تتجه أوكرانيا نحو حظر تصدير الحبوب خارج البلاد، ما سيربك السلطات الليبية على المدى القصير بحثًا عن تعويض 43% من صادراتها من القمح والذرة من هذه الدولة الأوروبية، وهو القرار الذي يأتي بالتزامن مع تحذير فرنسي من أزمة «جوع» بدول البحر الأبيض المتوسط.

وفي وقت أدى التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، إلى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى لها في 14 عامًا، تعتزم حكومة كييف حظر تصدير الشوفان والدخن والحنطة السوداء والسكر والملح والقمح واللحوم، وكذلك الماشية ومشتقاتها، وهو ما «يعني فرض حظر فعلي على التصدير»، وفق بيان لمجلس الوزراء الأوكراني الثلاثاء.

وفي السياق، قال وزير السياسة الزراعية والغذاء الأوكراني رومان ليشينكو، إن الخطوات اتخذت «لمنع حدوث أزمة إنسانية في أوكرانيا، وتلبية احتياجات السكان في المنتجات الغذائية المهمة».
وتعد أوكرانيا خامس أكبر مصدّر للقمح حول العالم بـ17 مليون طن، وتسبقها روسيا كأكبر مصدّر بمتوسط سنوي 44 مليون طن، في حين تعتمد المطاحن الليبية بنسبة 43% على الحبوب الأوكرانية لصناعة رغيف الخبز وتلبية احتياجاتها.

لكن المضاربين رفعوا أسعار الطحين في الأسواق الليبية، خلال الأسبوع الأول من الحرب الأوكرانية، رغم وفرة المخزون.

- كيف تهدد الحرب في أوكرانيا مصادر غذاء الليبيين؟
- استغلالا للحرب في أوكرانيا.. التجار يرفعون سعر المخزون من دقيق القمح 28.5%

وفي السياق، أكد وزير الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنية محمد الحويج، في وقت سابق، وجود تعاقدات جديدة لشراء القمح من الأسواق العالميّة، وهناك 12 دولة بديلة يمكن الاستيراد منها بدلًا من السوق الأوكرانية، مضيفًا «سندعم سلعة القمح ولو جزئيًا للمحافظة على استقرار الأسعار»، مذكرًا بوجود احتياطات آمنة من القمح لدى القطاع الخاص تقدر بنحو 400 ألف طن.

في الوقت نفسه، حذر وزير الزراعة والغذاء الفرنسي جوليان دينورماندي، من أزمة غذاء عالمية هذا العام على خلفية الأوضاع في أوكرانيا، قائلًا إن «هناك دولا كثيرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط تعتمد على تصدير القمح من روسيا وأوكرانيا»، بحسب جريدة «لوفيغارو» الفرنسية اليوم الأربعاء.

وأضاف أن الأحداث الجارية قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما سيكون له أيضًا تأثير على علف الماشية، قائلًا «يجب أن نتجنب أزمة غذائية في الأشهر .. المقبلة».