Atwasat

هل تكون سرت المحطة الأخيرة في ملف المصالحة الشاملة؟

القاهرة - بوابة الوسط السبت 16 مارس 2024, 10:47 صباحا
WTV_Frequency

«أسابيع قليلة تفصلنا عن الموعد المحدد لمؤتمر المصالحة الوطنية الجامع في سرت».. هكذا لسان حال رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي الليبي الذين يضعون مشروع المصالحة على رأس أولويات عمل المجلس، بينما يمضي الوقت والانقسامات الليبية مستمرة، وأهمها عدم توحيد المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية، ووجود حكومتين واحدة في الغرب برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والثانية في الشرق مكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد.

وفي ديسمبر 2023، حدد الاجتماع العادي الثالث للجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية، الذي أقيم في مدينة سبها جنوب البلاد، مدينة سرت مكانا لاحتضان المؤتمر الجامع للمصالحة في 28 أبريل 2024. بينما يأمل الليبيون أن تكون سرت هي المحطة الأخيرة لإتمام المصالحة الوطنية الشاملة.

استعدادات تسبق مؤتمر المصالحة
واستعدادا لهذا المؤتمر الجامع للمصالحة، بحث عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، في لقاء مع سفير الكونغو برازافيل لدى ليبيا، غي كورناي صمبا، الإعداد للمؤتمر المرتقب. ويتولى رئيس الكونغو برازافيل، دينيس ساسو نغيسو، رئاسة اللجنة الرفيعة المستوى المعنية بالشأن الليبي التابعة للاتحاد الأفريقي.

المجلس الرئاسي نشر بيانا عبر صفحته على «فيسبوك» نقل فيه عن السفير «إشادة الرئيس نغيسو بالخطوات التي أنجزها المجلس الرئاسي في طريق إرساء دعائم المصالحة والاستقرار في البلاد».

وأضاف المجلس الرئاسي، في بيانه، أن الاجتماع استعرض الجهود المبذولة لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية، والإعداد للمؤتمر الجامع بمشاركة كل الأطراف الرئيسية في العملية السياسية.

البعثة الأممية: حقوق الضحايا والعفو أهم بنود «المصالحة الليبية»
وجددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «تأكيد ضرورة وضع الضحايا في صميم أي عملية للمصالحة الوطنية»، وكذلك «رفضها منح العفو في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان»، وفق ما نشرته البعثة عبر صفحتها على «فيسبوك» في 28 فبراير الماضي.

وشارك ممثلون عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مع عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، والمكلف بتسيير مهام وزير الخارجية بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» الطاهر الباعور، وخبراء بالعدالة الانتقالية في مؤتمر «دعم عملية شاملة للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية» الذي احتضنته العاصمة طرابلس من 26 إلى 27 الشهر الماضي.

وقالت البعثة الأممية: «تعزيز المشاركة الآمنة والهادفة للضحايا، ووضع شروط وأحكام واضحة حول عمليات العفو كان من بين أهم التوصيات التي قدمها أكثر من 95 ممثلاً للضحايا ومنظمات المجتمع المدني»، وذلك في اختتام فعاليات مؤتمر طرابلس التي ركزت على دعم الضحايا وتعزيز الحقوق في ليبيا.

تجارب المصالحة في دول مثل غواتيمالا ورواندا وكولومبيا
وأضافت أن الخبراء المشاركين قدموا عروضاً عن تجارب المصالحة في دول مثل غواتيمالا ورواندا وكولومبيا، مشيرة إلى أن المؤتمر يعد جزءاً من جهود أوسع تيِّسرها بعثة الأمم المتحدة لدعم عملية مصالحة شاملة تقوم على الحقوق، وترتكز على الضحايا في ليبيا.

الاجتماع الرابع للجنة التحضيرية في زوارة بمشاركة باتيلي
وفي 15 يناير الماضي، اختتمت في مدينة زوارة أعمال الاجتماع العادي الرابع للجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية برئاسة عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، وبحضور المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبدالله باتيلي.

اجتماع زوارة حضره أيضاً وزير الخارجية الكونغولي، جان كلود جاكوسو، الذي تترأس بلاده اللجنة الرفيعة المستوى حول الشأن الليبي المكلفة من الاتحاد الأفريقي، ومستشار الاتحاد الأفريقي للمصالحة محمد حسن اللبات، وعضوا مجلس النواب عبدالمنعم بالكور وهناء أبوديب، وأعضاء اللجنة التحضيرية الممثلون عن جميع الأطراف الرئيسية المشاركة في العملية السياسية.

وبحث أعضاء اللجنة التحضيرية عدداً من القضايا التنظيمية المتعلقة بآلية عمل اللجنة، استعداداً لانعقاد المؤتمر الجامع المزمع عقده نهاية أبريل المقبل في مدينة سرت.

وخلال الجلسة الختامية للاجتماع، أكد اللافي حرص المجلس الرئاسي على إنجاح ملف المصالحة الوطنية بالوصول إلى المؤتمر الجامع، وتحقيق العدالة، وإنهاء حالة الانقسام، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي بإنجاز الاستحقاقات الانتخابية.

من جهته، أكد باتيلي أمام اللجنة التحضيرية أن تحقيق المصالحة الوطنية يحتاج إلى جهود متواصلة بعد سنوات من النزاع والانقسام، مسترشداً بحالات لدول أخرى مرت بالأزمات نفسها وتجاوزتها، وعلى الليبيين الاستفادة من تجارب هذه الدول.

- للاطلاع على العدد 434 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

المبعوث الأممي شدد أيضا على مسؤولية أعضاء اللجنة التحضيرية، لافتا إلى أن المؤتمر الجامع في سرت سيكون نقطة حاسمة، و«القادة السياسيون هم من تقع عليهم المسؤولية الأولى لنجاح هذا العمل، وكذلك القادة العسكريون».

الاجتماع العادي الثالث للجنة التحضيرية في سبها
وفي ديسمبر الماضي، حدد الاجتماع العادي الثالث للجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية في مدينة سبها مدينة سرت مقراً لانعقاد المؤتمر في 28 أبريل المقبل، فضلا عن تحديد آلية تشكيل اللجنة التحضيرية لتنظيم المؤتمر، وتحديد اختصاصاتها ونظامها الداخلي.

وفي 21 يوليو 2023، استضافت العاصمة الكونغولية (برازافيل) باكورة أعمال اللجنة التحضيرية بحضور ليبي وإقليمي واسع، قبل أن تتحول أعمالها إلى داخل ليبيا بمشاركة الأطراف السياسية والاجتماعية كافة. بينما يظل التساؤل قائماً حول فرص نجاح هذه الجهود في إتمام المصالحة الليبية الشاملة.

انقسام المؤسسة العسكرية والأمنية يعوق المصالحة الشاملة
ولا يزال توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا أحد أهم الصعوبات التي تعترض عملية المصالحة الشاملة. كما يعوق انقسام المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية تأمين أي انتخابات عامة تجرى في جميع أنحاء البلاد.

وشهدت الأيام الأخيرة أكثر من واقعة تؤكد ما سماه بعض متابعي الشأن الليبي «عبث الانقسام»، ففي يوم الثلاثاء استقبل قائد قوات «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، في بنغازي وفداً رفيع المستوى من الحكومة الإيطالية، برئاسة وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي، ونائب وزير الخارجية إدموندو تشيريللي، ورئيس المخابرات الإيطالية الجنرال جياني كارفيللي، وعدد من المسؤولين بالحكومة الإيطالية.

اللقاء حضره إلى جانب حفتر نجله رئيس أركان الوحدات الأمنية خالد خليفة حفتر، ووكيل وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب فرج اقعيم.

ماذا يحمل الوفد الإيطالي إلى بنغازي؟
المكتب الإعلامي لـ«القيادة العامة» قال، في بيان على «فيسبوك»، إن زيارة الوفد الإيطالي تأتي في إطار «التباحث وتبادل وجهات النظر بين البلدين، ولتعزيز الشراكة والتعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والتجارية». ونقل البيان عن الجانب الإيطالي تثمينه «الدور المحوري للقيادة العامة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وجهودها للحد من الهجرة غير النظامية».

الوفد الإيطالي أكد، حسب البيان، «دعم الحكومة الإيطالية كل الجهود المبذولة لتعزيز العملية السياسية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، للوصول إلى مرحلة الاستقرار الدائم».

تسوية ملف الشهداء والجرحى والمفقودين
ومن بنغازي إلى طرابلس، بحث المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، الأربعاء، ملف الشهداء والجرحى من منتسبي الجيش، لضمان حصولهم على حقوقهم.

واجتمع عضوا المجلس عبدالله اللافي وموسى الكوني مع رئيس الأركان العامة لقوات حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» الفريق محمد الحداد، ومعاون رئيس الأركان الفريق صلاح الدين النمروش، حسب بيان المجلس على صفحته في موقع «فيسبوك».

وتناول الاجتماع الأوضاع العسكرية في البلاد، وسير عمل جميع الوحدات.
وفي 6 مارس الجاري، وجَّه المجلس الرئاسي بتسوية ملف «الشهداء والجرحى والمفقودين» وفق الضوابط والمعايير المعمول بها، مما يسهم في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أسعار العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الأربعاء 8 مايو 2024)
أسعار العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الأربعاء 8 مايو 2024)
توقيف مهاجرين غير نظاميين في البيضاء
توقيف مهاجرين غير نظاميين في البيضاء
مناقشات حول مقترح التحول الرقمي لقطاع الزراعة
مناقشات حول مقترح التحول الرقمي لقطاع الزراعة
مظاهرة حاشدة بجامعة طرابلس لدعم غزة (فيديو وصور)
مظاهرة حاشدة بجامعة طرابلس لدعم غزة (فيديو وصور)
تحذير من رياح قوية على طول الساحل
تحذير من رياح قوية على طول الساحل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم