تحدث المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا، السفير ريشارد نورلاند، عن رؤيته للمشهد السياسي في ليبيا، وكيفية تخطي الانسداد الراهن بين الأطراف الرئيسية، قائلًا: «لا أحد يريد حكومة موقتة أخرى في ليبيا تستمر 5 أعوام».

جاء ذلك خلال مشاركته في مائدة مستديرة مع مجموعة من الصحفيين في القاهرة، أمس السبت، ونشرها موقع «إندبندنت» عربية السعودي، اليوم الأحد، موضحًا رؤية الولايات المتحدة لمعالجة الأزمة السياسية ومساعدة ليبيا على الوصول إلى الانتخابات.

الطريق إلى استقرار ليبيا يكمن في الانتخابات
وقال نورلاند «إن الأطراف الخارجية والداخلية الفاعلة في ليبيا تقر بأن الطريق إلى استقرار البلاد يكمن في إجراء انتخابات ذات مصداقية، وأن الدول التي دعمت قبلًا نوعًا من النهج العسكري في الداخل الليبي وجدت أنه لم يكن مسارًا ناجحًا»، معتبرًا أن الانتخابات هي المفتاح لمساعدة البلاد في إعادة توحيد نفسها وإضفاء الشرعية على مؤسساتها وحماية سيادتها.

وأضاف: «أعتقد أن جميع القادة في ليبيا يشعرون بضغوط من الشعب للموافقة على الانتخابات»، موضحًا أنه «خلال العامين الماضيين بلغت جميع الجهات الفاعلة الخارجية الرئيسة في ليبيا حد الاعتراف بأن أفضل طريقة للمضي قدمًا هي من خلال التوصل إلى حل عن طريق التفاوض، وهناك مشاركة إيجابية للغاية مع كثير من الجهات الفاعلة المختلفة بالفعل».

- باتيلي: ليبيا لم تعد تحتمل حكومة موقتة أخرى.. والانتخابات السبيل نحو استعادة الشرعية
- موقف أميركي أممي يضع حكومة الدبيبة أمام سؤال المصير
- باتيلي: وجود حكومة موحدة متفق عليها أمر واجب لقيادة ليبيا نحو الانتخابات

وتابع: «إنها مجرد مسألة كيفية القيام بذلك. نحن نتقاسم الهدف نفسه. لا يتفق الجميع على كيفية القيام بذلك بالضبط. ومن ثم، بطبيعة الحال، لا يمكن للعالم الخارجي أن يفرض أي حل. الليبيون أنفسهم هم الذين عليهم أن يقرروا ما هو مقبول وما هو غير مقبول».

من يقود ليبيا إلى الانتخابات؟
وعن سؤاله من ينبغي أن يقود الانتخابات وموقف الحكومة الحالية، يرى نورلاند أنه لكي «تجري إدارة الانتخابات بطريقة يراها الجميع محايدة ونزيهة، سيكون من الجيد أن تكون هناك حكومة تكنوقراطية موقتة مهمتها الوحيدة قيادة البلاد إلى الانتخابات»، لكنه نبه إلى أن «ما لا يريد أحد رؤيته في ليبيا هو حكومة موقتة أخرى تستمر لمدة أربعة أو خمسة أعوام».

وأضاف: «يرى بعض الناس أن الأمر كله يتعلق بإسقاط الحكومة الحالية في أسرع وقت ممكن، وأعتقد بأنه من المهم جدًا أن يفهم الناس عندما نتحدث عن حكومة انتقالية تكنوقراطية أنه يجب التفاوض عليها مع الجميع، بما في ذلك الحكومة الحالية».

وذكَّر المبعوث الأميركي خلال حديثه بجهود سابقة «لإجبار الحكومة على الاستقالة» في إشارة إلى حكومة الوحدة الوطنية الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وقال «لقد جربها فتحي باشاغا العام الماضي ولم تنجح» بعدما كلفه مجلس النواب برئاسة حكومة جديدة في فبراير 2022.

4 جهات للتفاوض على خارطة طريق الانتخابات
وأوضح نورلاند أن ما يقترحه الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي وتؤيده واشنطن هو «أن يجلس كل من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي والجيش الوطني الليبي (القيادة العامة) وحكومة الوحدة الوطنية إلى الطاولة للاتفاق على خريطة الطريق هذه التي من شأنها أن تجيب عن سؤالين، من يستطيع الترشح؟ وما هي الحكومة التي ستقود البلاد إلى الانتخابات؟».

وتوقع نورلاند أن تكون المفاوضات بين هذه الأطراف صعبة، حيث قال: «بالطبع ستكون المفاوضات صعبة، لكن وجهة نظرنا أن القادة سيدركون، إذا فكروا في الأمر، أن من مصلحتهم متابعة ذلك في هذا الوقت على الأخص».