جدل واسع رافق عملية عسكرية أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية الموقتة في منطقة الساحل الغربي، وذلك بعد مشاركة «الطيران الحربي» الذي شن غارات جوية استهدفت عدة مواقع في المنطقة. في حين أفادت مصادر محلية تعرض عدة مواقع في مدينة الزاوية لقصف جوي من قبل طيران مسير، وتحدثت بعض المصادر الإعلامية عن أن هذه الطائرات المسيرة تركية.

وخلال الـ48 ساعة الماضية، قال شهود في مدينة الزاوية، إن هجمات بالطيران المسير استهدفت مواقع بمدينة الزاوية. وأشار الشهود في حديثهم إلى «بوابة الوسط»، إلى أن الطيران المسير ما زال يحلق فوق المدينة.

وفيما تقول حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، وفق بيان لوزارة دفاعها، إن طيرانها استهدف «أوكار عصابات تهريب الوقود، وتجار المخدرات، والاتجار بالبشر»، فقد أفاد النائب عن مدينة الزاوية، علي أبوزريبة، بأن القصف طال منزله، وقال في تصريح إلى قناة «الوسط wtv» إن طائرات مسيرة استهدفت منزله في الزاوية عبر طائرات مسيرة تركية، متهما رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، الفريق أول محمد الحداد، باستهداف منزله.

موقف المشري والنواب
هيئة رئاسة مجلس النواب دانت في بيان، أمس الجمعة، «الاعتداء السافر على مقر سكن عضو مجلس النواب في الزاوية علي أبوزريبة»، مستنكرة الاعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية في الزاوية، في أول رد فعل على عملية عسكرية أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية في الزاوية.

أما رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الذي ينتمي إلى مدينة الزاوية، فقد طالب المجلس الرئاسي بـ«سحب صلاحيات الطيران المسير وقيادته من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة»، قائلا في بيان إن الدبيبة «يستغل الطيران المسير لإرهاب خصومه السياسيين»، وذلك في أول تعليق على الاشتباكات والقصف الذين وقعوا في مدينة الزاوية، منذ أول من أمس الخميس.

- شهود عيان لـ«بوابة الوسط»: تجدد قصف الطيران المسير لمواقع في الزاوية 
- بالفيديو.. النائب أبوزريبة لـ«قناة الوسط»: طائرات مسيّرة استهدفت منزلي في الزاوية
- رئاسة «النواب» تدين الاعتداء على سكن علي أبوزريبة في الزاوية (فيديو)
- المشري يطالب الرئاسي بسحب اختصاصات الطيران المسير من الدبيبة
- «البعثة الأممية»: أحداث الزاوية تؤكد الحاجة الملحة لتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا

وشهدت مدينة الزاوية خلال الأسابيع الماضية توترا أمنيا واشتباكات بين مجموعات مسلحة، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، على الرغم من اجتماعات عدة عقدتها حكومة الوحدة الوطنية الموقتة والمجلس الرئاسي ورئاسة الأركان العامة مع الجهات الفاعلة في المدينة، لاحتواء الموقف الأمني المتدهور بالمدينة. كما تواجه المدينة أيضا معضلة أوكار المخدرات والهجرة غير الشرعية.

استخدام مفرط للقوة في الزاوية
ورأى السنوسي إسماعيل، الناطق السابق باسم المجلس الأعلى للدولة، أن «مشكلة الزاوية مستمرة منذ أشهر، والمواطنين يضجون من الوضع الأمني المضطرب، مع ارتفاع معدلات الجرائم، واستخدام المهاجرين غير الشرعيين كمرتزقة». وأضاف في تصريح إلى قناة «الحدث» أن حكومة الدبيبة «لا يجب أن تقف مكتوفة الأيدي»، لكنه رأى في الوقت نفسه أن «استخدام الطيران المسير يعقد المشهد، لأنه يشير إلى تدخل أجنبي، وهو استخدام مفرط للقوة، لأنه موضوع أمني صرف».

وتقول البعثة الأممية، إن «هذه الأحداث تشكل تذكيرا بالحاجة الملحة إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا، وتمكينها وجعلها خاضعة للمساءلة من أجل ضمان سلامة واستقرار الشعب الليبي في جميع أنحاء البلاد»، حسب بيان صادر عن البعثة أمس الجمعة.

محلل: سياق أوسع لمفاوضات حكومة جديدة
ورأى طارق المجريسي، زميل السياسة الأول في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ضرورة وضع عملية الزاوية «في السياق الأوسع، أثناء مفاوضات تشكيل حكومة جديدة»، حسبما ذكرت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء.

وقال المجريسي،«مثل هذه العملية يجب أن تحصل على إذن من الدبيبة ووزارة الدفاع ورئيس أركان طرابلس محمد الحداد. يمكن أن يكون هذا أيضًا جزءًا من السياق الأوسع للمفاوضات الجارية حول حكومة جديدة. وبهذا القصف، يستعرض الدبيبة عضلاته، ويثبت أنه لم يعد من الممكن أن يتعرض للتخويف من قبل الجهات العسكرية».