قالت جريدة «يديعوت أحرونوت» في افتتاحيتها اليوم الإثنين إن وزيرة الخارجية الموقوفة بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» نجلاء المنقوش «لم تفعل أي شيء من وراء ظهر» رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، مضيفة أن «مسؤولين إسرائيليين كبار أكدوا وجود اتفاق مسبق وتنسيق على أعلى المستويات» قبل عقد لقائها مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في روما.

وأشارت الجريدة العبرية الأكثر انتشارا في «إسرائيل»، إلى التطور السريع للأحداث داخل ليبيا من إعلان كوهين «تفاصيل اللقاء» إلى إصدار الدبيبة قرارا بإيقاف المنقوش، ثم نزول ليبيين في تظاهرات ضد «محاولات التطبيع» بعدد من المدن، شهدت حرق العلم الإسرائيلي.

وأضافت «يديعوت أحرونوت» أن اللقاء سبقه «محادثات بين كبار المسؤولين في الطرفين، بما في ذلك وزيرة الخارجية نفسها»، لافتة إلى أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلي رونان ليفي تحدث خلال اللقاء عن «تراث اليهود الليبيين»، وأشار إلى أن «حجم ليبيا وموقعها يمنحان العلاقات معها أهمية كبيرة وإمكانات هائلة» لتل أبيب، وزعم أن المنقوش تحدثت عن «تجديد المعابد والمقابر اليهودية» في ليبيا.

ملف التطبيع طرح خلال لقاء الدبيبة وبيرنز
وسلطت الجريدة الإسرائيلية الضوء على «تصريحات مسؤولين ليبيين إلى وكالة (أسوشيتد برس)، لم تسمهم، حول مناقشة ملف التطبيع خلال اجتماع بين الدبيبة ورئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز خلال زيارة الأخير إلى طرابلس في يناير، واقترح الأخير على حكومة الدبيبة الانضام إلى الدول العربية الأربع التي طبعت العلاقات مع تل أبيب كجزء من اتفاقيات إبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة في العام 2020، وأعطى الدبيبة موافقة مبدئية، لكنه كان قلقا بشأن رد الفعل من الجمهور المعروف بدعم الفلسطينيين».

- «الأمن الداخلي»: المنقوش لم تمر عبر القنوات الرسمية في مطار معيتيقة
- بعد لقاء المنقوش وكوهين.. تعرف إلى القانون الليبي لمقاطعة «إسرائيل»
- «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي: لقاء «المنقوش - كوهين» باتفاق مسبق وعلى أعلى مستوى
- مصدر أمني لـ«بوابة الوسط»: المنقوش غادرت إلى تركيا على متن طائرة تابعة لحكومة الدبيبة
- الخارجية عن لقاء المنقوش والوزير الإسرائيلي: «عارض».. «غير رسمي».. و«غير مُعَدْ مسبقاً»
- جريدة إسرائيلية: رئيس اتحاد يهود ليبيا سهَّل اجتماع «المنقوش - كوهين»

وقالت إن «حكومة الدبيبة تهدف من خلال الارتباط مع تل أبيب إلى فتح الأبواب» أمام العلاقات مع الغرب و«شراء الشرعية منه»، وهذا الاهتمام لم يتغير، لكن صار هناك ترقب لتطور الأحداث «في ظل الأزمة الحالية، وبعد إيقاف المنقوش وانتقالها إلى إسطنبول».

وهاجمت المعارضة الإسرائيلية تسريب اللقاء، وقال المعارض بيني غانتس إن «العلاقات الخارجية الإسرائيلية مسألة حساسة وخطيرة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الدول العربية، وخصوصا التي لا تربطنا بها علاقات رسمية»، وفق ما نقلته «يديعوت أحرونوت»، واتهم حكومة بنيامين نتنياهو بـ«الفشل».

وبالمثل انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد الحكومة الإسرائيلية قائلا إن «إدارة السياسة الخارجية الإسرائيلية حدث معقد وفي بعض الأحيان متفجر، ويجب إدارته بعناية وحكمة»، متابعا أن «اتفاقات تاريخية» جرت بين تل أبيب ودول عربية دون أن تسرب، ولكن اليوم «الوضع مختلف، فالعالم راقب التسريب غير المسؤول لاجتماع» كوهين والمنقوش، وأكمل: «(كيف) يمكن أن تكون لنا علاقات خارجية؟ هل هذه دولة يمكن أن نثق بها؟ إن الحادث الذي وقع أمام وزيرة الخارجية الليبية هو عمل غير محترف وغير مسؤول وفشل خطير في الحكم».

ردود أفعال غاضبة في ليبيا بعد لقاء «المنقوش - كوهين»
وأثار لقاء المنقوش وكوهين ردود فعل فورية واسعة في ليبيا، وموجة غضب عمت الشارع الليبي في مختلف مناطق البلاد، ما دفع رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة إلى اتخاذ قرار بإيقاف الوزيرة عن العمل وإحالتها إلى التحقيق.

وأفاد مصدر أمني في تصريح إلى «بوابة الوسط»، فجر الإثنين، بأن المنقوش غادرت البلاد من مطار معيتيقة الدولي على متن طائرة خاصة نوع «فالكون» تابعة لحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» إلى تركيا، في حين أكد جهاز الأمن الداخلي أنها «لم تمر عبر القنوات الرسمية» في المطار.

وخالفت خطوة المنقوش القانون الليبي رقم «62» الصادر في العام 1957 بشأن «مقاطعة إسرائيل»، وتنص مادته السابعة على: «الحبس لمدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد على 10 سنوات وبغرامة لا تتجاوز 5 آلاف دينار كعقاب لكل من يعقد اتفاقا مع أي نوع من هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها».