Atwasat

ارتباك يسود درنة.. الفرنسيون يثيرون مخاوف بشأن الأوبئة ومخلفات الحرب

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الجمعة 15 سبتمبر 2023, 10:22 صباحا
WTV_Frequency

سلطت جريدة «لوموند» الفرنسية الضوء على المخاوف من انتشار الأوبئة وخطر الذخائر غير المتفجرة بعد إعصار «دانيال» المدمر الذي خطف مدينة درنة، في وقت تواصل فيه ليبيا إحصاء ضحاياها، ودفن الجثث المنتشلة على عجل.

وتفيد أرقام المنظمة الدولية للهجرة بأن نحو 30 ألف شخص نزحوا داخل مدينة درنة، البالغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، بينما تمكن أكثر من 6 آلاف من الفرار إلى مناطق أقل تضررا من الكارثة، وسط شكوك بشأن العدد الحقيقي لضحايا الكارثة، وفق ما تقول الجريدة الفرنسية في تقريرها أمس الخميس.

تضارب الأرقام لدى سلطات الشرق الليبي
وفي الشرق، أعلنت وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب تسجيل 3840 حالة وفاة في المدينة، دفن منها 3190 جثة، من بينهم نحو 400 أجنبي، معظمهم من السودان ومصر.

لكن وزير الطيران المدني أعلن تسجيل أكثر من 5300 حالة وفاة، مرجحا ارتفاع هذا العدد إلى الضعف مع استمرار لفظ البحر عشرات الجثث باستمرار.

بينما رجح عميد المجلس التسييري لبلدية درنة أن يصل عدد الوفيات في المدينة إلى ما بين 18 و20 ألفا، مع الأخذ في الاعتبار عدد الأحياء التي دمرتها الفيضانات.

آلاف الوفيات
ووفق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فإن عدد الوفيات التي يمكن إحصاؤها بالآلاف، وهناك نحو عشرة آلاف في عداد المفقودين.

وقال أحد المسؤولين عن أعمال الإنقاذ إلى الجريدة الفرنسية إن الارتباك يسود درنة، في ظل عدم استقرار الوضع، موضحا أنه إذا جرى استعادة الخدمات العامة الأساسية في مدينة البيضاء، الواقعة على بُعد 200 كيلومتر شرق بنغازي، والتي تأثرت هي نفسها بالإعصار، فإن درنة الواقعة على بُعد 100 كيلومتر ستظل معزولة بسبب غياب البنزين والكهرباء والاتصالات السلكية أو اللاسلكية.

جرفتها «دانيال».. الصليب الأحمر الدولي يحذر فرق الإنقاذ من مخلفات الحرب في درنة
جثامين ومفقودون... ومكلومون يبحثون عن زملائهم مصريين في درنة
جريدة «الوسط»: درنة في عام الطوفان
شاهد في «تغطية خاصة»: درنة.. ياسمين الزاهرة برائحة الموت
أسامة حماد لقناة «الوسط»: دفن 3065 ضحية لكارثة «دانيال» حتى الآن

بدورها، الإدارة المسؤولة عن شبكات الطرق والجسور أعلنت أن 30 كيلومترا من شبكة الطرق منهارة تماما في درنة وما حولها، مما يزيد من تعقيد عمليات الإنقاذ التي لم تصل بعد إلى مناطق منتجع سوسة الساحلي.

في حين أصبح المستشفيان الصغيران في درنة مشرحتين موقتتين، وفق حديث المسؤولين للجريدة الذين أشاروا: «تتمثل حالة الطوارئ في دفن الجثث، لتجنب انتشار الأمراض»، إذ لا تزال جثث ملفوفة بالبطانيات متناثرة في الشوارع، بحسب الصور التي نقلها الناجون. بينما تتكدس جثث أخرى في شاحنات صغيرة في الطريق إلى المقابر، حيث جرى حفر مقابر جماعية، الأمر الذي يعقد عملية تحديد هوية الضحايا، وتقييم الحصيلة النهائية.

أسى وحسرة ذوي القتلى والمفقودين في تونس ومصر
وتنقل «لوموند» حالة الأسى والحسرة في البلدان المجاورة. ففي مطار تونس، تزاحم بعض الليبيين من الشتات، والعديد منهم في هذا البلد المجاور، على مكاتب شركات الطيران، يوم الأربعاء، لشراء آخر التذاكر المتبقية على الرحلات الجوية إلى بنغازي، بينما يعبر أحدهم عن حزنه لفقدان والده.

وفي القاهرة، امتلأت الرحلة الليلية اليومية الوحيدة التي تربط العاصمة المصرية ببنغازي براً. في حين يوصف الطريق الوحيد الصالح الذي يربط مدينة طبرق، على الحدود المصرية الليبية، بمدينة درنة بأنه مشبع بقوافل الإغاثة ومئات المركبات التي يقودها أفراد، ذهبوا بحثا عن أقاربهم.

ولفتت الجريدة إلى الطائرة الفرنسية التي حملت نحو 40 من رجال الإنقاذ وعدة أطنان من المعدات الصحية، بما في ذلك مستشفى ميدانيا، ووصلت مدينة البيضاء. ومن المفترض أن يتيح المستشفى علاج ما يصل إلى 500 شخص يوميا.

حيرة فرنسية حول التنسيق
وأفاد رئيس أركان القوات الجوية الفرنسية من قاعدة إيستر، الجنرال ستيفان: «نحن مغادرون ولا نعرف متى سنعود.. الجيش الفرنسي سينسق مع السلطات في الموقع، والشيء المهم هو الذهاب إلى هناك، وسنجد أشخاصا هناك للتنسيق»، في إشارة إلى تمزق الدولة الليبيين بين حكومتين وجيشين.

لكن أوضحت باريس أنها على اتصال بالسلطات الليبية جميعها، وأن الاستجابة الإنسانية تنسقها الأمم المتحدة. وأضافت: «نحاول التنسيق مع أولئك الذين لديهم القدرة على التحرك على الأرض»، كما تنقل «لوموند» عن مصدر حكومي فرنسي، يعتقد أن المعسكرين الليبيين متفقان في الوقت الحالي على ضرورة مساعدة السكان على الرغم من الخلافات السياسية والأمنية.

بدورها، أرسلت حكومة الأردن طائرة مساعدات إنسانية، وأعلنت إيطاليا مغادرة سفينة وطائرتين، لنقل خبراء ومعدات لوجستية. من جهتها، ستنشئ مصر معسكرات، لإيواء الناجين.

وحسب «لوموند»، بسبب علاقاتها السيئة مع الإدارة في شرق البلاد، وحرصا على عدم الإساءة إلى طرابلس، اختارت الجزائر هبوط ثماني طائرات بمساعداتها في العاصمة طرابلس على بُعد 1300 كيلومتر من درنة.

تحذيرات من خطر الذخائر غير المتفجرة
وحذر رئيس وحدة التلوث بالأسلحة، التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، إريك توليفسين، يوم الأربعاء، من خطر الذخائر غير المنفجرة التي جرفتها السيول إلى مناطق كانت خالية منها.

وكتب على حسابه بموقع «إكس» أن ذلك يضع المزيد من المخاطر على الناجين والمسؤولين عن المساعدات الإنسانية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ضبط متهم بالاتجار في الحشيش بدرنة
ضبط متهم بالاتجار في الحشيش بدرنة
حالة الطقس على ليبيا (الأحد 5 مايو 2024)
حالة الطقس على ليبيا (الأحد 5 مايو 2024)
«الأرصاد» يحذر من شدة الرياح على الساحل بين درنة وطبرق
«الأرصاد» يحذر من شدة الرياح على الساحل بين درنة وطبرق
بالصور: تواصل العمل بمشروع خط الرويس - أبو عرقوب
بالصور: تواصل العمل بمشروع خط الرويس - أبو عرقوب
أسعار العملات الأجنبية أمام الدينار الليبي في السوق الرسمية (السبت 5 مايو 2024)
أسعار العملات الأجنبية أمام الدينار الليبي في السوق الرسمية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم