Atwasat

خبراء لـ«فرانس برس»: المجتمع الدولي لا يرغب في اندلاع سيناريو الحرب في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 22 مارس 2022, 02:58 مساء
WTV_Frequency

قالت وكالة «فرانس برس» في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن أطرافًا دوليين يخشون من أن يؤدي المأزق الحالي في ليبيا الناتج عن محاولة الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، تسلُّم السلطة وسط رفض حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» التنحّي، إلى تصعيد ومعارك جديدة في البلاد، فيما تتركز أنظار العالم على الحرب في أوكرانيا.

ونقلت الوكالة عن أستاذ العلاقات الدولية في جامعات ليبيا، خالد المنتصر، قوله إن «باشاغا راهن على سياسة الأمر الواقع، وظنّ أنه بمجرد نيل حكومته ثقة البرلمان، سيكون المخوّل تشريعيًا تغيير الحكومة، فيزيح حكومة طرابلس المدعومة دوليًا بسهولة؛ لكن تبيّن سريعًا عدم صواب هذا الاتجاه».

ومع ذلك يرى المنتصر أن هناك فرصة لـ«الحوار السياسي» تظلّ ورقةً ممكنة عبر تقديم بعض «التنازلات»، وفق «فرانس برس»، التي أشارت  إلى احتشاد مجموعات مسلحة موالية لباشاغا في ضواحي غرب وشرق طرابلس مطلع الشهر الجاري، ما أثار مخاوف من وقوع اشتباكات مع قوات موالية للدبيبة. وبعد أقل من 24 ساعة، أعلن باشاغا سحب المجموعات المسلحة المحتشدة، بعد دعوات إلى التهدئة من الأمم المتحدة وواشنطن تحديدًا، مؤكدًا استعداده للحوار، ومطمئنًا سكان طرابلس بأنه «لن تكون هناك حرب».

وساطة دولية لمنع سيناريو الحرب في ليبيا
وقال المحلل السياسي، فرج الدالي، للوكالة الفرنسية إن الخلاف بين الحكومتين أظهر نوعًا من التضامن الدولي تجاه الأزمة الليبية، وأضاف: «واشنطن والبعثة الأممية تقودان بوتيرة عالية مفاوضات بين الدبيبة وباشاغا، ما يدلّ بشكل قاطع على عدم رغبة المجتمع الدولي والولايات المتحدة برؤية مشهد الحرب يتكرّر في ليبيا، خصوصًا مع التطورات العالمية المرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية».

وسبق أن قال سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أنه أجرى محادثات هاتفية مع باشاغا والدبيبة وأثنى في تغريدات عبر «تويتر»، على استعداد باشاغا «لنزع  فتيل التوتر، وسعيه إلى حل الخلافات من خلال التفاوض وليس بالقوة»، كما أعرب عن تقديره للدبيبة، لالتزامه «حماية الأرواح» و«استعداده لدخول مفاوضات بهدف إيجاد حل».

- تصل إلى 43%.. كيف ستعوض ليبيا وارداتها من القمح والذرة الأوكرانية
- كيف تهدد الحرب في أوكرانيا مصادر غذاء الليبيين؟
- استغلالا للحرب في أوكرانيا.. التجار يرفعون سعر المخزون من دقيق القمح 28.5%

ويرى الدالي أن الأمم المتحدة تدرك جيدًا أن «الخلاف القائم بين الحكومتين، يمكن حله عبر التفاوض ومنح كل طرف مكاسب، وبالتالي خيار الحوار ربما يكون متفوقًا على خيار الحرب». ويعتبر أن «المجتمع الدولي على يقين بأن الدبيبة وباشاغا مستعدان للحوار، لكن بشروط تضمن تواجدهما في السلطة، وبالتالي لن يكون هناك عائق أمام التسوية، والمتبقي تفاصيل وخارطة سياسية تجعل التنازل مقابل مكاسب محددة قابلًا للتطبيق».

مخاوف من غلق النفط مجددًا
وعقد مجلس الأمن اجتماعًا الأسبوع الماضي حول ليبيا «التزمت خلاله القوى الكبرى والأمم المتحدة حذرًا كبيرًا حيال الأزمة السياسية التي تهز البلاد، من دون أن تنحاز لأي من الطرفين، باستثناء روسيا التي أعلنت صراحة دعمها لباشاغا»، وفق التقرير.

وقالت «فرانس برس» إن هناك مخاوف من أن تستخدم روسيا نفوذها لتعطيل الإنتاج النفطي في ليبيا المقدّر اليوم بـ1.2 مليون برميل يوميًا، ما من شأنه، «أن يخدم مصالحها لأنه سيرفع أسعار النفط أكثر»، وفق الخبير في شؤون ليبيا بمعهد «أس دبليو بي» الألماني للأبحاث في العلاقات الدولية، وولفرام لاتشر، فيما تبقي السوق النفطية المضطربة بسبب الحرب في أوكرانيا، تحت الضغط.

وأشارت الوكالة إلى مطالبة مجموعات في المنطقة الشرقية بمغادرة الدبيبة السلطة وتهديدها بإغلاق موانئ النفط في الشرق. في وقت تسعى الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى زيادة إنتاج الغاز والنفط في العالم لتجنّب أزمة نتيجة توقف الإمدادات الروسية بسبب الحرب والعقوبات.

خيارات أمام باشاغا
بدورها، قالت الخبيرة القانونية والأستاذة الجامعية، إيمان جلال، لـ«فرانس برس»: «رغم تراجع رئيس الحكومة (باشاغا) عن خياره العسكري لدخول طرابلس؛ فإن ذلك لا يعني عدم إعادة الكرة مستقبلًا. في حال استمرت حالة الجمود السياسي (...)، قطعًا لن يرضى باستمرار إبعاد الدبيبة له عن مركز القرار السياسي في العاصمة».

ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعات ليبيا، خالد المنتصر، أن الحكومة الجديدة تمتلك خيارين: القوة العسكرية لإزاحة حكومة الدبيبة، أو التفاوض والحوار السلمي.

وقال للوكالة الفرنسية: «الخيار العسكري ممكن نظريًا مع دعم من بعض المجموعات المسلحة القوية في غرب ليبيا، لكن واقعيًا سيوقّع استخدامه القوة على مراسم جنازة حكومته، بدخولها في صراع مسلح ربما يستمر أشهر بل أعوامًا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سقوط 4 أبراج ضغط عالٍ لنقل الكهرباء جنوب بني وليد
سقوط 4 أبراج ضغط عالٍ لنقل الكهرباء جنوب بني وليد
الدبيبة يناقش المشروعات المتوقفة بين مؤسسة الاستثمار وصندوق الإنماء
الدبيبة يناقش المشروعات المتوقفة بين مؤسسة الاستثمار وصندوق ...
بلدية بنغازي: استعداد أميركي لدعم جهود إدارة صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا
بلدية بنغازي: استعداد أميركي لدعم جهود إدارة صندوق التنمية وإعادة...
ضبط 6 مطلوبين في قضايا مشاجرة وإيذاء بطرابلس
ضبط 6 مطلوبين في قضايا مشاجرة وإيذاء بطرابلس
«الكهرباء» تباشر صيانة الأبراج المتضررة من الطقس في بني وليد
«الكهرباء» تباشر صيانة الأبراج المتضررة من الطقس في بني وليد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم