Atwasat

بعد التوتر المتصاعد بين فرنسا والجزائر.. هل المجال الجوي الليبي خيار طائرات «برخان» إلى الساحل؟

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأربعاء 06 أكتوبر 2021, 02:38 مساء
WTV_Frequency

يُطرح مسار تحليق الطائرات الفرنسية العسكرية فوق الأراضي الليبية في اتجاه دول الساحل الأفريقي في أوساط صنع القرار في باريس، كبديل يعوض إغلاق الجزائر مجالها الجوي أمامها ردا على «إساءة» تعرضت لها من رئيسها إيمانويل ماكرون.

وتحاشت وزارة الخارجية الفرنسية الرد بشكل مباشر على احتمال التحليق فوق ليبيا أو تونس والمغرب، في حال تمسك الجزائر بقرارها الاستمرار في غلق المجال الجوي في وجه الطيران العسكري الفرنسي للوصول إلى مالي والنيجر في إطار العمليات العسكرية لـ«برخان».

وعبّرت الناطقة باسم الوزارة، آنييس فون دير مول، في بيان الثلاثاء، عن أسفها لاستدعاء الجزائر لسفيرها، مؤكدة أنها «عازمة على الحفاظ على العلاقات مع الجزائر وتطويرها، وأنها على قناعة بأن من مصلحة البلدين العمل سويا في المجالات كافة».

أزمة بين فرنسا والجزائر بسبب تصريحات ماكرون
ومنذ 2013، تحلق الطائرات الفرنسية بانتظام فوق الأراضي الجزائرية للوصول إلى منطقة الساحل المجاورة لدولة ليبيا؛ بغرض مساعدة دول المنطقة في محاربة الجماعات الإرهابية المسلحة كجزء من عملية «برخان».

وبدأت التوترات بين فرنسا والجزائر منذ تصريحات ماكرون حول التاريخ الرسمي للجزائر، وخفض منح التأشيرات للجزائريين، ما اعتبرته الجزائر إساءة لها، واستدعت على إثره سفيرها لدى باريس للتشاور.

وما يرجح مواصلة الجزائر التصعيد، اختيار وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الرد على تصريحات ماكرون بحق بلاده من باماكو، حيث قام بزيارة خاطفة أمس الثلاثاء قبل التوجه إلى إيطاليا، ووصف لعمامرة حديث ماكرون بـ«الإفلاس» الذي يدفع علاقات فرنسا الرسمية إلى «أزمات لابد أن يتم التخلص منها باحترام متبادل وغير مشروط لسيادة واستقلال» الدول، حسب قوله.

وأضاف: «على شركائنا في الغرب أن يتحرروا من تاريخهم الاستعماري، ومنطق ما يزعمون أنه مهمة نشر الحضارة كغطاء أيديولوجي للاستعمار، الذي هو جريمة ضد الإنسانية في الجزائر ومالي وفي عدة دول أفريقية».

ولطالما اعتبرت الجزائر، شمال مالي، المنطقة التي خضعت لحكم الإرهابيين في العام 2013، ساحتها الخلفية، وكانت الوسيط الرئيسي للاتفاقيات الموقعة في العام 2015 بين الدولة المالية والجماعات المسلحة.

طرح ليبيا وتونس كبديلين للجزائر
ويطرح خيار التحليق فوق ليبيا أو تونس في كواليس السياسة الفرنسية، مستطلعين تأثير القرار الجزائري على عمليات «برخان» المناهضة للإرهاب في مالي والنيجر، خوفا من تسببه في ضرب الجهود المشتركة في تطويقه بالمنطقة، خاصة أن حظر التحليق جاء في وقت دقيق بالنسبة لهيئة الأركان العامة الفرنسية، التي تجري منذ أسابيع إعادة تنظيم لقواتها في منطقة الساحل والصحراء حيث تخطط لإخلاء قواعد عسكرية في أقصى شمال مالي، أي في «كيدال وتمبكتو وتيساليت»، فيما تعتزم خفض عديد قواتها في منطقة الساحل بحلول العام 2023.

ومعلوم ارتباط الوضع في جنوب ليبيا بشكل وثيق مع التطورات في تشاد والنيجر ومالي، إذ أن الأزمة الأمنية في مالي ما كانت لتظهر «لو لم يساعد انفجار الوضع في العام 2011 في طرد جماعات مسلحة موالية للقذافي إلى النيجر وشمال مالي، وهناك استقرت وتحالفت مع حركة الطوارق الانفصالية (أزواد)».

وفي منتصف شهر سبتمبر الماضي زعمت المعارضة التشادية المسلحة في بيان، لها أن مواقعها في جنوب ليبيا تعرضت للقصف من قبل طيران عملية «برخان»، في إشارة إلى العملية العسكرية التي تتزعمها فرنسا، ومقرها في إنجامينا، وتشارك فيها قوات من تشاد والنيجر ومالي وموريتانيا وبوركينا فاسو.

- تشاد وفرنسا تنفيان تنفيذ هجمات ضد المعارضة التشادية في الجنوب الليبي
- الجزائر تحظر على الطائرات العسكرية الفرنسية التحليق في أجوائها

وفي هذا السياق اعتبر الناطق باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية الكولونيل باسكال إياني أنه سيتعين على الطائرات العسكرية الفرنسية أن تعدل مخططات تحليقها، مؤكدا أن ذلك «لن يؤثر على العمليات أو المهام الاستخباراتية» التي تقوم بها فرنسا في منطقة الساحل.

القرار الجزائري قد يتسبب في أزمة للقوات الفرنسية بمنطقة الساحل
كما شدد إياني على أن الطلعات الفرنسية الاستطلاعية في منطقة الساحل، التي عادة ما تنفّذ بواسطة طائرات مسيّرة من نوع «ريبر» لن تتأثر، بما أن هذه الطائرات تنطلق من نيامي في النيجر ولا تحلّق في أجواء الجزائر.

وحول قرار الجزائر بحظر التحليق فوق أراضيها للطائرات العسكرية الفرنسية قالت جريدة «لوموند» الثلاثاء، أنه يمكن أن يعيق إمداد القوات المنتشرة في منطقة الساحل، والقرار يتعلق في المقام الأول بطائرات عملية «برخان»، وخمسة آلاف جندي فرنسي أو نحو ذلك منتشرين في منطقة الساحل.

وأكدت هيئة أركان الجيش الفرنسي، تأثر رحلتين لوجستيتين فقط حتى الآن، إحداهما من قاعدة إيستر في فرنسا، حيث تقلع رحلات جوية من هذا النوع تقليديًا، والأخرى من إنجامينا، حيث مقر «برخان»، كان الفرنسيون قد اكتشفوا الفيتو الجزائري في نهاية صباح الأحد من خلال تقديم خطط رحلاتهم الجوية.

وحسب «لوموند»، يتعلق الإحراج المحتمل بتزويد رجال «برخان» أو القوات الخاصة التي تعمل بشكل وثيق معهم، ولا سيما من وأجادوجو، عاصمة بوركينا فاسو، لكن في مقر الجيش، لا يبدو أنهم يراهنون على أزمة طويلة مع الجزائر حيث جرى «تكييف خطط الطيران».

بينما أفادت بعض المصادر الفرنسية برغبة الجزائر أيضا في تعليق تزويد القوات الفرنسية بالوقود في شمال مالي، حيث يجري سحب آخر العناصر والمواد في إطار إعادة تطوير «برخان»، مضيفة «هذه الإمدادات لم تتم منذ ديسمبر 2020 ولم يتم التخطيط لأي شيء في الأشهر المقبلة».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سقوط 4 أبراج ضغط عالٍ لنقل الكهرباء جنوب بني وليد
سقوط 4 أبراج ضغط عالٍ لنقل الكهرباء جنوب بني وليد
الدبيبة يناقش المشروعات المتوقفة بين مؤسسة الاستثمار وصندوق الإنماء
الدبيبة يناقش المشروعات المتوقفة بين مؤسسة الاستثمار وصندوق ...
بلدية بنغازي: استعداد أميركي لدعم جهود إدارة صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا
بلدية بنغازي: استعداد أميركي لدعم جهود إدارة صندوق التنمية وإعادة...
ضبط 6 مطلوبين في قضايا مشاجرة وإيذاء بطرابلس
ضبط 6 مطلوبين في قضايا مشاجرة وإيذاء بطرابلس
«الكهرباء» تباشر صيانة الأبراج المتضررة من الطقس في بني وليد
«الكهرباء» تباشر صيانة الأبراج المتضررة من الطقس في بني وليد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم