيواء النازحين، بينما تشكل بقايا جثث الشهداء المتحللة خطرًا جسيمًا يزيد من خطر حدوث أزمة في الصحة العامة.

مرضى السرطان
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، يوجد حاليًّا في القطاع أكثر من ألفي مريض بالسرطان و 1100 مريض بحاجة لغسيل الكلى ونحو 50 ألف مريض مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض بالسكري، وغيرهم من آلاف أصحاب الأمراض المزمنة دون رعاية صحية فعلية.

يأتي ذلك في وقت تعمل تسعة من أصل 36 مستشفى حاليًا، و18 من أصل 72 مركزًا للرعاية الصحية في قطاع غزة، بينما يبلغ متوسط إشغال الأسرّة في المستشفيات العاملة 350%، ونسبة إشغال الأسرّة في وحدة العناية المركزة 260%، وفق أرقام صادرة عن منظمة الصحة العالمية التي تبرز كذلك النقص الحاد في الوقود والمياه والغذاء والكهرباء في المستشفيات والمرافق الطبية التي تعاني من عبء شديد ما يجعلها غير فعالة.

إلى جانب ذلك، تواجه مستشفيات غزة تحديات نقص الطاقم الطبي، بمن في ذلك الجراحون المتخصصون وجراحو الأعصاب وطواقم العناية المركزة، خاصة في ظل صعوبة وصول الغالبية العظمى منهم إلى المستشفيات، إما بسبب النزوح أو صعوبة التنقل أو خشية الاستهداف في ظل الهجمات المستمرة. أدى ذلك بشكل أساسي إلى تقديم مستوى من الخدمات الطبية يعتمد على السعة المتقلبة والحد الأدنى من الإمدادات.

عشرات الآلاف مهددون بالخطر
وحذّر المرصد الأورومتوسطي من أنه دون الأدوية والإمدادات الطبية والاحتياجات الأساسية الأخرى «سيموت عشرات آلاف المرضى في قطاع غزة ببطء وبشكل مؤلم». وشدّد على ضرورة وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية أكثر من أي وقتٍ مضى، وتعزيز وإعادة تزويد المرافق الصحية المتبقية، وتقديم الخدمات الطبية التي يحتاجها الجرحى والمرضى.

وأكد الأورومتوسطي أن جرائم «إسرائيل» هذه ترتكب في إطار الإبادة الجماعية وضمن حملة العقاب والقتل الجماعي، على النحو الذي يعتبر «الأشد دموية في التاريخ الحديث»، وعلى أكثر من 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة، بما يمثل انتهاكًا جسيمًا ومنهجيًّا للقانون الدولي، وبخاصة القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وجدد «الأورومتوسطي» مطالبته أطراف المجتمع الدولي، لا سيما الدول الموقعة على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، واتفاقات جنيف، بالاضطلاع بمسؤولياتها بصورة حاسمة ووقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها «إسرائيل» ضد سكان قطاع غزة، وتوفير الحماية للمدنيين ومرافق الرعاية الصحية وتزويدها بالموارد اللازمة فورًا وضمان عدم استهدافها أبدًا، ومعاقبة الاحتلال على هذه الجرائم والانتهاكات.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
يفاقم الكارثة الإنسانية.. الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم لليوم الـ13
يفاقم الكارثة الإنسانية.. الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو...
ارتفاع ضحايا القصف الصهيوني العنيف على مخيم النصيرات إلى 31 شهيدًا و20 إصابة
ارتفاع ضحايا القصف الصهيوني العنيف على مخيم النصيرات إلى 31 ...
«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 35 ألفا و456 شهيدا
«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 35 ...
تظاهرة لدعم الرئيس التونسي ورفض «التدخل الخارجي» بالعاصمة
تظاهرة لدعم الرئيس التونسي ورفض «التدخل الخارجي» بالعاصمة
العاهل السعودي يجري فحوصًا طبية بسبب ارتفاع في درجة الحرارة
العاهل السعودي يجري فحوصًا طبية بسبب ارتفاع في درجة الحرارة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم