ألغى وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، اليوم الخميس، لقاء مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في العاصمة طرابلس؛ وذلك في اللحظة الأخيرة، على ما كشفت وسائل إعلام يونانية متحدثة عن «خطأ دبلوماسي» من جانب ليبيا.

وبعد دقائق قليلة من هبوط طائرته في طرابلس، أمر الوزير اليوناني الطائرة بالإقلاع إلى بنغازي دون النزول، وفق ما أفادت جريدة «كثيمريني» اليونانية، الخميس. وأوضحت الجريدة أنه لم يكن من المقرر عقد الاجتماع في الأصل مع المنفي خلال رحلة الوزير إلى ليبيا، لكن وفقًا لمصادر في أثينا، طلب المنفي في اليوم السابق للزيارة من ديندياس التوقف في طرابلس للقائه، وقد وافق على شرط أن يكون في استقباله رئيس المجلس الرئاسي فقط وليس أي شخص آخر.

لكن عندما هبطت الطائرة في طرابلس، كانت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الموقتة نجلاء المنقوش، تنتظر أيضًا مقابلته، وعندها قرر ديندياس المغادرة دون مقابلة المنفي، حسب تعبير الجريدة اليونانية.

مصادر يونانية تتحدث عن «خطأ دبلوماسي»
وأرجعت مصادر بوزارة الخارجية اليونانية ما وقع إلى «خطأ» دبلوماسي، قائلة إن «السلطات الليبية كانت تأمل في فرض اجتماع»، حسب وكالة الأنباء المقدونية- أثينا.

بدورها، قالت جريدة «غريك ريبورتر» إن مغادرة وزير الخارجية اليوناني طرابلس متوجهًا إلى بنغازي جاء بعد «مسرحية شريرة من جانب الليبيين الذين حاولوا إجباره» على لقاء مع المنقوش التي وقعت في أكتوبر صفقة التنقيب عن النفط والغاز مع تركيا، وردت حكومة الوحدة الوطنية الموقتة بـ«اتخاذ إجراء»، دون أن تحدد ما قد ينطوي عليه ذلك.

وانتقدت اليونان تلك الاتفاقية قائلة إن ولاية حكومة الوحدة الوطنية الموقتة الحالية قد انتهت ولا يمكنها التوقيع بشكل شرعي على الاتفاقات الدولية الملزمة لمستقبل البلاد.

- «الخارجية» تستدعي السفير الليبي لدى اليونان للتشاور
- وزير خارجية اليونان يتحدث عن سبب إلغاء زيارته لطرابلس
- المنقوش كانت في انتظاره.. وزير خارجية اليونان يرفض النزول من طائرته ويعود إلى بلاده

والاتفاقية التركية الليبية للتنقيب عن المحروقات التي جرى توقيعها مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في أكتوبر  تستند إلى اتفاقية الحدود البحرية التي وقعتها أنقرة وحكومة الوفاق السابقة في العام 2019. وأشارت الجريدة إلى موقف أثينا الذي يتطابق مع مصر أيضًا، وهو أن ولاية حكومة الوحدة قد انتهت ولا يمكنها التوقيع بشكل شرعي على الاتفاقات الدولية.

ديندياس يوضح أسباب إلغاء زيارته طرابلس
وقبل حلوله ببنغازي كتب ديندياس، عبر حسابه على موقع «تويتر»، «ألغيت زيارتي إلى طرابلس.. حيث كان من المقرر أن التقي برئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي؛ لأن وزارة الخارجية خرقت اتفاقا بعدم الاجتماع بهم.. وتتواصل الزيارة إلى شمال ليبيا كالمعتاد».

واستهجنت حكومة الوحدة الوطنية الموقتة رفض وزير الخارجية اليوناني النزول من طائرته فور وصوله طرابلس وعودته. وقالت وزارة الخارجية: «بناء على طلب منهم (اليونانيين) منحت وزارة الخارجية والتعاون الدولي لوزير الخارجية اليوناني موافقتها لزيارة طرابلس»، صباح الخميس.

وتابعت أن «وزيرة الخارجية والتعاون الدولي كانت في انتظار استقباله وفق الأعراف الدبلوماسية» وأردفت: «إلا أنه وفي موقف مفاجئ يدعو للاستياء، رفض الوزير اليوناني النزول من طائرته، وعاد من حيث أتى دون أي إيضاحات». وأشارت الوزارة إلى «السياسات والمواقف الفجّة التي انتهجها وزير خارجية اليونان خلال الأيام الماضية تجاه مصالح الدولة الليبية، والتي عكستها تصريحاته غير المتزنة فيما يتعلق بسيادة ليبيا وحقها في العلاقات التي تحقق تطلعات شعبه».

«الخارجية» تستدعي السفير الليبي لدى اليونان
إلى ذلك، أعلنت نجلاء المنقوش، الخميس، استدعاء السفير الليبي لدى اليونان للتشاور؛ على خلفية وصول وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إلى طرابلس ومغادرته دون النزول من طائرته.

جاء ذلك خلال لقاء المنقوش مع رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة الذي أكد أن «الاحترام المتبادل أساس العلاقة الدبلوماسية مع دولة اليونان، مضيفا أنه لن يجري السماح بهذه التصرفات تجاه دولة ليبيا وسيادتها»، وفق منصة «حكومتنا» الرسمية.

وقالت المنقوش خلال اللقاء، إنها قررت كذلك استدعاء القائم بالأعمال اليوناني في ليبيا لتوضيح خلفيات الحدث، وأضافت أن «ما قام به الوزير اليوناني إجراء غير دبلوماسي برفضه النزول لأسباب غير معلومة ومرفوضة»، مؤكدة «عدم السماح لأي دولة بالتعامل مع ليبيا، دون احترام لسيادتها وهيبتها، وأن هذه مهمة أساسية في مجال عملها»، حسب قولها.