Atwasat

«المجلس الأطلسي»: تشكيل حكومة موحدة الحل لصد التغلغل الروسي في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 30 أبريل 2024, 12:20 صباحا
WTV_Frequency

دعا الباحث الليبي كريم ميزران واشنطن وحلفاءها إلى الاهتمام بتحقيق الاستقرار في ليبيا، وذلك من خلال عملية سياسية مستمرة وشاملة وشفافة، مصحوبة بـ«عمل قوي لصد التغلغل الروسي» من خلال إنشاء حكومة وحدة جديدة في ليبيا.

وأضاف ميزران، في مقال نشرته مؤسسة «المجلس الأطلسي» الإثنين، أن الولايات المتحدة الأميركية انشغلت بالأحداث العالمية والإقليمية الأخرى، خاصة الحرب في أوكرانيا وأحداث غزة، على حساب الملف الليبي.

لكنه قال إن واشنطن وحلفاءها لا يمكنهم تجاهل أهمية تحقيق الاستقرار في ليبيا، في ضوء الوجود الروسي المثير للأسئلة بين المعلقين والنقاد والاستراتيجيين العسكريين.

ميزران: المأزق المؤسسي يسمح للفساد بالازدهار
وتابع ميزران، وهو مدير مبادرة شمال أفريقيا في «المجلس الأطلسي»: «طالما لم تبد أي دولة غربية اهتمامًا باستقرار النظام السياسي في ليبيا، فإن البلاد تظل غارقة في مأزق مؤسسي، مما يسمح للفساد بالازدهار».

ولفت إلى أن الأوروبيين يهتمون في المقام الأول بالهجرة غير النظامية، و«بالتالي يجدون أنه من المناسب التعامل مع وضع شبه فوضوي»، في حين تشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء الإرهاب على غرار «داعش» في جميع أنحاء المنطقة، لكنها «لا تهتم بمن يحكم ليبيا طالما جرى احتواء الجماعات المتطرفة».

برأي ميزران، فإن «هذا الفراغ لا يدعو إلى التدخل الخارجي فحسب، بل يقدم روسيا أيضًا باعتبارها اللاعب الأكثر وضوحًا الذي يقف على عتبة ليبيا»، وذلك «دون أي رد فعل تقريباً من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي».

- شاهد: ما حقيقة تعزيز الوجود الروسي في ليبيا؟
- تحرك عسكري روسي «غامض» في ليبيا
- كيف تستفيد روسيا من ليبيا كبوابة للعبور إلى أفريقيا؟

وبعدما عرّج على حالة الانقسام الداخلي في ليبيا وتحالف جهات فاعلة دولية مع الأطراف المتصارعة على أساس مصالحها الاستراتيجية، ركز الباحث الليبي على التغلغل الروسي في ليبيا، الذي بدءًا بوجود مئات من المدربين لقوات «القيادة العامة» في العامين 2015 و2016، قبل استبدال هؤلاء في أواخر العام 2018، ببضعة آلاف من المرتزقة -معظمهم من الروس- الذين استأجرتهم شركة «فاغنر».

الدعم الروسي لحفتر
وأشار إلى الدعم الروسي للمشير خليفة حفتر من خلال توفير الأسلحة والمعدات، وإظهار الدعم العلني لمواقفه ووجهات نظره السياسية، والتي تتمثل بشكل أساسي في طموحه في السيطرة على البلاد، على حد قوله.

ويتحدث الباحث عن قلة اهتمام صناع القرار الغربيين بالوجود الروسي في ليبيا، الذي أصبح أكثر وضوحًا بعد غزو أوكرانيا في أوائل العام 2022، ضاربًا مثالاً بشن قوات المشير حفتر هجومها على طرابلس في العام 2019 بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس في 4 أبريل 2019، حيث اقتصر رد فعل الولايات المتحدة على نشر بعض المذكرات الدبلوماسية التي تحتج على العملية العسكرية.

ولفت ميزران إلى التقارير التي ظهرت في الصحافة الغربية بنهاية العام 2021، عن توسع القوات الروسية، والكشف عن اختراق الروس لأراضي دول الساحل الأفريقي، لحماية مصالحهم الاقتصادية ظاهريًا، بما في ذلك استثمارات التعدين، في حين كان الغرض مختلفًا، كما كشفت عنه سلسلة من الانقلابات العسكرية التي أطاحت بشكل رئيسي بالحكومات الموالية للغرب لصالح العسكريين الذين أظهروا ميولا واضحة مؤيدة لروسيا.

ميزران: «الروس دقيقون للغاية في خططهم لزعزعة الاستقرار»
وبالتالي يرى الباحث أن التوغل الروسي في الأراضي والبيئة السياسية لدول الساحل كان بهدف التدخل في شؤونهم الداخلية، معتبرًا أن «الروس دقيقون للغاية في خططهم لزعزعة الاستقرار، لأنهم لا يقتصرون على التغلغل العسكري ولكن، كما تثبت الحالة الليبية، يمتد زعزعة الاستقرار إلى الملف الاقتصادية أيضًا».

وضرب الباحث مثالاً على ذلك بتعاقد فرع مصرف ليبيا المركزي في بنغازي، مع شركة «جوزناك» المساهمة الروسية المملوكة للدولة لطباعة نسختها من الدينار الليبي، منوها بأن إصدار هذه الأوراق النقدية بمليارات الدولارات بالدينار الليبي ارتبط بخطط حفتر للهجوم على طرابلس، وفق ما أظهرت بيانات إرسال 4.5 مليار دينار ليبي في أربع شحنات قبل العملية العسكرية، على عد قوله.

يقول ميزران إن التقديرات تشير إلى أن «الروس أغرقوا السوق الليبية بما يعادل على الأقل من الأوراق النقدية الليبية أكثر من 10 مليارات دولار، دفع معظمها لقوات حفتر والمسؤولين المدنيين».

روسيا تحاول ترسيخ نفسها كقوة مهيمنة في ليبيا
وبالتالي، يشير الباحث إلى أن روسيا تحاول ترسيخ نفسها كقوة مهيمنة في ليبيا للسيطرة على أراضي البلاد، ومن هناك، إبراز قوتها نحو دول أخرى في شمال إفريقيا وحتى جنوبًا مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصل في نهاية مقاله إلى ضرورة اهتمام واشنطن وحلفاءها بأهمية تحقيق الاستقرار في ليبيا من خلال عملية سياسية مصحوبة بمقاومة التسلل الروسي، عبر إنشاء حكومة وحدة جديدة في ليبيا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عقيلة يستقبل وفدًا من المجلس الأعلى للدولة
عقيلة يستقبل وفدًا من المجلس الأعلى للدولة
النويري يناقش مع القائم بالأعمال الأميركي سبل الدفع بالعملية السياسية
النويري يناقش مع القائم بالأعمال الأميركي سبل الدفع بالعملية ...
شاهد في «وسط الخبر»: هل أجبر حفتر أميركا على الاعتراف بقيادته؟
شاهد في «وسط الخبر»: هل أجبر حفتر أميركا على الاعتراف بقيادته؟
استمرار فتح مسار الدائري الثالث من طريق الشط إلى الغرارات
استمرار فتح مسار الدائري الثالث من طريق الشط إلى الغرارات
شاهد في «اقتصاد بلس»: «الكهرباء» ترفع درجة الاستعداد للذروة الصيفية
شاهد في «اقتصاد بلس»: «الكهرباء» ترفع درجة الاستعداد للذروة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم