أكدت مصادر محلية في بنغازي في تصريح إلى «بوابة الوسط» تسليم جثمان إبراهيم نجل وزير الدفاع بحكومة الوفاق الوطني السابقة العميد المهدي البرغثي إلى ذويه والذي قُتِل خلال الاشتباكات التي شهدتها منطقة السلماني وسط المدينة قبل أسبوعين في اشتباكات مع قوات تابعة للقيادة العامة.

كما أكدت المصادر في حديثها إلى «بوابة الوسط» تسليم 30 جثة أخرى من أصل 60 قتلوا خلال تلك الاشتباكات، التي أسفرت أيضًا عن مقتل أفراد من عائلة العميد المهدي البرغثي من بينهم ابن أخيه وليد.

ونعى أقارب البرغثي قتلاهم الذين قضوا خلال تلك الاشتباكات، فيما نوه الحقوقي ناصر الهواري عبر حسابه على «فيسبوك» بأن عزاء إبراهيم المهدي البرغثي (26 عامًا) سيكون بمنزل أخوال والده عائلة الحسوني بمنطقة القربوللي شرق طرابلس، بعدما رجح أن يكون قد قُتِل «تحت التعذيب» لأنه كان «حيًّا وقت الاعتقال مع والده».

وأشار الهواري أيضًا إلى مقتل ابن عم إبراهيم، «ميتشو سعد عبدالحميد البرغثي» (24 عامًا)، لافتًا إلى أنه جرى «إخبار والد ميتشو بالحضور لتسلم الجثامين من المستشفى والدفن في سرية دون إقامة عزاء».

القبض على المهدي البرغثي بعد اشتباكات وسط بنغازي
واندلعت اشتباكات عنيفة بأرض السلاك في منطقة السلماني وسط بنغازي يوم الجمعة 6 أكتوبر الجاري بين قوات تابعة للقيادة العامة وأنصار العميد المهدي البرغثي في محيط منزل الأخير، على خلفية محاولة القوات التابعة للقيادة العامة إلقاء القبض على البرغثي عقب عودته إلى منزله قادمًا من طرابلس، وذلك وسط تعتيم إعلامي رافقه قطع الاتصالات عن المدينة دام أسبوعًا.

- «المدعي العسكري» يتهم المهدي البرغثي بمحاولة زعزعة أمن واستقرار بنغازي
- «المدعي العسكري»: إصابة المهدي البرغثي خلال مواجهة مع دورية رفض تسليم نفسه لها
- زوجة البرغثي: المهدي سلم نفسه بصحة جيدة.. وعودته إلى بنغازي كانت بإلحاح المشايخ
- «الأمن الداخلي»: نحو 40 مسلحا رافقوا البرغثي بعضهم له صلة بـ«أنصار الشريعة» ومجلس «شورى بنغازي»
- عبدالجليل يعلن حصيلة ضحايا اشتباكات بنغازي

واتهم الادعاء العسكري التابع للقيادة العامة خلال مؤتمر صحفي في 13 أكتوبر، البرغثي بـ«التسلل» إلى بنغازي رفقة رتل مسلح بأسلحة خفيفة ومتوسطة ومكون من «40 إرهابيًا» من بينهم عناصر مطلوبة تابعة لما يُعرف بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي» و«أنصار الشريعة»، لزعزعة الاستقرار في المدينة، مشيرًا إلى أن البرغثي تعرض «لإصابات بليغة» أثناء القبض عليه بعدما رفص تسليم نفسه للقوة المكلفة بجلبه للتحقيق.

وأعلن وزير الصحة بالحكومة المكلفة من مجلس النواب عثمان عبدالجليل، خلال المؤتمر الصحفي نفسه، أن مستشفيات الوزارة استقبلت ستة قتلى وثمانية مصابين من القوات التابعة للقيادة العامة، على خلفية تلك الاشتباكات، بالإضافة إلى مقتل تسعة من المسلحين وإصابة ثمانية منهم، في إشارة إلى أنصار المهدي البرغثي.

زوجة المهدي البرغثي تنفي رواية القيادة العامة
لكن هذه الرواية نفتها زوجة العميد المهدي البرغثي التي أكدت في مقابلة تلفزيونية مع قناة «ليبيا الأحرار» يوم 14 أكتوبر، أنه سلم نفسه بـ«صحة جيدة» إلى قوات تابعة لـ«القيادة العامة»، بعدما «احتجزوا أطفالًا ونساء داخل منزله في مدينة بنغازي»، لافتة إلى أن المهدي قرر العودة إلى بنغازي تحت إلحاح شديد من أقاربه ومشايخ قبيلته، شريطة أن يعود بـ«صفته العسكرية».

وأضافت أن زوجها عاد بأمان إلى منزله يوم الجمعة في السادس من أكتوبر الجاري رفقة شباب من الكتيبة «204 دبابات»، فضلًا عن أخيه وليد وابنه إبراهيم. وأكدت أنه «لم يكن غازيًا، وعاد ومعه خمس سيارات فقط.. حتى ابنه لم يكن عسكريًا. أتى مع أبيه فقط. والآن لا نعرف أي شيء عنهم». وتابعت: «غدروا به. عند الخامسة والنصف بدأ الاشتباك. ضرب قوي من اللحظة الأولى».