Atwasat

تمدد معارك السودان إلى دارفور ومخاوف حيال مصير النازحين

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 18 أغسطس 2023, 02:31 مساء
WTV_Frequency

توسّع نطاق الحرب الجارية منذ أكثر من أربعة أشهر في السودان، لتصل المعارك إلى مدينتين في جنوب البلاد المضطرّب أساسا، بحسب ما أفاد شهود عيان الجمعة، لتتفاقم المخاوف حيال مصير مئات آلاف النازحين الذين فروا من العنف في إقليم دارفور.

وشهدت المنطقة الشاسعة الواقعة في غرب البلاد، إلى جانب الخرطوم، أعمال عنف تعد الأسوأ منذ اندلعت المعارك في 14 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بحسب وكالة «فرانس برس».

واستؤنفت المعارك في ساعة متأخرة الخميس في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بحسب الشهود، لتنهي هدوءا استمر شهرين في المدينة المكتظة بالسكان التي باتت ملاذا من القصف وأعمال النهب وعمليات الاغتصاب والإعدام بدون محاكمة، التي شهدتها أجزاء أخرى من دارفور.

- القبائل العربية.. هل تغير موازين حرب السودان؟

وقال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة يال الأميركية ناتانيال ريموند لـ«فرانس برس»، «إنه أكبر تجمّع لمدنيين نزحوا في دارفور مع لجوء 600 ألف شخص إلى الفاشر».

وذكر سكان للوكالة الفرنسية أن أعمال العنف اندلعت مجددا في وقت متأخر الخميس، وأفاد أحدهم عن سماع دوي «معارك بالأسلحة الثقيلة قادمة من شرق المدينة».
هجمات بدوافع عرقية

كما أفاد شهود عن أعمال قتالية في الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان المحاذية لدارفور.

وامتدّ النزاع بالفعل إلى ولاية شمال كردفان، التي تعد مركزا للتجارة والنقل بين الخرطوم وأجزاء من جنوب وغرب السودان.

وأفادت مجموعات حقوقية وشهود فروا من دارفور عن مجازر ارتُكبت بحق المدنيين وهجمات بدوافع عرقية وعمليات قتل ارتكبتها خصوصا قوات الدعم السريع ومليشيات قبلية عربية متحالفة معها.

وفر كثيرون عبر الحدود الغربية إلى تشاد المجاورة، بينما لجأ آخرون إلى أجزاء من دارفور حيث تنظر المحكمة الجنائية الدولية في شبهات مرتبطة بارتكاب جرائم حرب.

ولطالما كانت المنطقة مسرحا لمعارك دامية منذ اندلعت حرب عام 2003، هاجم خلالها عناصر مليشيا الجنجويد التي سبقت تشكّل قوات الدعم السريع، مسلحين من أقليات عرقية.

فرار آلاف السكان
وتركّزت المعارك في النزاع الأخير في الجنينة عاصمة غرب دارفور، حيث تشتبه الأمم المتحدة بأن جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت.

وكانت نيالا، ثاني مدن السودان وعاصمة ولاية جنوب دارفور، مركزا للمعارك الأخيرة فيما أفادت تقارير عن فرار آلاف السكان.

وحضّت الولايات المتحدة الخميس طرفي النزاع على «وقف القتال الذي تجدد في نيالا.. ومناطق أخرى مأهولة بالسكان، ما تسبب بالموت والدمار».

وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان، «نشعر بالقلق خصوصا من التقارير عن قصف عشوائي ينفّذه الطرفان»، مضيفا «في كل يوم يتواصل فيه هذا النزاع العبثي، يُقتل المزيد من المدنيين ويصابون ويتركون من دون منازل وطعام ومصادر رزق».

«حاجة لتغيير هذا الوضع»
وفي الأثناء، أفاد أحد سكان الفولة بأن عناصر «الجيش والاحتياطي المركزي اشتبكوا مع قوات الدعم السريع وأُحرقت خلال المعارك مقار حكومية».

وأشار شاهد آخر في الفولة إلى «عمليات سلب ونهب للمحلات التجارية بسوق المدينة»، مؤكدا «سقوط عدد من القتلى من الطرفين لم يتم حصرهم بسبب استمرار القتال».

وأسفر النزاع عن مقتل 3900 شخص في أنحاء البلاد، بحسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية إذ تعرقل المعارك الوصول إلى العديد من المناطق.

وأكد مسؤولو 20 منظمة إنسانية دولية في بيان الثلاثاء، أن «المجتمع الدولي ليس لديه أي عذر» لتأخره في تخفيف معاناة سكان السودان.

وقالوا إن نداءين لمساعدة نحو 19 مليون سوداني حصلا على تمويل «يزيد قليلا على 27%.. هناك حاجة لتغيير هذا الوضع».

وأشار الموقّعون على البيان إلى أن أكثر من 14 مليون طفل بحاجة للمساعدة الإنسانية بينما فر أربعة ملايين شخص من القتال، سواء داخل السودان و كلاجئين في بلدان مجاورة.

ومع قدوم موسم الأمطار في يونيو، تضاعفت مخاطر انتشار الأوبئة بينما تحمل الأضرار التي لحقت بالمحاصيل خطر مفاقمة انعدام الأمن الغذائي.

وأعربت الأمم المتحدة خصوصا عن قلقها حيال مصير النساء والفتيات في ظل «انتشار صادم لأعمال عنف جنسي تشمل الاغتصاب».

وقالت ليلى بكر من صندوق الأمم المتحدة للسكان «شهدنا ازديادا في العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة تتجاوز 900 في المئة في مناطق النزاع. تواجه تلك النساء خطرا كبيرا جدا».

دمار نتيجة المعارك في سوق في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في 29 أبريل 2023. (أ ف ب)
دمار نتيجة المعارك في سوق في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في 29 أبريل 2023. (أ ف ب)
كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 35 ألفا و456 شهيدا
«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 35 ...
تظاهرة لدعم الرئيس التونسي ورفض «التدخل الخارجي» بالعاصمة
تظاهرة لدعم الرئيس التونسي ورفض «التدخل الخارجي» بالعاصمة
العاهل السعودي يجري فحوصًا طبية بسبب ارتفاع في درجة الحرارة
العاهل السعودي يجري فحوصًا طبية بسبب ارتفاع في درجة الحرارة
غموض حول مصير الرئيس الإيراني بعد تعرض مروحية الرئاسة لـ«حادث» في أذربيجان الشرقية
غموض حول مصير الرئيس الإيراني بعد تعرض مروحية الرئاسة لـ«حادث» في...
الأمم المتحدة تحذر من عواقب مروعة بسبب استمرار خنق المساعدات إلى غزة
الأمم المتحدة تحذر من عواقب مروعة بسبب استمرار خنق المساعدات إلى ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم