رأى المعهد الإيطالي لدراسات السياسة الدولية أن المبادرة الخماسية التي أطلقها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، عبدالله باتيلي، لإنهاء الأزمة السياسية في ليبيا وتمهيد الطريق صوب إجراء الانتخابات قد فقدت بريقها، وأشار إلى الحاجة إلى مبادرة سياسية جديدة.

وقال التقرير، المنشور على الموقع الإلكتروني، إن «هناك حاجة إلى مبادرة سياسية جديدة، بمشاركة مباشرة من القوى الدولية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تضع في الاعتبار تنسيق إعادة إعمار درنة والمناطق المتضررة، وكذلك تعزيز قدرة المؤسسات الليبية على امتصاص الصدمات المناخية، والتكيف مع أزمة التغير المناخي».

وأضاف: «بدا واضحا منذ نهاية العام الماضي أن المبادرة الخماسية لإنهاء الأزمة السياسية، والتي تقوم على ترتيب اجتماع بين الأطراف الخمسة الرئيسية للتوصل إلى توافق بشأن العملية السياسية، قد فقدت بريقها، وذلك لأن الأطراف السياسية الرئيسية إما رفضت المشاركة أو شككت في شرعية المنافسين».

ولهذا يؤكد التقرير الإيطالي على الحاجة إلى استغلال اللاعبين الدوليين للزخم، وتولي زمام مبادرة جديدة، بالنظر إلى هشاشة الوضع في البلاد، تضع في الاعتبار إعادة الإعمار في المناطق المتضررة من العاصفة «دانيال».

كما ينبغي إيلاء اهتمام متزايد للتحديات البيئية في ليبيا في سياق الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار، إذ خلق التغير المناخي أبعادا جديدة وخطيرة للأزمات السياسية التي تمر بها البلاد.

- حفتر لباتيلي: القيادة العامة تدعم مساعي البعثة الأممية لتحقيق تطلعات الليبيين
- جريدة «الوسط»: 4 ملفات رئيسية في حقيبة الوفد الأميركي

فرصة ضائعة لتوحيد ليبيا
في سياق متصل، يشير المعهد الإيطالي إلى اعتقاد البعض بأنه «كانت هناك فرصة كبيرة لتوحيد البلاد في أعقاب كارثة العاصفة دانيال لم يجر استغلالها بشكل جيد».

وقال رئيس المجلس الوطني للعلاقات الأميركية الليبية هاني شنيب إن «الليبيين والمجتمع الدولي على السواء ضيعوا فرصة استغلال الزخم الإنساني كوسيلة لتوحيد البلاد. على المستوى التقني، كان وزيرا الصحة لدى الحكومتين على استعداد للعمل معا».

ولا تزال هناك إمكانية، حسب المعهد الإيطالي، لاستخدام تقييم البنك الدولي، المنشور أخيرا بشأن الأضرار والاحتياجات الناجمة عن العاصفة «دانيال»، لممارسة الضغط المطلوب على الفصائل الليبية، والمطالبة بمزيد المحاسبة، لا سيما في الوقت الذي تعمل فيه الأمم المتحدة على دفع البلاد صوب إجراء الانتخابات.

وقال التقرير: «بعض المساومة قد تكون ممكنة، بينما يهتم الجميع بضمان مستقبله السياسي. بالتأكيد سيكون هناك حاجة إلى مزيد الاهتمام والمشاركة من قبل لاعبين رئيسيين، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالنظر إلى اهتمام هؤلاء باستقرار ليبيا، في الوقت الذي أكدت روسيا والصين بشكل متزايد أهدافهما في البلاد».

باتيلي يلتقي الأطراف الليبية
وخلال الأيام الماضية، أجرى المبعوث الأممي عدة لقاءات مع أطراف محلية، بينهم رئيس «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة»، عبدالحميد الدبيبة، وقائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر، إلى جانب عدد من سفراء الدول، بينها مصر وتونس وهولندا وألمانيا وفرنسا.

تزامن ذلك مع لقاءات مكثفة عقدها المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند مع مختلف الأطراف الليبية.

ولم تحرز المبادرة الخماسية حتى الآن أي تقدم بعد ثمانية أسابيع من إطلاقها، أمام عودة لنشاط الدبلوماسية الأميركية بعد فترة من الانسحاب، في ضوء قلق واشنطن بشأن تنامي الدور الروسي في ليبيا.