Atwasat

جريدة «الوسط»: حراك متعدد الجنسيات يستبق مؤتمر «سرت» التصالحي

طرابلس - بوابة الوسط الجمعة 09 فبراير 2024, 08:25 صباحا
WTV_Frequency

مبعوث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحط في طرابلس، بينما تكاد تتكامل خطة مؤتمر المصالحة في العاصمة برازافيل، ويفتح البعض في الوقت نفسه ملف عودة الملكية، واحتمال زيارة نجل ولي العهد إبان النظام الملكي، محمد الحسن الرضا السنوسي للبلاد، فيما يعتبره متابعون للشأن الليبي حراكاً غير كافٍ لكسر الجمود السياسي.

في العاصمة طرابلس ألقى مبعوث الرئيس طيب رجب إردوغان حجراً آخر في مياه التقارب الحالي مع جميع الأطراف الليبية، مستفيداً من العلاقات التي تتحسن مع مصر المقرر أن يتوجه إليها الرئيس إردوغان خلال الأيام المقبلة بعد قطيعة امتدت عشر سنوات، وربما يكون إعلان أنقرة من العاصمة قرار إعادة فتحِ قنصليتها في مدينة بنغازي قريباً بعدما ظلت مغلقة منذ يونيو 2014 إلى جانب فتح خط طيران مباشر بين تركيا وشرق ليبيا نوعاً من الاختراق التركي المهم لحالة الانقسام الحكومي، وإعادة ترتيب علاقة أنقرة مع كل الأطراف، ومن هنا يمكن قراءة تصريح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان «شركاتنا بدأت العمل مرة أخرى في شرق ليبيا، وفي الوقت ذاته نواصل جهودنا سواء مع مصر، أو الإمارات العربية المتحدة، أو أصدقائنا الإقليميين الآخرين، من أجل لعب دور بناء في الأزمة الليبية».

تركيا تؤكد رفضها للانقسام بين شرق وغرب ليبيا
وفي أول زيارة لوزير الخارجية التركي بصفته الدبلوماسية إلى ليبيا، شدد فيدان على دعم الحكومة التركية لليبيا، ورغبتها في عدم اندلاع صراع جديد فيها، ورفض الانقسام بين الشرق والغرب، وضرورة حل مشاكلها من خلال الحوار، وبموافقة جميع الأطراف.

- للاطلاع على العدد 429 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وشمل نشاط الوزير التركي لقاءات جمعته مع كل من رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة. وانتهز الدبيبة اجتماعه مع الدبلوماسي التركي لتأكيد تقديره لما وصفه بـ«دور تركيا في دعم الاستقرار في ليبيا، ودعم الجهود الدولية لإجراء الانتخابات، وإنهاء المراحل الانتقالية».

أنقرة تجس النبض بخصوص الحكومة
وترى بعض المصادر أن أنقرة تحاول جس النبض تجاه إمكانية تحريك الوضع السياسي المنقسم عن طريق تعديل حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» أو دمجها مع الحكومة المكلفة من مجلس النواب في ظل الدعوة لتشكيل سلطة تنفيذية موحدة، وعليه سوف تحاول بحث «التنازلات الممكنة» في هذا السياق، خاصة أنها تعي جيداً أهمية اتفاقيات رسم الحدود البحرية التي وقعتها مع طرابلس قبل فترة ويتطلب ترسيخ نفوذها في البحر الأبيض المتوسط تمديدها إلى المنطقة الشرقية.

وقوبل قرار موافقة البرلمان التركي على تمديد مهمة الجيش في ليبيا لمدة عامين آخرين ابتداء من 2 يناير الماضي بفتور من جانب قادة بنغازي التي عُدّت إلى وقت قريب إحدى مناطق التحرك الروسي حصراً؛ حيث تدفع موسكو لبناء علاقات أمنية وعسكرية مع دول أفريقية تملك فيها نفوذاً، وتسعى لتشكيل محور سياسي وأمني بين النيجر وسلطات الشرق الليبي.

زيارة نائب وزير الدفاع الروسي لبنغازي
ويأتي التقارب التركي في وقت تكررت زيارات نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف إلى بنغازي ولقاؤه قائد القيادة العامة المشير خليفة حفتر 4 مرات منذ أغسطس الماضي وحتى الأسبوع قبل الماضي، وتخللتها زيارة أجراها حفتر إلى موسكو سبتمبر الماضي التقى خلالها وزيري الخارجية والدفاع الروسيين.

وما يعكس العلاقات المثيرة للجدل بين موسكو وبنغازي ما كشفه تحقيق لوكالة «بلومبيرغ» الأميركية عن مسؤولين ليبيين ومصادر مطلعة حول تحول روسيا لأكبر موردي الوقود والمنتجات النفطية إلى ليبيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في العام 2022.

توافق غير معلن بين موسكو وأنقرة
ويبدو أن هناك توافقاً غير معلن بين أنقرة وموسكو على استمرار الوضع الليبي بناء على مخرجات ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار أكتوبر 2020، وهو ما فسرته المستشارة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني وليامز في مقال لها بموقع مؤسسة «بروكينغز» الأميركية، بعدم وجود رغبة في اندلاع جولات جديدة من العنف بفضل وجود «ترتيب ضمني مفترض بين روسيا وتركيا والأطراف الموالية لهما داخل ليبيا».

وليامز أشارت إلى «غياب الحافز لدى الأطراف الليبية على بذر براعم الديمقراطية، وذلك مع تفكك مؤسسات الدولة وغياب المساءلة»، داعية الولايات المتحدة إلى التدخل لتغيير الوضع القائم من خلال استخدام أدوات القوة الناعمة في قانون «الهشاشة العالمية».

وفي السياق أكد مكتب الملحق العسكري في السفارة الأميركية لدى ليبيا، الخميس، التزام الولايات المتحدة مع المسؤولين العسكريين الليبيين في جميع مناطق البلاد وذلك خلال لقائهم في مدينة بنغازي مدير مكتب قائد القيادة العامة الفريق خيري التميمي.

لقاء عقيلة مع رئيس الوزراء القطري
وبينما كان فيدان في ليبيا، زار رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الدوحة واستقبله رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وبحثا علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، وفق بيان رسمي.

وأكد وزير الخارجية القطري خلال اللقاء «موقف دولة قطر الثابت تجاه دعم وحدة ليبيا واستقرارها وتحقيق تطلعات شعبها نحو الاستقرار والتنمية».

وجدد المسؤول القطري «التأكيد على دعم قطر الكامل للمسار السياسي الليبي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وجميع الحلول السلمية التي تحافظ على سيادة ليبيا». في حين أكد رئيس مجلس الشورى القطري حسن بن عبدالله الغانم أنه بحث، مساء الثلاثاء في الدوحة، مع عقيلة صالح علاقات التعاون البرلماني القائمة بين الجانبين وسبل تعزيزها. ونقل الغانم عن صالح من جانبه إشادته بالعلاقات الأخوية المتينة بين قطر وليبيا، مبرزاً حرص مجلس النواب على تنميتها.

قمة برازافيل لبحث ملف المصالحة الليبية
في المقابل، طار الملف الليبي إلى العاصمة برازافيل؛ حيث سعى بعدها المجلس الرئاسي إلى حشد مزيد من المواقف الغربية لصالح تجسيد مشروع المصالحة الوطنية، فقد التقى نائب رئيس المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، الأربعاء، السفير الألماني لدى طرابلس ميخائيل أونماخت، وأكد له الأخير دعم برلين للملف تمهيداً للمؤتمر الوطني الجامع 28 أبريل المقبل بمدينة سرت.

- للاطلاع على العدد 429 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

في الأثناء اعتبر المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند أن الاجتماع المهم الذي عقدته اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي المعنية بليبيا برئاسة رئيس الكونغو ساسو نغيسو، ومشاركة المنفي وزعماء إقليميين بارزين لدعم العملية السياسية وتعزيز المصالحة الوطنية في ليبيا «يعزز الجهود لإطلاق مفاوضات سياسية مع الفاعلين الرئيسيين».

ولفت إلى أن المصالحة الوطنية والمحلية تظل محوراً رئيسياً للمساعدة الأميركية، في إطار استراتيجية الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار. ويجيء مؤتمر المصالحة بعد رفض أطراف رئيسية في ليبيا المبادرة الأخيرة للمبعوث الأممي عبدالله باتيلي الذي كان له حضور في برازافيل، وكان من اللافت تضارب الأولويات بين الاتحاد الأفريقي والبعثة؛ إذ أكد باتيلي أن العملية السياسية والمصالحة الوطنية يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب لتحقيق سلام واستقرار مستدامين في ليبيا، مبيناً أن الخلافات في النهج التي ظهرت بين فريقي المصالحة الوطنية التابع للمجلس الرئاسي ومجلس النواب تحمل مخاطر عرقلة الأنشطة في المستقبل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
انقطاع الكهرباء في أبوسليم بسبب «أعمال بلدية»
انقطاع الكهرباء في أبوسليم بسبب «أعمال بلدية»
توقيف سائق سيارة مطلوب في قضية قتل بطرابلس
توقيف سائق سيارة مطلوب في قضية قتل بطرابلس
عودة انقطاع التيار الكهربائي مع أول موجة حر
عودة انقطاع التيار الكهربائي مع أول موجة حر
شاهد في «اقتصاد بلس».. متى يرى المواطن نتائج الاستثمار في قطاع الصحة؟
شاهد في «اقتصاد بلس».. متى يرى المواطن نتائج الاستثمار في قطاع ...
شاهد في «هنا ليبيا».. ساقية أثرية تحت ركام الفيضان في درنة
شاهد في «هنا ليبيا».. ساقية أثرية تحت ركام الفيضان في درنة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم