يشارك آلاف الإسرائيليين، الأحد، في «مسيرة الأعلام» السنوية الني انطلقت في شوارع القدس في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة، فبعد مرور سنة على حرب في قطاع غزة تفجّرت مسيرة «يوم القدس» العام الماضي.

وسبقت المسيرة توترات ومواجهات في باحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة الى المسلمين. و«جبل الهيكل» المقدس بالنسبة إلى اليهود، وفي نقاط أخرى من البلدة القديمة حيث رفع الفلسطينيون على منازلهم أعلامًا فلسطينية، بينما سارت مجموعات من الإسرائيليين الذين حملوا أعلامًا إسرائيلية في الشوارع هاتفين ومغنين بمواكبة عناصر من الشرطة، وفق «فرانس برس».

 مسيرة فلسطينية
بالتزامن مع ذلك انطلقت مسيرة فلسطينية رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية في شارع صلاح وسط مدينة القدس، رغم القمع والملاحقة والاعتداءات التي تعرضوا لها. ورفع الشبان الأعلام الفلسطينية، وقامت قوات الاحتلال بملاحقتهم لمنعهم من رفع الأعلام، كما اندلعت مواجهات متفرقة في المكان.

واعتدى المستوطنون على الفلسطينيين في شوارع القدس بغاز الفلفل والضرب والشتائم، كما اعتدت الشرطة على الشبان. وأجبرت شرطة الاحتلال تجار القدس في البلدة القديمة وخارجها على إغلاق محلاتهم التجارية منذ ساعات بعد الظهيرة. كما أخلت الشوارع ونصبت أكثر من 30 حاجزًا في شوارع القدس القريبة من البلدة القديمة.

انتشار أمني كثيف يواكب المسيرة
وانطلقت المسيرة الساعة الرابعة بعد الظهر (13.00 ت.غ) من القدس الغربية، ويفترض أن تصل في غضون ساعات إلى البلدة القديمة. ويواكبها انتشار أمني كثيف.

وقبل ساعات من انطلاق المسيرة، زار النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى حيث شوهدت أيضًا مجموعة كبيرة من اليهود، بينما أفادت الشرطة الإسرائيلية عن «مثيري شغب» فلسطينيين ألقوا حجارة في اتجاه الشرطة.

-  «مسيرة الأعلام» في القدس.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
 «حماس» تحذر الاحتلال من تنظيم «مسيرة الأعلام» في المسجد الأقصى

ويُسمح لليهود بدخول باحة الأقصى، لكنهم ممنوعون من أداء الصلاة فيها لكن أعداد الذين يؤدون الصلاة خلسة في تزايد، ما يثير غضب الفلسطينيين الذي يعتبرون هذه الزيارات «اقتحامات» تسعى إلى «تهويد» المكان المقدس.

وذكرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أن «نحو 2600 شخص صعدوا إلى جبل الهيكل»، موضحة أن معظمهم من السياح.  وأشارت إلى «انتهاك» بعض اليهود «لقواعد الزيارة» واعتقال عدد منهم. 

وأكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي «اعتدت بالضرب على طواقمنا في محيط باب العمود»، مشيرة الى أن فرقها تعاملت مع «15 إصابة (على الأقل) في محيط وداخل البلدة القديمة» نقل أربع منها إلى المستشفى.

 مسار المسيرة لا يشمل باحة الأقصى 
ومن المتوقع أن يدخل المشاركون في المسيرة التي تنتهي عند الحائط الغربي، إلى البلدة القديمة عبر باب العمود الذي يفضي إلى السوق العربي والحي الإسلامي. ولا يشمل مسار المسيرة باحة الأقصى. وشهدت الساحة المؤدية إلى الباب توترًا بين متشددين يهود وفلسطينيين.

العام الماضي، أطلقت حركة حماس في يوم المسيرة وابلًا من الصواريخ في اتجاه إسرائيل التي ردت بعملية عسكرية ضخمة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. وقتل خلال 11 يومًا من التصعيد 260 فلسطينيًا بينهم مقاتلون و66 طفلًا. بينما قتل 14 شخصًا بينهم طفل وفتاة مراهقة وجندي في الجانب الإسرائيلي.

وحذّرت الفصائل الفلسطينية هذه السنة من «اقتحام المسجد الأقصى» وأعلنت «الاستنفار العام». واعتبر الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم الأحد أن مسيرة الأعلام ما هي إلا «استفزاز حقيقي وكبير لشعبنا... وعبث بصواعق تفجير سبق أن تسببت في إشعال معركة سيف القدس»، في إشارة الى حرب غزة الأخيرة. 

«أقصى درجات ضبط النفس»
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية خلال حرب 1967 وضمتها لاحقًا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. في الحي الإسلامي من المدينة القديمة، أقفل معظم التجار أبواب محالهم الأحد، فيما بدت حركة السكان خفيفة. 

ودعا الموفد الدولي إلى الشرق الأوسط تور وينيسلاند الإسرائيليين والفلسطينيين الى «أقصى درجات ضبط النفس». وقال «رسالة المجتمع الدولي واضحة: تجنبوا تصعيدًا جديدًا».

ودانت وزارة الخارجية الأردنية «السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك»، معتبرة أن ذلك «جرى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية».  واعتبر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبوالفول أن هذا «يعد انتهاكًا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي».

«مسيرة الأعلام» الإسرائيلية. (الإنترنت)

مسيرة أعلام فلسطينية تزامنا مع مسيرة المستوطنين في القدس. (الإنترنت)

مسيرة أعلام فلسطينية تزامنا مع مسيرة المستوطنين في القدس. (الإنترنت)