شهدت فضاءات الثقافة بطرابلس انطلاق فعاليات أدبية وفنية أحياها نخبة من الشعراء والكتاب والفنانين، تستحضر ذاكرة ليالي رمضان بالمدينة وتستنطق محطات من تاريخها العريق، كما تنهض على أهمية الفعل الثقافي في التعريف بمفهوم التنوير بملامسة موضوعات تتشابك مع شواغل الحاضر وتستلهم روح الموروث.
وتحت عنوان «شعر ونغم» نظم مركز «M.A.Y.A» للتدريب والاستشارات، الأربعاء، أمسية ثقافية فنية، أدارتها الفنانة هاجر الطيار، أحياها الشاعر عبدالقادر العرابي، صحبة الفنان والملحن عبدالباسط البغدادي، الذي قدم من عزفه وألحانه قصيدة «مولاي» وهي من تأليف شقيقه الراحل الشاعر عبدالمولى البغدادي. كما أهدى الشاعر عبدالقادر العرابي أول نصوصه بالأمسية لروح البغدادي، وتابع في نصوص لاحقة اقتفاء أثر الوجع الإنساني وهو ينعطف على شواهد من التاريخ والمواقف وتمظهرات الأحداث الحاصلة. كما توقف في مفاتحات وجدانية عند عوالم حواء في قصيدة «عودي» مشبعة بخطوط من الرؤى والأحلام والعتاب والشجن، ثم يختم قصيدة من الشعر الشعبي يقول في مطلعها «اصبر وزيد الصبر كثر منه».
مدن الشمس
واحتضنت دار الفقيه حسن، الخميس، أمسية أدبية نظمتها وزارة الثقافة والتنمية المعرفية وأدارتها الشاعرة غادة البشتي، وأحياها مجموعة من الشعراء بقصائد تستشرف آفاقا سماوية تؤثثها مدن الخيال، الذي راهن على محاكاة الشمس في تلك القصائد العاكسة لتساؤلات الذات مع نفسها والآخر، رسمت بداياتها الشاعرة هناء المريض التي ألقت عددا من نصوص ديوانها الصادر أخيرا تحت عنوان «صديقة الشيطان»، تلاها نصا «كينونة» و«حساب» للشاعر معتوق أبوراوي، فيما يناجي أحمد الفاخري مفازات الوجع في نص «ألم» وكذا توقفه في قصائد «جلسة قهوة» و«موعد» و«أنشودة الحلم» أمام شواطئ من دفق رومانسي يلاطف أجواء السمر ويهمس في أذن الصمت بشحنات من فواره الدفين.
وعبر الشاعر نورالدين الورفلي في نص الملكة عن رسم نسيج لوعد مؤجل لنصفه الآخر، لينتهي عند قصيدة مهداة لروح الكاتب الصادق النيهوم، أعقبه الشاعر حمزة الحاسي بنص «لا أحد يشبهك» ثم قصائد تغازل منابته في مدينة درنة، وألقت الشاعرة مريم سلامة نصوصا مختارة من دواوينها ليأتي دور كل من الشعراء «آسيا الناجح وحسن إدريس وأسامة الرياني».
ذاكرة الفاخري
واستضاف بيت إسكندر للفنون والثقافة، الجمعة، تحت عنوان «تجارب» الفنان التشكيلي القذافي الفاخري في أمسية جمعت بين التشكيل والموسيقى، أدارها الشاعر محمد الدنقلي ورافقه الفنان مراد إسكندر مع فرقة من العازفين في وصلة غنائية قدم خلالها عددا من الأعمال لكبار المطربين الليبيين، وتحدث خلالها الفاخري عن تجربته الفنية ابتداء من خطواته الأولى نحو المدرسة حتى احترافه عالم الريشة واللون، كما قدم إحاطة عن أهم الخطوط التي سارت فيها تجربة الفن التشكيلي الليبي، ورؤيته الفنية لهذه التحولات، وكيف يمكن للأجيال الاشتغال على فن يضيف لهذه الرحلة ولا يستنسخ الأساليب السابقة ويقع بالتالي في مأزق التكرار.
وتحدث الفنان محمد الغرياني رئيس الجمعية الليبية للتشكيل عن المراحل الجيلية لهذا الفن، مستذكرا الأسماء الرواد وصولا للجيل الحالي، واختتمت الأمسية بتكريم أصغر عضو في بيت إسكندر وهو الشاب محمد شعبان الجورني وتسليمه هدية رمزية تقديرا لنشاطه.
تعليقات