Atwasat

عام على رحيل «الطفل الكبير» يوسف الشريف

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 24 يوليو 2022, 01:31 مساء
WTV_Frequency

قبل عام، تحديدًا في 23 يوليو 2021، فقدت ليبيا الأديب الكبير يوسف الشريف، عن عمر يناهز الـ83 عامًا، متأثرًا بإصابته بفيروس «كورونا»، بعد رحلة عطاء وإبداع امتدت لعقود.

ونحت الشريف قاموسه الخاص، بمفردة يمتزج فيها الإنسان والكاتب، يعبر مجال السرد محملًا بالأحلام وبكثير من الدموع والآلام، وكذلك بتبصر يلاحق شواغل الأحداث وتوابعها وانعكاساتها ابتداءً من طفولته وانتهاءً إليها، لا يروم عوالم الأوان الرمادية؛ لذا يلجأ غالبًا إلى التفكر بعيدًا عن الضوضاء، مستسلمًا إلى موسيقى روحه الساكنة في قلبه وخياله الجامح إلى النقاء.

بداية الرحلة
وُلد الراحل في بلدة «ودان» وسط ليبيا، وهاجر إلى طرابلس مع عائلته بعد عامين من ولادته ليستقر فيها حتى ساعة رحيله، ويُعدّ من أبرز أدباء ليبيا، وكُتَّابها وإعلامييها، وتخصص في أدب الأطفال، وعُرف بدفاعه الشديد عن حقوق الطفل، وكان ينادي بإنشاء كلية جامعية لإعداد المربين، والمتخصصين في علوم النفس والتربية لرياض الأطفال، فألف عديد القصص والموسوعات المتعلقة بعالم الطفل، منذ العام 1974، وأنشأ مكتبة للأطفال، تنشر ثقافة الطفل، وتقدم الكتب للأطفال مجانًا.

الشغف بالأسئلة
وكان الشريف شغوفًا بطرح الأسئلة في معظم مقالاته وأعماله البحثية، ويؤمن بأن الأسئلة هي مفتاح المعرفة، إلى حد أن جعلها تتصدر غلاف كتابه «الخلاصة» الذي ضمَّن فيه سيرته؛ بل ويستحضرها في متن الكتاب السيرة، أو شبه السيرة، التي يصفها في مفتتح الكتاب بأنها «خلاصة أسئلتي وأفكاري».

- يوسف الشريف.. الأيام والخلاصة وحكايات العصافير

والشريف أحد أهم رواد كتاب القصة القصيرة في ليبيا، وكتب أولى قصصه أواخر العام 1959، وصدرت له أربع مجموعات قصصية، أبرزها مجموعة «الجدار» التي حملت اسم أول قصة كتبها، وفازت حينها بجائزة الفنون والآداب الليبية، وله أعمال مسرحية، وألف الكتب المدرسية.

 وفي مجال الإعلام شغل الراحل مراكز قيادية في السلم الوظيفي، من مدير للإذاعة العام 1969 إلى وزير للإعلام العام 2013.

 وكتب في معظم المطبوعات الصحفية، وترأس تحرير بعضها، وأسَّس بعد فبراير 2011 جريدة «الليبي اليوم»، وأعد برامج مختلفة للراديو والتلفزيون، وفي العام 2018 قدم مكتبته الخاصة هدية لجامعة بنغازي.

الأيام الجنوبية
ويمثل كتاب «الأيام الجنوبية» للأديب يوسف الشريف نافذة مهمة لرؤية الحياة من منظور آخر، وأسهمت في صياغة وعيه الثقافي، الذي تشكل في مرحلة مبكرة من عمره، ثم تنضج أبعادها في ذاكرته الثمانينية ليترجمها كتابة في هذا المؤلف.

التلميذ الأستاذ
وهناك عديد المساهمات المهمة للشريف في مجال التعليم، ويقول عن نفسه في سياق سيرته، إنه يعتز كثيرًا بأنه من الجيل الذي وضع حجر الأساس للعملية التعليمية في جنوب البلاد تحت مسمى «مدرس موقت» سنة 1956، وذلك عندما واجهت الدولة خلال السنوات الأولى من استقلالها صعوبة في توفير المعلمين المؤهلين للتعليم في المراحل التعليمية الأساسية، فاستعانت بتلاميذ السنوات المتقدمة من المرحلة الثانوية في طرابلس لتعيينهم مدرسين موقتين في قرى الجنوب وواحاته وكان هو من بينهم؛ إذ قطع دراسته الثانوية وأمضى العام الدراسي 56-57 معلمًا بمدرسة ونزريك، وهي من قرى منطقة الشاطئ بفزان.

ذكرى رحيل الأديب يوسف الشريف (بوابة الوسط)
ذكرى رحيل الأديب يوسف الشريف (بوابة الوسط)
ذكرى رحيل الأديب يوسف الشريف (بوابة الوسط)
ذكرى رحيل الأديب يوسف الشريف (بوابة الوسط)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
انطلاق الدورة 33 من معرض الدوحة الدولي للكتاب بمشاركة ليبية
انطلاق الدورة 33 من معرض الدوحة الدولي للكتاب بمشاركة ليبية
يعتبرها علم الأعصاب مستحيلة.. فنانة ترسم 10 لوحات بيديها وقدميها في وقت واحد
يعتبرها علم الأعصاب مستحيلة.. فنانة ترسم 10 لوحات بيديها وقدميها ...
اختتام المؤتمر الدولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم
اختتام المؤتمر الدولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم
مهرجان «كان» تحية قد تكون الأخيرة لمخرجي «هوليوود الجديدة»
مهرجان «كان» تحية قد تكون الأخيرة لمخرجي «هوليوود الجديدة»
جائزة فخرية للأسترالي بيتر وير مخرج «ذي ترومان شو» في مهرجان البندقية
جائزة فخرية للأسترالي بيتر وير مخرج «ذي ترومان شو» في مهرجان ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم