قلل خبراء من فرص نجاح مؤتمر المصالحة الوطنية بسرت في إحداث اختراق بجدار الأزمة، وفق ما نشرته «لوفيغارو» التي قالت إن المفاوضات فشلت بين من وصفتهم بـ«الإخوة الأعداء» في شرق وغرب ليبيا.

وسلطت الجريدة الفرنسية في تقرير لها، اليوم الجمعة، الضوء على الانقسام في ليبيا بين سلطتين متنافستين منذ العام 2014، بالإضافة إلى التوترات الأخيرة في معبر رأس اجدير الحدودي بين ليبيا وتونس، التي أدت إلى إغلاقه منذ 18 مارس الماضي.

مشروع المصالحة المتعثر
وأشار مصدر لـ«لوفيغارو» إلى مساعي الاتحاد الأفريقي لتنظيم مؤتمر مصالحة شامل نهاية أبريل الجاري في مدينة سرت، لكن المشروع يموت ببطء إثر انسحاب ممثلي نجل العقيد معمر القذافي، سيف معمر القذافي، وتهديد «القيادة العامة» بالانسحاب أيضا.

بينما يقود رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، جهود المصالحة داخليا، ويكثف لقاءاته مع مختلف الأطراف السياسية، ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي، لكن دون إحراز تقدم ملموس، وفق الجريدة الفرنسية.

- سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
- هل تكون سرت المحطة الأخيرة في ملف المصالحة الشاملة؟
- بعد زيارته بني وليد.. باتيلي: المصالحة جزء لا يتجزأ من أي عملية سياسية ناجحة

ويؤكد الباحث التونسي المتخصص في الشأن الليبي بشير الجويني لـ«لوفيغارو» أنه «حتى لو تمكنوا من تنظيم هذا الاجتماع، فإن قراراته لن تتجاوز حدود سرت».

وحذر التقرير، في ظل غياب الحوار بين الفرقاء واستمرار الانقسامات وحروب النفوذ على أكثر من محور، من أن يدفع بالبلاد إلى حالة انسداد سياسي غير مسبوقة، مضيفا أن الوضع في ليبيا يتطور، ولكن دون أن يصل إلى مرحلة الإنقاذ التي تحتاجها البلاد.

المسؤولون الليبيون يفضلون الوضع الحالي
في حين يرى الأستاذ في جامعة سانت لويس بمدريد، بارح ميكائيل، أن «المسؤولين الليبيين يفضلون الوضع الراهن، الذي يسمح لهم بالاحتفاظ بمقاعدهم بدلاً من الشروع في عملية قد تؤدي إلى فقدانهم السلطة».

في المقابل، يقاوم رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة الإطاحة به «بفضل سخائه المالي، وصعوبة التوصل إلى توافق في الآراء حول إيجاد بديل له»، حسب الجريدة الفرنسية.

ويقول الدبيبة إنه يؤيد إجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن، وإنه غير مستعد لتسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة، ولا مجال لحكومة انتقالية جديدة.