قال خبيران في الشأن الليبي إن إعمار مدينة درنة «المنكوبة» تأخر كثيرا، وحذرا من أن الفوضى الأمنية وغياب الرقابة الدقيقة على أعمال الإصلاحات في السدود قد يؤديان إلى كوارث أخرى مثلما حدث في المدينة التي سجلت آلاف الضحايا والمصابين على خلفية العاصفة «دانيال»، التي استهدفت المنطقة الشرقية.

وبدت مظاهر الدمار كارثية إثر انهيار أحد السدين الرئيسيين بالمدينة، مما أدى إلى تدفق كميات ضخمة من المياه عبر الوادي، دمرت وسط المدينة تماما، ومسحت أحياء وعمارات سكنية.

خبير ليبي: السدود قد تتحول إلى «سلاح دمار شامل»
وقال الخبير الاقتصادي محمد أحمد، في تصريح إلى «بوابة الوسط»: «بناء السدود المائية قد يتحول إلى سلاح دمار شامل في حال عدم صيانتها بشكل دوري ودقيق»، موضحا: «حجز المياه يتيح أرضا فضاء تمتاز بالخصوبة، مما يشجع الكثير على تحويل مجاري الأودية إلي مشاريع زراعية وعقارية».

وأضاف: «الفوضى الأمنية وتراخي السلطات في ليبيا عن المراقبة الدقيقة لإجراءات السلامة أديا إلى كارثة درنة، وسيؤديان إلى كوارث كبرى ليس في قطاع المياه فقط، بل أيضا في مجال الطاقة كذلك»، وهو ما يطرح السؤال عن مستويات السلامة في العديد من المنشآت القديمة، التي توقفت صيانتها فترة طويلة.

- درنة تستيقظ على رائحة الموت.. «فزعة» عربية ودولية لمواجهة آثار «دانيال»
- الصحافة الأجنبية: العاصفة «دانيال» تضاعف أزمات ليبيا وتكشف تهالك البنية التحتية
- شاهد.. أطلال سد درنة بعد العاصفة «دانيال»

وذكر شهود عيان إلى «بوابة الوسط» أن جهود الإغاثة تتواصل لانتشال جثث ضحايا السيول بواسطة الهلال الأحمر الليبي. وإلى حين صدور إحصائيات دقيقة بشأن الضحايا والمصابين، فإن تقديرات الحكومة المكلفة من مجلس النواب تشير إلى أن عدد الضحايا جراء الفيضانات تجاوز 2000 متوفي ومئات المفقودين.

إعمار درنة.. تأخر
وأشار المتخصص في الشؤون الليبية الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، جلال حرشاوي، في تصريح إلى «بوابة الوسط»، إلى تأخر عملية إعادة إعمار درنة كثيرا منذ إعلان القائد العام لقوات «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، تحرير درنة من قبضة الإرهابيين في نهاية يونيو العام 2018.

وأعاد حرشاوي التذكير بكلمة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خلال افتتاح مجمع المحاكم والنيابات في مدينة درنة نوفمبر الماضي، التي تعهد فيها بالعمل مع الجميع «على إعادة إعمار درنة، وبالطراز القديم».

وضاعفت العاصفة «دانيال» الأزمات التي تعانيها ليبيا بالفعل، إذ أشارت «واشنطن بوست» إلى الانقسام السياسي الذي تعانيه البلاد، والبنية التحتية المتهالكة بالفعل جراء سنوات من الحرب والصراع.

أما شبكة «سي إن إن» الأميركية فنقلت عن الناطق باسم جهاز الإسعاف، أسامة علي، قوله: «ليبيا لم تكن مستعدة لكارثة كهذه. ولم تشهد ليبيا هذا المستوى من الكوارث من قبل. نعترف بوجود أوجه قصور على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي نواجه فيها هذا المستوى من الكارثة».