اعتبر الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبدالله باتيلي، أن الأزمة التي خلفتها العاصفة «دانيال» المتوسطية، التي ضربت الشرق الليبي قبل أسبوع، «تتجاوز قدرة ليبيا على إدارتها، وتتجاوز السياسة والحدود»، وفق تعبيره.

وزار باتيلي، اليوم السبت، مدينة درنة المتضررة جراء العاصفة، رفقة نائبته منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا، جورجيت غانيون، وعدد من مسؤولي البعثة. وتحدث في تغريدة على حسابه بموقع «إكس» عن «مشاهد تدمي القلب» عاينها في المدينة.

وقال المبعوث الأممي: «غادرت درنة مساء اليوم بقلب حزين، بعد أن عاينتُ الدمار الذي خلفته الفيضانات في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة. إنها مشاهد تدمي القلب، نظرا لحجم الكارثة التي شاهدتها عن قرب. إن هذه الأزمة تتجاوز قدرة ليبيا على إدارتها، وتتجاوز السياسة والحدود».

وأشارت البعثة الأممية عبر صفحتها على «فيسبوك» إلى تعاون الأمم المتحدة بفاعلية مع السلطات المحلية ووكالات الإغاثة على الأرض، لتقديم المساعدة الضرورية للمحتاجين، بينما يجرى فريق أممي مزيدا من التقييم للوضع من أجل تعزيز تنسيق جهود الاستجابة في درنة، والمناطق المتضررة الأخرى.

حماد في استقبال باتيلي بدرنة
وقالت الحكومة المكلفة من مجلس النواب، في بيان، إن رئيسها أسامة حماد كان في استقبال باتيلي خلال زيارته درنة، قبل جولته في المدينة.

ونقل البيان عن حماد قوله إن حكومته «هي أول من استجابت للعاصفة المتوسطية حتى قبل وقوعها، حيث اتخذت إجراءات سريعة وحاسمة، وشكلت غرفا للطوارئ، وساندت القوات المسلحة».

وأضاف حماد أن حكومته أسهمت في «وصول فرق الإنقاذ والإغاثة حتى قبل حدوث العاصفة»، موضحا: «وزارة الصحة تعمل على تقديم الخدمات الصحية كافة، وتعمل مع النائب العام على ضمان الإجراءات القانونية للضحايا والمفقودين والعائلات التي تركت منازلها».

باتيلي يزور مناطق في درنة.. وأسامة حماد: كنا أول من استجاب للعاصفة
حماد: الحكومة قد تعزل المناطق المتضررة في درنة.. وعبدالجليل: اعتمدوا على عبوات المياه
موظفو الأمم المتحدة في ليبيا يؤدون صلاة الغائب على ضحايا «دانيال»
باتيلي: حجم أضرار «دانيال» يفوق الخيال.. وأرى أمامي ليبيا واحدة موحدة
باتيلي يشيد بتكاتف الليبيين لمواجهة آثار إعصار «دانيال» (فيديو)

الأمم المتحدة: حجم الكارثة في ليبيا ما زال مجهولا
وتسببت العاصفة «دانيال»، التي اجتاحت مناطق شرق ليبيا الأحد والإثنين الماضيين، في دمار واسع على مستوى البنية التحتية، وخلّفت موجة نزوح كبيرة.

وعلى الرغم من مرور أسبوع على الكارثة، فإن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، قال، أمس الجمعة، إن حجمها ما زال مجهولا.

وأضاف غريفيث، متحدثا عن حجم الكارثة في مؤتمر صحفي في جنيف: «أعتقد أن المشكلة بالنسبة إلينا هي في تنسيق جهودنا مع الحكومة ومع السلطات الأخرى في شرق البلاد، ثم اكتشاف حجم الكارثة»، مضيفا: «لم نتوصل إلى ذلك بعد. لا نعرف ذلك. مستوى الحاجات وعدد القتلى لا يزال مجهولا»، وفق وكالة «فرانس برس».

والخميس، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، أنه «كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا» جراء الفيضانات التي خلفتها العاصفة المتوسطية المدمرة «دانيال».

وقال الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، خلال مؤتمر صحفي في جنيف: «كان بالإمكان إصدار إنذارات، وكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، ولكننا تفادينا معظم الخسائر البشرية»، مشيرا إلى «قلة التنظيم في ظل الفوضى المخيمة على ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي»، وفق الوكالة الفرنسية.