تتواصل تداعيات العاصفة «دانيال» التي ضربت مدينة درنة على الرغم من مرور نحو أربعة أشهر على الفيضانات المدمرة، حيث جرى اكتشاف جثث جديدة، في حين لا يزال عدة آلاف من السكان في عداد المفقودين.
وأشارت جريدة «لوموند» الفرنسية في تقرير، اليوم الأربعاء، إلى كارثة المدينة المدمرة جزئيا؛ بسبب الفيضانات العنيفة الناجمة عن انهيار سدين في 11 سبتمبر الماضي. ومن تلك الشواهد بحسب الفرع المحلي للهلال الأحمر ، اكتشاف العمال بقايا بشرية يوم الإثنين 22 يناير في موقع بناء وسط المدينة، قرب مسجد الصحابة.
وأكدت أحدث إحصائية نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، وفاة 5898 شخصًا، في وقت كان التقرير السابق بتاريخ 28 نوفمبر قد ذكر 4352 وفاة وأكثر من 8 آلاف مفقود.
وفي حين لم يجر تحديد حجم الخسائر في الأرواح البشرية، فإنَّ التأثير الاقتصادي لعبور العاصفة «دانيال» عبر شرق ليبيا أصبح أكثر وضوحًا.
- انتشال رفاة بشرية قرب مسجد الصحابة في درنة
- معهد إيطالي يرجح استمرار معاناة أهالي درنة والمناطق المتضررة في غياب استقرار وتوحيد ليبيا
تقديرات دولية بشأن أضرار دانيال
ويقدر تقرير مشترك للبنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، نُشر في 24 يناير، التكلفة الإجمالية للكارثة بنحو 1.7 مليار دولار (1.57 مليار يورو)، وهو رقم يمثل نحو 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي الليبي لعام 2018. وتوصف العاصفة «دانيال» بأنها «الأكثر دموية في أفريقيا منذ عام 1900».
وأشارت «لوموند» إلى البنية التحتية المتداعية بشكل كبير، إذ جرى تدمير، من بين منشآت أخرى، 675 كيلومترًا من الطرق، و14 جسرًا، ومنشآت كهربائية مختلفة، والعديد من خطوط الضغط العالي، وجزء من شبكة معالجة المياه وإدارتها وتوزيعها، بقيمة إجمالية بلغت 404 ملايين دولار (372 مليون يورو).
وفي منطقة الجبل الأخضر، دفعت البيئة ثمناً باهظاً، فقد جرى تدمير أنظمة بيئية بأكملها، بما في ذلك الغابات والمناطق الخضراء أو الساحلية. كما دمرت العاصفة المزارع والحقول، مما أثر بشدة على الزراعة.
ويُعتقد أن ما لا يقل عن 74 ألفا و363 رأسًا من الماشية - معظمها من الأغنام والماعز - قد نفقت خلال العاصفة.
تعليقات