ترك الليبيون خلافاتهم، وهبوا لإيصال المساعدات، على الرغم من الانقسامات الصارخة في ليبيا بين حكومتي الشرق والغرب، حيث أذابت جهود إنقاذ مدينة درنة تلك الخلافات، ولو موقتا.

وهبّ الليبيون، تاركين جانبًا خلافاتهم السابقة، للإسهام في إيصال المساعدات إلى المدينة، حيث زار وزراء من الحكومة التي تتخذ طرابلس مقرا لها في الغرب مدينة بنغازي في الشرق، حسب تقرير لوكالة «فرانس برس».

كما أكدت حكومة الشرق أنها لن تمنع المساعدات التي تمر عبر حكومة طرابلس من الوصول إلى درنة.

- شاهد في «تغطية خاصة»: درنة.. ياسمين الزاهرة برائحة الموت
- جريدة «الوسط»: درنة في عام الطوفان
- الصليب الأحمر: لا يزال هناك أمل بالعثور على أحياء في ليبيا

ويواصل ليبيون من مختلف أنحاء البلاد الإسهام في جهود مساعدة درنة، تاركين جانبا خلافات كبيرة مزقت البلاد.

وقد وصلت حافلات من غرب البلاد، لتقديم المساعدات إلى درنة التي تديرها حكومة الشرق، بينما يوزع المتطوعون من مصراتة وطرابلس وبنغازي الملابس وعلب الطعام منذ الأربعاء والخميس.

وقال إلياس الخبولي إلى الوكالة، وهو متطوع من الزاوية في غرب البلاد عضو في جماعة «بالتريس» الناشطة: «قلنا لأنفسنا سيكون هناك بكل تأكيد نقص في الأيدي العاملة من أجل التحميل والتفريغ والقيادة أو أي أمور أخرى».

واستأجرت الجماعة حافلات، لنقل أكثر من مئة متطوع من مناطق في غرب ليبيا إلى مدينة درنة في الشرق في وقت مبكر من صباح الإثنين، في رحلة استغرقت 15 ساعة، وبدأت حتى قبل اتضاح حجم المأساة بالكامل.

استعداد أكبر للتعاون
ونسّقت الإدارتان المتناحرتان من قبل في بعض الملفات، وقال تيم إيتون من «تشاتام هاوس»: «هناك إلى حد ما استعداد أكبر للتعاون أكثر مما رأيت في أي وقت مضى خلال العقد المنصرم».

وأضاف: «عندما يبدأ الحديث عن كل الأمور المتعلقة بإعادة الإعمار والدعم المالي، فهذا سيوسّع كل الصدوع القائمة في ليبيا».

وتُظهر الصفوف الطويلة من الشاحنات التي تنتظر دخول درنة، الخميس، أن التبرعات تصل من كل أنحاء البلاد، وهو ما وصفه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنه «موجة من الدعم على مستوى البلاد اجتاحت أنحاء ليبيا».