فرض الانقسام السياسي نفسه على حادثة انفجار شاحنة نقل وقود في بلدية بنت بية جنوب غرب ليبيا، اليوم الإثنين، والذي أسفر عن سبع حالات وفاة و70 مصابا، وفق ما أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة.

وتجلت ملامح الانقسام السياسي، على وقع الحادثة، في التنافس على أحقية نقل المصابين والمتوفين، فبينما سيّرت حكومة الوحدة الوطنية طائرات مجهزة وفرقا طبية إلى مطار سبها، لكنها «لم يُسمح» لها بالمشاركة في مساعدة المصابين، وفق تصريحات أدلى بها وزير الصحة المكلف بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة رمضان أبوجناح من مستشفى الحروق والتجميل بطرابلس.

تحرك الحكومتين
على الجانب الآخر، نقلت طائرات عسكرية عددا من المصابين إلى مستشفييْن في بنغازي، لتلقي العلاج، في حين أسرعت الحكومتان (حكومة الوحدة الوطنية، والحكومة المكلفة من مجلس النواب)، إلى إصدار بيانات تشير إلى التحرك العاجل لمساعدة الضحايا، وتوجيه الإدارات المختصة لمتابعة الحادث.

- «بوابة الوسط» تنشر أسماء ضحايا انفجار صهريج الوقود ببلدية بنت بية
- بالفيديو.. نقل مصابين في حادث بنت بية إلى بنغازي بطائرة عسكرية
- بوجناح: لم يسمح للفرق الطبية القادمة من طرابلس إلى سبها بمساعدة مصابي «حادثة بنت بية»

أما المشهد وقت الكارثة، كما يفيد شهود عيان لـ«بوابة الوسط»، فقد كان مأساويا، حين هرع عديد المواطنين إلى مركز سبها الطبي للوقوف على طبيعة الحادث، وسرعان ما أصبحت هواتفهم لا تفارق آذانهم بالاتصالات التي طار جزء منها إلى غرب ليبيا وآخر إلى شرقها من أجل المساعدة وإنقاد الضحايا.

ميول سياسية لكسب أهل فزان
تسارُع الأحداث ميدانيا، قابله سيل من التدوينات لنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها أحال التنافس على تقديم الخدمات العلاجية إلى «ميول سياسية من أجل إثبات كل طرف أنه الأقرب إلى فزان، وهو من يستطيع تقديم الخدمات من أجل تسجيل نقاط شعبية داخل المجتمع الفزاني لصالحه».

كما ربط البعض هذا التنافس بوصول طائرتي مساعدة سريعا من شرق وغرب ليبيا، إلى مطار سبها، لكن القوة التي تؤمن المطار والتي تتبع القيادة العامة منعت الطائرة القادمة من مطار معيتيقة، بحجة أن على متنها وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة نجلاء المنقوش، بحسب تصريح مدير مطار سبها المدني محمد أوحيدة، في وقت سابق، إلى «بوابة الوسط».

لذلك تساءل متابعون ليبيون: «هل الحالة الإنسانية أصبحت ضمن الأجندات السياسية، والتي يديرها أصحاب المصالح في الأزمة الليبية».