Atwasat

جثامين ومفقودون... ومكلومون يبحثون عن زملائهم المصريين في درنة

القاهرة - بوابة الوسط: محمود السويفي الجمعة 15 سبتمبر 2023, 08:52 صباحا
WTV_Frequency

بحثا عن لقمة العيش ومصادر للرزق، ارتحل آلاف الشباب المصري إلى درنة كغيرها من باقي مدن ليبيا، وواصلوا العمل ليل نهار، واقتصدوا من نفقاتهم اليومية لأجل أسرهم، فسكنوا مجموعات في شقق سكنية بعمارات متهالكة لم تصمد كثيرا أمام الإعصار «دانيال»، فكانت أول ما انهار في المدينة فجر الأحد الماضي، وراحت معها أرواح كثير منهم.

البعض كتب له النجاة بمعجزة، وآخرون أصيبوا، وجزء ثالث بين قتيل ومفقود، وأعداد الضحايا المصريين تقدر بالعشرات.. الناجون في درنة وزملاؤهم المصريون من طبرق والبيضاء وشحات هبوا إلى مواقع الدمار من أجل البحث عن ذويهم والاطمئنان عليهم.

«الوسط» رصدت أوضاع بعض المصريين في درنة، واستمعت إلى أحاديث بعضهم ممن عاش الكارثة منذ لحظتها الأولى.

«رأيت الموت بعيني» 
مستجمعا قواه، استدعى الشاب رمضان صلاح (25 عاما) تفاصيل الكارثة التي أودت بحياة عدد من زملائه، قائلا إلى «الوسط»: «كنا في مبنى قديم قرب عمارة الأوقاف في درنة، وفوجئنا بالإعصار.. أعتقدنا أنها مجرد أمطار في البداية، قبل أن تشتد وتضرب الدور السادس ويسقط المبنى كاملا.. وتنهار المباني أمامنا، ومنها المبنى الذي كنا واقفين على سطحه».

وأضاف الشاب الذي ينتمي إلى قرية الميمون بمحافظة بني سويف (جنوب مصر): «كان من لطف الله بي أن أمسكت بسيخ حديد لجدار انهار حتى دفعتني المياه لمنطقة آمنة، بينما لم يتمكن آخرون من ذلك». ولفت إلى أن هناك نحو 20 مفقودا من زملائه، غالبيتهم تأكدت وفاته.

أصيب الشاب الذي يعمل في محل للخضراوات والفواكه في قدمه نتيجة اصطدامها بأسياخ الحديد، لكنه يحمد الله كثيرا على النجاة، بعد أن رأى الموت الذي غيَّب أصدقاءه في الغربة.

- للاطلاع على العدد 408 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

ومن بين الشباب المفقودين: علاء حلمي فرحات ومحمد محمود حسين وأحمد محمد الحلبي وعلاء مختار، إلى جانب العشرات من الأسماء غيرهم، وغالبيتهم من مركزي الواسطى وببا في محافظة بني سويف، حسبما قال الشاب رمضان صلاح.

ودعا أهالي عدد من الشباب المصريين السلطات المصرية والليبية ومنظمات الإغاثة الدولية إلى التعاون، للعثور على أبنائهم من تحت الأنقاض.
وقال عدد من الأهالي إنهم لا يزالون يبحثون عن أبنائهم المفقودين نتيجة العاصفة «دانيال»، إلا أنه لا أنباء عنهم حتى مساء الأربعاء.

ونهار الأربعاء، استقبلت قرية الشريف في مركز ببا بمحافظة بني سويف جثامين 74 مصريا قضوا نحبهم جراء «دانيال»، ووصل هؤلاء جوا إلى بلدهم. وشيَّع العشرات من أهالي ببا جثامين المتوفين الذين وصلوا في عدد من سيارات الإسعاف. والثلاثاء، أعلن المجلس البلدي بطبرق نقل جثامين 145 مصريا إلى مركز طبرق الطبي، بعدما لقوا حتفهم جراء السيول التي ضربت مدينة درنة. وحضر عضوا المجلس التسييري لبلدية طبرق عبدالكريم بوطابونة ومنصور أمداوي عملية تسليم الجثامين للمركز، الذي نشر بدوره قائمة تضم أسماء 84 منهم.

متابعة دبلوماسية وخلية أزمة
من جهتها، قالت وزارة الخارجية المصرية إنها تتابع باستمرار، بمشاركة القنصلية العامة ببنغازي، جهود الإنقاذ الخاصة بضحايا الإعصار، ناعية الضحايا، ومتقدمة بالعزاء إلى أسرهم.

وأشارت في بيان إلى استمرار «التواصل والتنسيق على مدى الساعة مع الجهات المعنية بدولة ليبيا الشقيقة، للوقوف على الأعداد النهائية للمصريين من ضحايا ومصابي الإعصار».

- للاطلاع على العدد 408 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وتنسق القنصلية المصرية في بنغازي مع السلطات الصحية والأمنية بمدينة درنة، والهلال الأحمر الليبي، بهدف حصر الأعداد الدقيقة للضحايا والمصابين المصريين، والعمل على إنقاذ الناجين وإيوائهم، «على الرغم من الظروف الصعبة التي تحيط بعمليات الإنقاذ بسبب انهيار البنية التحتية»، حسب الوزارة.

وشكلت القنصلية خلية أزمة فور وقوع الكارثة، لمتابعة التداعيات، وتقديم الغوث العاجل للضحايا وأسرهم والدعم اللوجيستي، وخصصت الرقم «00218916816025»، للتواصل معها.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حبس مسؤولين اثنين بمركز الكشف عن كورونا في المنشية الجميل
حبس مسؤولين اثنين بمركز الكشف عن كورونا في المنشية الجميل
1.1 مليار دينار نفقات الجهات التشريعية والتنفيذية خلال 4 أشهر
1.1 مليار دينار نفقات الجهات التشريعية والتنفيذية خلال 4 أشهر
«طب الطوارئ» ترسل فرقا طبية إلى الجميل
«طب الطوارئ» ترسل فرقا طبية إلى الجميل
«المركزي»: الدفع الإلكتروني شرط الحصول على اعتمادات مستندية
«المركزي»: الدفع الإلكتروني شرط الحصول على اعتمادات مستندية
منع تزويد السيارات المخالفة بالوقود في منطقة الجنوب الشرقي
منع تزويد السيارات المخالفة بالوقود في منطقة الجنوب الشرقي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم