Atwasat

مدفوعا بالمخاوف بشأن روسيا والطاقة.. «ناتو» يتجه لتعزيز استراتيجيته في جنوب المتوسط

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام السبت 03 فبراير 2024, 04:04 مساء
WTV_Frequency

يستعد زعماء دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» للقمة السنوية الـ75 التي تنعقد في واشنطن يوليو المقبل لمناقشة أجندة مشحونة بالقضايا الدولية الساخنة وبينها تأسيس استراتيجية جديدة لما يعرف بالجناح الجنوبي للحلف، وهي المنطقة التي تضم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما فيها ليبيا، ومنطقة الساحل.

ومن المتوقع، حسب تقرير نشره موقع المجلس الأطلسي، الجمعة، أن يتبنى التحالف استراتيجيته الأولى للجناح الجنوبي خلال القمة، مدفوعا بالمخاطر التي تطرأ عن الوجود الروسي المتنامي في ليبيا ومنطقة الساحل في أفريقيا، والرغبة في تأمين مصادر جديدة للطاقة، مع تراجع الواردات الأوروبية من النفط والغاز الروسي.

ليبيا وشمال أفريقيا وجناح «ناتو» الجنوبي
ويتنامى قلق أعضاء «ناتو» بسبب انعدام الاستقرار في الجناح الجنوبي للتحالف، لا سيما أن ليبيا وشمال أفريقيا هي البوابة التي تربط الشرق الأوسط وأفريقيا بسواحل التحالف الجنوبية.

ومع ذلك، يواجه الأعضاء تحديات كبرى أمام تبني استراتيجية ذات معنى للتعامل مع التحديات التي تطرأ في الدول المتاخمة لحدودهم الجنوبية، وذلك بسبب الاختلافات بشأن تقييم المخاطر، وكذلك محدودية قدرات «ناتو» في تلك المنطقة.

ويتوقع تقرير المجلس الأطلسي أن يتفق أعضاء «ناتو» في نهاية المطاف على استراتيجية جديدة للتعامل مع الأزمات والتحديات في الجناح الجنوبي خلال القمة المنعقدة في واشنطن، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن ذلك لن يكون نتيجة حتمية للقمة.

- إيطاليا تكثف تركيز أنظارها على ليبيا ومنطقتي المتوسط والساحل
- 5 مؤسسات فكر إيطالية تدعو إلى مبادرة أوروبية جديدة لحل الأزمة الليبية

دور روسيا في ليبيا يثير قلق «ناتو»
الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلى حلف «ناتو» فيما يتعلق بمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط هو انعدام الاستقرار في المنطقة، بسبب الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية، وما يصاحبها من أزمات ناتجة عن التغير المناخي.

ويمثل السلوك الروسي في ليبيا والشرق الأوسط بشكل عام مثار قلق آخر بالنسبة لحلف «ناتو»، يدفعه إلى التفكير بشكل أكثر جدية في تأسيس استراتيجية متكاملة للتعامل مع الجناح الجنوبي، أو منطقة جنوب المتوسط.

وتحتفظ مجموعة «فاغنر» الروسية شبه العسكرية بوجود كبير داخل ليبيا ومالي والسودان، وتوفر الآلاف من القوات المرتزقة والأسلحة والتدريب في تلك الدول، ما يمنح روسيا نفوذا سياسيا كبيرا هناك.

وتشير تقارير حديثة إلى سعي الكرملين للاستحواذ على أنشطة «فاغنر» بشكل مباشر في ليبيا والدول الأفريقية، وإعادة هيكلة ما يعرف بـ«الفيلق الأفريقي» الذي سيدير شبكة من القواعد الروسية في القارة.

ومن شأن وجود بحري روسي على سواحل البحر المتوسط، حسب المجلس الأطلسي، أن يستخدم في تنفيذ عمليات هجومية أو دفاعية ضد أعضاء حلف «ناتو» أو مصالحها.

أزمة الهجرة غير النظامية من ليبيا
كما ترفع أزمة الهجرة غير النظامية من ليبيا وشمال أفريقيا من مستويات التأهب بين أعضاء حلف شمال الأطلسي.

فبحسب بيانات منظمة الهجرة الدولية، وصل أكثر من 286 ألف مهاجر غير نظامي إلى أوروبا خلال العام 2023، في ارتفاع ملحوظ عن 189 ألف مهاجر وصلوا السواحل الأوروبية في العام 2022، و151 ألف خلال العام 2021.

وخلال السنوات القليلة الماضية، شمل عدد قليل من الأحداث الإرهابية في أوروبا مهاجرين غير نظاميين، ما يفجر مخاوف متجددة بشأن أمن القارة الأوروبية.

كما أن تدفقات الهجرة غير النظامية واسعة النطاق تثير المخاوف بشأن أنشطة تهريب المهاجرين والاتجار في البشر من دول المنبع والمعبر وغيرها من الأنشطة الإجرامية.

تداعيات اقتصادية لانعدام الاستقرار جنوب المتوسط
ويأتي انعدام الاستقرار في الدول المحاذية لجنوب البحر المتوسط مع تداعيات اقتصادية ملموسة، خصوصا في الوقت الذي تبحث فيه أوروبا عن بدائل مستدامة للنفط والغاز الطبيعي الروسي، في ضوء العقوبات الأوروبية المفروضة على الكرملين بسبب حربه في أوكرانيا.

فمنذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا بالعام 2022، قلصت أوروبا وارداتها من النفط والغاز الروسي، وزادت من وارداتها من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي الربع الأخير من العام 2023، استورد الاتحاد الأوروبي 21% من النفط من ثلاث دول رئيسية، هي ليبيا والمملكة السعودية والعراق. كما استورد 17.8% من الغاز الطبيعي من الجزائر، و24.1% من الغاز الطبيعي المسال من ليبيا وقطر خلال الفترة نفسها.

في سياق متصل، يمثل انعدام الاستقرار في الجناح الجنوبي لـ«ناتو» تهديدا محتملا للتجارة البحرية التي تمر عبر البحر المتوسط، والتي تمثل 15% من الملاحة العالمية و10% من الشحن العالمي حسب أوزان السفن.

تحديات أمام استراتيجية موحدة لـ«ناتو» جنوب المتوسط
غير أن تقرير المجلس الأطلسي تحدث عن عدة تحديات تحول دون تطوير استراتيجية ذات معنى في الجناح الجنوبي لحلف «ناتو»، أبرزها اختلاف وجهات نظر الأعضاء بشأن التهديدات الأمنية في جنوب المتوسط.

ففي حين تعتبر بعض الدول الأوروبية، أبرزها إيطاليا وإسبانيا، انعدام الاستقرار في منطقة جنوب المتوسط تهديدا مباشرا لأمنها الوطني، وهو ما أكدته رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، عقب قمة «ناتو» العام الماضي، داعية الحلف إلى تبني استراتيجية موحدة للتعامل مع منطقة جنوب المتوسط.

على الجانب الآخر، تصب دول شرق أوروبا تركيزها على التهديد الروسي وتداعياته على أمنها القومي. وقال تقرير المجلس الأطلسي: «بالنظر إلى خطورة التهديد الروسي ومحدودية الموارد المتاحة، فمن المفهوم أن يشعر أعضاء الجناح الشرقي لأوروبا بالقلق من أن أي أنشطة جديدة للحلف في الجنوب يمكن أن تؤدي إلى سحب الموارد بعيدا عن الدفاع عن الحدود الشرقية للحلف».

وتنادي دول أخرى، على رأسها فرنسا، بالتركيز على الدفاعات الإقليمية وتعزيزها، خصوصا في ظل غياب بدائل للحلف في هذا الصدد.

- مؤتمر بنغازي حول الهجرة: نرفض لعب دور الشرطي لأوروبا.. وندعو إلى قمة أفريقية عاجلة
- المفوضية الأوروبية: أربعة أهداف وراء تحركنا في ليبيا

قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن
أضف إلى ذلك، افتقار حلف «ناتو»، وهو حلف عسكري بالمقام الأول، إلى القدرات المطلوبة لمواجهة الأزمات في جنوب المتوسط، مثل افتقار القدرة على الانخراط في التنمية الاقتصادية، أو الأنشطة المتعلقة بتعزيز الديمقراطية وحكم القانون.

وفيما يتعلق بقمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» المقبلة، تحدث تقرير المجلس الأطلسي عن احتمالين، إما بقاء الوضع القائم، أو الاتفاق على مواجهة التحديات الطارئة في منطقة جنوب المتوسط.

وقد يتفق أعضاء الحلف على تعزيز أنشطة جمع المعلومات ومشاركتها في المنطقة، أو الاتفاق على الالتزام بزيادة هامشية في عمليات الأمن البحري للحلف في الجنوب، في إطار عملية «حارس البحر» في البحر المتوسط.

وعلى الأرجح، سيتفق الأعضاء على الإبقاء على الاستراتيجية الحالية مع بعض التعديلات، إلا أنّ تبني نهج أكثر طموحًا سيكون خيارا أفضل للحلف، حسب التقرير.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بالصور.. حملات على المصايف في بنغازي تسفر عن فرض عقوبات ومصادرة معدات
بالصور.. حملات على المصايف في بنغازي تسفر عن فرض عقوبات ومصادرة ...
بتهمة اختلاس 48 مليون دينار.. النيابة تأمر بحبس المراقب المالي بمصلحة الضرائب خلال 2010-2013
بتهمة اختلاس 48 مليون دينار.. النيابة تأمر بحبس المراقب المالي ...
ضبط متهم بترويج المخدرات وحبوب الهلوسة في طرابلس
ضبط متهم بترويج المخدرات وحبوب الهلوسة في طرابلس
النمروش يصدر تعليماته بمنع عبور الآليات العسكرية غير المكلفة تجاه رأس اجدير
النمروش يصدر تعليماته بمنع عبور الآليات العسكرية غير المكلفة تجاه...
حملات تفتيش على محال بيع اللحوم في حي الأندلس (صور)
حملات تفتيش على محال بيع اللحوم في حي الأندلس (صور)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم