لا يمكن لأي أحد، ذي ضمير إنساني حي حر، إنكار أن «دولة» عصابات الكيان الصهيوني تقترف جرائم حرب، أي جرائم ضد الإنسانية، تكاد تكون غير مسبوقة في قطاع غزة وأيضاً في الضفة الغربية. فهي ترتكب، بسبق نية وبطريقة منهجية، المجازر بقصفها الأحياء السكنية المكتظة والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس وأماكن اللجوء والمأوى والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والديني والاقتلاع والتهجير القسريين وتدمر مصادر الحياة الأساسية اليومية من مياه وكهرباء ومخابز.

هذه الفظائع والشنائع لو اقترفتها دولة أخرى، غير «دولة» العدو الصهيوني والدول الإمبريالة الراعية لها، عشرة بالمئة منها لسارعت دول الغرب المنافقة برفع قضية ضد هذه الدولة أمام «محكمة الجنايات الدولية» وطالبتها بإصدار مذكرات اعتقال بأسماء وصفات المسؤولين عنها. لكن هذه الدول المنافقة تعتبر «دولة» الكيان الصهيوني فوق «القانون» الدولي، وبذلك فهي بمنجاة من العقاب.

لننظر في ما قاله يوليوس ماليا، زعيم حزب «مقاتلون من أجل الحرية» الجنوب أفريقي، وسأنقل كلامه كما ورد في الترجمة العربية المصاحبة للشريط دون أدنى تدخل مني، بما في ذلك أدوات الترقيم:

كيف تقصف مستشفى؟ حتى لو دخل رئيس حماس إلى ذلك المستشفى يختبئ في ذلك المستشفى لا يمكنك قصف المستشفى كيف تقصف مخيماً للاجئين؟ حتى لو ركضت حماس إلى مخيم اللاجئين هذا أنت لست في وضع يسمح لك بقصف مخيم للاجئين رفاقي هولاء الرجال متورطون في التطهير العرقي يريدون محو الفلسطينيين هذه إبادة جماعية إنها جريمة دولية ويجب على المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو لماذا أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين؟ الذي لم يفعل أسوأ مما فعله ال نتنياهو إلى شعب فلسطين*

لكن ولا دولة، عربية أو إسلامية، تحركت فيها «نخوة الأخوة» أو «التراحم الديني» وبادرت، بشكل فردي أو جماعي، برفع مذكرة ضد جرائم الحرب المقترفة إزاء الفلسطينيين من قبل «إسرائيل» أمام «محكمة الجنايات الدولية» حتى مع العلم المسبق بأن هذه المحكمة لن تستجيب لهذه الدعوى.

لكن حكومة دولة أخرى، ليست عربية ولا إسلامية، هي حكومة جنوب أفريقيا، تحركت فيها النخوة الإنسانية، فتولت، بالأصالة عن نفسها ونيابة عن الإنسانية الحية الحرة، رفع هذه المذكرة مطالبة بمحاكمة «إسرائيل».

* https://www.facebook.com/reel/1774936639620600