تطالب المنظمة الدولية للهجرة، والشركاء في الأمم المتحدة، السلطات المحلية في ليبيا بتسهيل آلية وطنية موحدة، لتوجيه جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة جراء العاصفة «دانيال»، وضمان الشفافية والمحاسبة بناء على أهداف تقييم الموقف والاحتياجات الطارئة على الأرض.
وتنادي المنظمة بزيادة فورية في التمويل الذي تقدمه الجهات المانحة، لتلبية احتياجات المنظمة المقدرة بـ22 مليون دولار، وتسريع جهود التعافي العاجلة في المناطق المتضررة جراء «دانيال»، مشيرة إلى تأمين 30% فقط من التمويل المطلوب.
وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب: «هناك احتياجات إنسانية ضخمة في المناطق المتضررة جراء العاصفة دانيال»، كما نقل الموقع الإلكتروني للمنظمة اليوم السبت.
وتابعت: «أكثر من 80 من العاملين التابعين للمنظمة يعملون في شرق ليبيا بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الدوليين والمحليين، استجابة للوضع. كما جرى تفعيل آلية الاستجابة السريعة للأمم المتحدة، لتنسيق أعمال الإغاثة، وضمان توزيع سريع لمواد الإغاثة على المتضررين».
وسببت العاصفة «دانيال» فيضانات وسيولا غزيرة ضربت مناطق عدة في شمال شرق ليبيا 10 و11 سبتمبر الماضي، وخلفت 4333 قتيلا و8500 مفقود، بينهم 930 مهاجرا على الأقل، حسب تقديرات منظمة الهجرة.
«أسد 47» تنتشل «أوناشا» وسيارات وحاويات غارقة في ميناء درنة (صور)
«الصحة العالمية»: مصرع 101 عامل صحي بليبيا في أعقاب «دانيال»
وقدرت بيانات منظمة الهجرة أن 42 ألف شخص على الأقل نزحوا بسبب الفيضانات، بعضهم بدأ في العودة إلى منازله، بينما لجأ آخرون إلى الملاجئ الموقتة في المدارس.
وأفادت بأن أكثر من 100 طبيب وممرض ومسعف لقوا حتفهم، وأن ما يصل إلى 63% من المستشفيات التي أجروا تقييمها تعمل جزئيا أو لا تعمل جراء الضرر الذي خلفته الفيضانات.
توفير الرعاية العاجلة في المناطق المنكوبة
وشددت المنظمة أيضا على ضرورة توفير الرعاية الصحية العاجلة في المناطق المنكوبة التي تأثرت نتيجة سنوات من الصراع المسلح، مع الإبلاغ عن آلاف حالات التسمم بسبب تلوث المياه.
وأشارت إلى أن المأوى والمياه والصرف الصحي والصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي من الاحتياجات ذات الأولوية. وتقدم فرق المنظمة الدولية للهجرة، التي تضم 84 موظفًا وطنيًا ودوليًا، مساعدة متعددة القطاعات بالشراكة الوثيقة مع شركاء الأمم المتحدة الآخرين، والهلال الأحمر الليبي.
وتدعم الفرق الطبية وفرق الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي مستشفيي درنة اللذين لا يزالان قيد التشغيل. وقد تمكنت فرق المنظمة من الوصول إلى ما يقرب من 10 آلاف شخص حتى الآن، حيث حصلوا على الحماية والمساعدة المباشرة، وخدمات الصحة الأولية والدعم النفسي والاجتماعي.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عثمان البلبيسي: «لقد زرت المناطق المتضررة في ليبيا، وشاهدت بنفسي الدمار، وصمود المجتمع الليبي ووحدته في دعم المتضررين. هناك حاجة ملحة لتسريع جهود الإنعاش المبكر، وإعادة الإعمار على الأرض».
تعليقات