Atwasat

«خطة ماتي» الإيطالية في أفريقيا.. «صندوق فارغ» أم خطة مبتكرة للمصالح المشتركة؟

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الأحد 04 فبراير 2024, 07:49 مساء
WTV_Frequency

استعرض تقرير، نشره المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ما قدمته رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، بشأن «خطة ماتي» «Mattei Plan» خلال القمة الإيطالية – الأفريقية الأولى الخاصة بوقف تدفقات الهجرة غير النظامية، والتعاون مع أفريقيا في مجالات الطاقة والبنية التحتية. 

ولفت المجلس إلى تباين واسع في آراء المراقبين والمحللين بشأن فعالية «خطة ماتي» الإيطالية، بين من يصفها بـ«الصندوق الفارغ»، ومن يعتبرها «خطة مبتكرة وأفضل من المبادرات الأوروبية السابقة في التعاون مع القارة الأفريقية».

وشارك رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، الإثنين الماضي، في فعاليات القمة التي ناقشت ملفات التعاون الاقتصادي والبنية الأساسية، إلى جانب الأمن الغذائي وأمن الطاقة والتحول، بمشاركة واسعة من رؤساء دول وحكومات من الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي.

«خطة ماتي».. فوائد مشتركة لإيطاليا وأفريقيا
وتركز «خطة ماتي»، التي تستمد تسميتها من إنريكو ماتي، مؤسس عملاق الطاقة الإيطالي «إيني»، على وقف تدفقات الهجرة غير النظامية من سواحل أفريقيا الشمالية، ولا سيما ليبيا وتونس، وكذلك على تنويع سلاسل الإمداد، لضمان أمن الطاقة وتحقيق التنمية الاقتصادية.

وهذا النهج المزدوج، حسب تقرير المجلس الأوروبي، يضمن فوائد مشتركة لإيطاليا والبلدان المنتجة للنفط في القارة الأفريقية. وتعد ليبيا من أحد أهم منتجي النفط في القارة، وصاحبة الاحتياطي الأكبر من الخام.

- مدفوعا بالمخاوف بشأن روسيا والطاقة.. «ناتو» يتجه لتعزيز استراتيجيته في جنوب المتوسط
- الدبيبة يدعو إلى الابتعاد عن النهج المرتكز على الأمن في التعامل بين أوروبا وأفريقيا
- الدبيبة وميلوني يناقشان تطورات تفعيل معاهدة الصداقة بين ليبيا وإيطاليا
- «نوفا»: روما تستضيف قمة «إيطاليا- أفريقيا» الإثنين.. بحضور الدبيبة و23 من قادة دول القارة السمراء

ولتحقيق تلك الأهداف، تهدف الاستراتيجية الإيطالية الجديدة إلى توثيق الترابط بين أوروبا وأفريقيا، لتلبية طموحات الجانبين الاقتصادية والصناعية.

وعلى الرغم من كون الطاقة هي نقطة ارتكاز الاستراتيجية الجديدة، مدفوعة برغبة ميلوني في تحويل إيطاليا إلى مركز للطاقة في أوروبا، فإنها تتعامل مع قطاعات استراتيجية أخرى حيوية للاقتصاد الإيطالي والأفريقي.

استراتيجية مبتكرة للتعامل مع أفريقيا
وفي حين يرى بعض النقاد أن «خطة ماتي» مجرد «صندوق فارغ»، حيث لا تقدم الجديد، فإن تقرير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يرى أن الاستراتيجية الإيطالية «مبتكرة مقارنة بالاستراتيجيات الإيطالية والأوروبية السابقة في أفريقيا».

وعزا ذلك إلى ثلاثة أسباب، أولها أن الخطة الإيطالية «تقدم أفريقيا ليس فقط باعتبارها متلقية للمساعدات، بل كمنطقة مليئة بالفرص للشركات والمستثمرين. وفي الوقت نفسه، تعترف علناً بمصالح إيطاليا الخاصة، وهي خطوة تستحق الترحيب بالنظر إلى الانتقادات المتكررة من قِبل الأفارقة بأن النهج الأوروبي يركز على المساعدات ويخفي المصالح الحقيقية».

والسبب الثاني هو أن «خطة ماتي تلبي الخبرات الإيطالية، وتستهدف بشكل استراتيجي القطاعات التي تتمتع فيها الشركات الإيطالية والمجتمع المدني بمزايا تنافسية مثل الطاقة والغاز والطاقة المتجددة، والزراعة، والمياه، والبحث والتطوير».

محدودية التمويل العام للخطة الإيطالية
والسبب الثالث هو أن الاستراتيجية الإيطالية «تعرض الأموال العامة على الطاولة. لكن التمويل المخصص للخطة محدود حتى الآن، حيث لم يتجاوز ثلاثة مليارات يورو من صندوق المناخ المنشأ حديثا، و2.5 مليار يورو من ميزانية التعاون التنموي، وذلك لن يكون كافيا لدعم تلك الخطة الطموحة».

ولمعالجة معضلة التمويل، أعلنت ميلوني خلال القمة الإيطالية – الأفريقية أن بنك التنمية الإيطالي سيطلق صندوقا للاستثمار بحلول نهاية العام 2024، لتسهيل مشاركة القطاع الخاص، وزيادة الأموال العامة، وتعزيز أهمية العرض الإيطالي.

المجلس الأوروبي يدعو لدمج «خطة ماتي» بالسياسة الإيطالية
وبينما يؤكد تقرير المجلس الأوروبي أن «خطة ماتي عملية إلى حد كبير»، يرى أنها تقتصر حتى الآن على مشاريع محددة، ولهذا اقترح المجلس بعض التعديلات الضرورية عليها، حتى تحقق أهدافها بشكل أفضل، وبينها خلق روابط ذات مغزى بين الأبعاد المحلية والأجنبية لطموحات إيطاليا الاقتصادية والصناعية.

كما دعا المجلس إلى وضع التكامل الصناعي الأفريقي في مركز الاستراتيجية الإيطالية، إذ قال: «ينبغي للخطة دمج أفريقيا في السياسات الاقتصادية والصناعية الإيطالية، على سبيل المثال من خلال لامركزية سلاسل الإمداد في قطاعات مثل الطاقة والزراعة».

كذلك يتعين ربط «خطة ماتي» بالخطط الأوروبية ذات الصلة مثل مبادرة «البوابة العالمية» للاتحاد الأوروبي، حتى تستفيد إيطاليا من القدرات المالية والجيوسياسية للاتحاد الأوروبي. في حين من الممكن أن تستفيد «البوابة العالمية» من النموذج التصاعدي الذي تتبناه «خطة ماتي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الرقابة الإدارية» توقف مدير الليبية - المغربية القابضة
«الرقابة الإدارية» توقف مدير الليبية - المغربية القابضة
مطار طبرق يتسلم سيارة إطفاء
مطار طبرق يتسلم سيارة إطفاء
أسعار العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الموازية (الأربعاء 1 مايو 2024)
أسعار العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الموازية (الأربعاء 1...
حكومة الدبيبة تنظم ملتقى أمنيا للدول المهتمة بالهجرة غير النظامية
حكومة الدبيبة تنظم ملتقى أمنيا للدول المهتمة بالهجرة غير النظامية
بالصور: ضبط متهم بسرقة مزارع وممتلكات مواطنين في مصراتة
بالصور: ضبط متهم بسرقة مزارع وممتلكات مواطنين في مصراتة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم