Atwasat

المصاعب الاقتصادية تعيد الحمير للخدمة في شوارع عدن

القاهرة - بوابة الوسط السبت 19 سبتمبر 2020, 12:03 صباحا
WTV_Frequency

يسقي أبو محمد اثنين من الحمير، القليل من المياه قبل عرضهما للبيع وسط مدينة عدن في جنوب اليمن، حيث تشهد تجارة الحمير انتعاشًا هذه الأيام مع إقبال اليمنيين على شرائها لنقل المياه وغيرها من البضائع في ظل ارتفاع أسعار الوقود.

ويؤكد التاجر الذي يدعى أحمد شوق (38 عامًا)، الذي يعرض الحمارين في منطقة كريتر وسط المدينة أنه «كلما ارتفع سعر الوقود وكلما زادت مشقات الحياة، ارتفع الطلب على الحمير أكثر وأكثر»، وفق تقرير لوكالة «فرانس برس».

وتخضع عدن لسيطرة الانفصاليين الجنوبيين بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يتصارع مع حكومة معترف بها دوليًّا تقاتل المتمردين الحوثيين المسيطرين على شمال اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل نحو ست سنوات.

لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين، فالقوات التي يفترض أنها موالية للحكومة في الجنوب تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وتتهم الحكومة بالفساد.

وبينما يغرق اليمن في أزمته التي تصفها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم، بات معظم السكان يعتمدون على المساعدات.

وأصبح سعر لتر البنزين نصف دولار أميركي تقريبًا، وهو ثمن باهظ بالنسبة للمدرسين مثلاً الذين يتقاضون رواتب شهرية تعادل قيمتها نحو 25 دولارًا فقط.

ويتزامن ذلك مع انهيار حاد في قيمة العملة اليمنية، حيث بلغ سعر الصرف في عدن 800 ريال يمني مقابل دولار واحد، بعدما كان يعادل 610 ريالات في يناير الماضي، بحسب دراسة نشرتها جريدة «الأيام» المستقلة في عدن.

من كافة الأحياء
وكان استخدام الحمير شائعًا بكثرة في عدن، التي بني جزء منها فوق بركان، قبل استخدام وسائل النقل الحديثة.

ويتوجه أبو محمد عادة إلى محافظة أبين (شمال عدن) لأن الحمير أقل تكلفة.

وقال: «مثل هذا الحمار تصل تكلفته إلى 30 ألف ريال ونشتريه من مدينة أبين، وأيضًا العربة بـ15 ألف ريال»، مضيفًا: «يمكن أن تحصل يوميًّا على 7 آلاف إلى 8 آلاف ريال كأرباح، بينما لا يكلف إطعام الحمار سوى 150 ريالًا».

وبالنسبة للتاجر، فإن «(بيع) الحمير أزال عني عبئًا كبيرًا. لدي تسعة أولاد فمن أين يمكنني إطعامهم؟، كل أسعار المواد الغذائية مرتفعة. من أين نعيش؟ وإذا ذهبت للبحث عن وظيفة لن أجد».

وأضاف: «بدأت بالعمل في هذا المجال منذ عامين ونصف (...) بفضل الله ثم بالحمار هذا الرزق أصبح متوفرًا، وكل شيء متوفر».

ويأتي زبائن أبو محمد من كافة أحياء عدن، من المعلا الذي يعد من أرقى الأحياء في المدينة ومن أحياء أخرى مثل التواهي ودار سعد وغيرها.. ويبيع شهريًا ما بين 20 و30 حمارًا.

ويرى أبو محمد أنه «كلما ارتفع سعر الوقود وزادت مشقات الحياة، ارتفع الطلب على الحمير أكثر وأكثر»، مؤكدًا أن الوقود ينقطع في بعض الأحيان لـ15 يوما ويطلب منا الناس أن نقلهم معنا بالحمير.

وفي شوارع كريتر، أصبح مألوفًا رؤية مجموعة من الحمير يجلس عليها أطفال، بينما يقومون بنقل المياه أو عربات محملة بمنتجات وبضائع مختلفة.

ويشير محمد أنور الذي يقيم في عدن، إلى أنه قرر شراء حمار من أجل جلب الماء، ويؤكد الأب لثلاثة أطفال أنه «لولا أن لدينا حمار لن نحصل على المياه».

لكن حتى الحمير قد تصبح بعيدة عن متناول السكان.

وأوضح أن أسعار الحمير ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار الوقود. إذ أصبح سعر الحمار يصل إلى 70 ألفًا أو 80 ألفًا أو 100 ألف ريال، ولا يستطيع الفقراء شراءه.

 

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
غزة.. 10 آلاف مفقود غير مدرجين في إحصائية الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني
غزة.. 10 آلاف مفقود غير مدرجين في إحصائية الشهداء منذ بدء العدوان...
استشهاد سائح تركي بعد طعنه جنديًا إسرائيليًا في البلدة القديمة بالقدس
استشهاد سائح تركي بعد طعنه جنديًا إسرائيليًا في البلدة القديمة ...
نتنياهو: الجيش الإسرائيلي سيهاجم رفح «مع أو بدون» هدنة في غزة
نتنياهو: الجيش الإسرائيلي سيهاجم رفح «مع أو بدون» هدنة في غزة
مسؤول «إسرائيلي»: سننتظر رد «حماس» على مقترح الهدنة حتى مساء الأربعاء
مسؤول «إسرائيلي»: سننتظر رد «حماس» على مقترح الهدنة حتى مساء ...
«يونيسف» تحذر من تداعيات «مدمرة» على الأطفال جراء التصعيد بجنوب لبنان
«يونيسف» تحذر من تداعيات «مدمرة» على الأطفال جراء التصعيد بجنوب ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم