Atwasat

ليبيا والتمدد الروسي ضمنها.. ملفات سياسية وأمنية بحقيبة بلينكن في النيجر

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 15 مارس 2023, 11:18 مساء
WTV_Frequency

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى النيجر يومي الأربعاء والخميس قادمًا من إثيوبيا، يستهدف من ورائها في المقام الأول تقليص النفوذ الروسي والصيني، وقطع أوصال تمدّده من الجارة ليبيا المحاصرة بمقاتلي «فاغنر».

وعقب أيام من جولة أداها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مناطق النفوذ التقليدية لباريس في القارة الأفريقية، وسط انتقادات من قادة تلك البلدان إزاء سياسات الغرب تجاهها، يحل بلينكن في النيجر في أول زيارة من نوعها إلى البلد الواقع في غرب أفريقيا، حاملاً ملف التحديات السياسية لدولة تشترك في حدود طويلة مع ليبيا والجزائر ومالي؛ إذ سيلتقي الرئيس محمد بازوم ووزير الخارجية حسومي مسعودو في العاصمة نيامي.

وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن بلينكن يناقش سبل تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والنيجر في مجالات الدبلوماسية والديمقراطية والتنمية والدفاع. كما سيقوم بإشراك الشباب من مناطق الصراع في النيجر وتعزيز التعاون في قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا بشأن القضايا المتعلقة بالسلام والأمن العالميين والإقليميين.

- «لا ينوون الرحيل».. اتهامات أميركية جديدة لـ«فاغنر» بمنع السلام في ليبيا
- واشنطن تتحرك بشكل ثلاثي الأبعاد ضد «فاغنر» في أفريقيا

التطبيع بين تل أبيب ونيامي
ويأتي ملف التطبيع بين تل أبيب ونيامي على رأس أولويات زيارة بلينكن إلى النيجر، حيث كشفت جريدة «إسرائيل اليوم» في تقرير لها أن إسرائيل تسعى للتطبيع مع أربع دول عربية وإسلامية، بما فيها إندونيسيا والصومال وموريتانيا، وفق تقرير الجريدة العبرية الأسبوع الماضي.

وتأتي الجولة الأميركية، في سياق الحرب العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي لم تؤثر على طموحات موسكو في بلدان ليبيا ومالي وأفريقيا الوسطى، فضاعفت من تركيزها على منطقة الساحل الأفريقي والتي تعتبر جزءًا مضطربًا من القارة يمتد تقريبًا من السنغال إلى البحر الأحمر. ومن خلال مجموعة «فاغنر» تتدخّل موسكو في هذه البلدان، على رأسها مالي وبوركينا فاسو، وتستفيد من أخطاء السياسة الغربية والمشاعر المتزايدة المعادية لأوروبا، والفشل طويل الأمد للجهات الفاعلة الدولية والمحلية في معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار الإقليمي، خاصة في ليبيا.

التنافس مع الوجود المتزايد للصين وروسيا في أفريقيا
وحسب مراقبين، ففي زيارتي بلينكن إلى إثيوبيا والنيجر رهانات مختلفة، ولكن بينهما مسألة واحدة مشتركة تتلخص في التنافس مع الوجود المتزايد للصين وروسيا في أفريقيا، ومنعهما من التوسّع.

وتملك الولايات المتحدة، وهي شريك رئيسي للنيجر ولديها قاعدة عسكرية في أغاديز الحدودية وقاعدة أخرى تديرها وكالة المخابرات المركزية في منطقة «ديركو»، لا تنوي ترك هذه الأرض للروس، حيث برمج الرئيس جو بايدن بعد زيارة أنتوني بلينكين جولة إلى أفريقيا هذا العام للحفاظ على الوجود الأميركي في القارة.

يأتي ذلك، في وقت حذّر فيه مسؤولون أفارقة وأوروبيون وأميركيون من أن مجموعة «فاغنر» تتوسع في تشاد التي تقع في موقع استراتيجي وسط الساحل، ولها حدود مفتوحة نسبيًا مع جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا والسودان، حيث ينشط المرتزقة الروس أيضًا، ويُزعم أن «فاغنر» قدمت دعمًا ماديًا وعمليًا للمتمردين التشاديين الذين يسعون إلى زعزعة الاستقرار، وربما الإطاحة بحكومة الرئيس التشادي المؤقت محمد إدريس ديبي إيتنو.

انسحاب المرتزقة من ليبيا
وفي 9 فبراير الجاري، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي إنّ لجنة «5+5» العسكرية اعتمدت آلية تنسيق لانسحاب القوات الأجنبية من البلاد بالتعاون مع النيجر والسودان وتشاد المجاورين. ولهذا الغرض كشف في إحاطته الأخيرة بمجلس الأمن الدولي أنه سيتوجه في الأسابيع المقبلة إلى هذه البلدان.

ويعني ذلك، أن الغرب يتخوّف من إقامة مرتزقة هذه البلدان علاقات مع «فاغنر»، ما يرسخ نفوذهم أكثر. وفي هذا السياق، قال الخبير في الشأن الليبي بالمجلس الأطلسي، عماد الدين بادي، في تقرير أخيرًا، إن التصدي لتغلغل مرتزقة فاغنر الروس يمرّ عبر ليبيا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة «بحاجة لوضع استقرار ليبيا كأولوية».

وأضاف أن الحرب في أوكرانيا دفعت هذه الميليشيا ومؤسسها، يفغيني بريغوزين، إلى الواجهة، حيث «تُركز الولايات المتحدة الآن على مواجهة وجودهم خارج أوكرانيا، لاسيما في أفريقيا». ووفقاً للخبير، فإن مرتزقة فاغنر بمثابة «أداة للسياسة الخارجية الخفية للكرملين»، وأن أنشطتهم في ليبيا «متعددة الأوجه، بما في ذلك العمليات العسكرية، وصيانة المعدات العسكرية، والخدمات الاستشارية السياسية، وعمليات التضليل والتأثير على وسائل التواصل الاجتماعي».

وبحسب عماد الدين بادي، فإن مرتزقة «فاغنر» تحصّنوا في جنوب وشرق ليبيا، واستولوا على القواعد الجوية وعسكروا بالقرب من حقول النفط والبنية التحتية للموارد الطبيعية، مشيرًا إلى أن الحصار الأخير الذي فرضته قوات القيادة العامة من جانب واحد خلال النصف الأول من العام 2022 خدم المصالح الجيوسياسية الروسية وأضر بمصالح الولايات المتحدة من خلال خنق إمدادات النفط إلى أوروبا ما أدى إلى تفاقم التضخم العالمي.

الوجود الروسي في ليبيا
وتحدث على أن «الوجود الروسي في ليبيا عبر المرتزقة نقطة تقاطع ذات نفوذ مركزي مكّنت من الناحية اللوجستية من تضخيم النفوذ الروسي في بوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومالي والسودان»، وأن كل ذلك جرى «خلال دعم السيطرة الشكلية للجيش الوطني الليبي التابع لحفتر على جنوب وشرق ليبيا».

ودعا واشنطن إلى «إعادة تأكيد موقفها على طول الجناح الجنوبي لحلف الناتو حيث أصبح الوجود الروسي في ليبيا والساحل يشكل تهديدًا»، مشيرًا إلى أن تركيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة على مواجهة فاغنر في الآونة الأخيرة بدأ يعطي ثماره.

وعلى سبيل المثال، أوضح أن أطرافًا ليبية، خاصة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، «سعى لإبعاد نفسه علنًا عن روسيا للحصول على دعم دولي أكبر»، كما «سعى فتحي باشاغا، رئيس الوزراء المنافس في شرق ليبيا، إلى النأي بنفسه عن موسكو على الرغم من تأييد الأخيرة لحكومته الموازية التي تأسست في أوائل العام 2022».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«طب الطوارئ» ترسل فرقا طبية إلى الجميل
«طب الطوارئ» ترسل فرقا طبية إلى الجميل
«المركزي»: الدفع الإلكتروني شرط الحصول على اعتمادات مستندية
«المركزي»: الدفع الإلكتروني شرط الحصول على اعتمادات مستندية
منع تزويد السيارات المخالفة بالوقود في منطقة الجنوب الشرقي
منع تزويد السيارات المخالفة بالوقود في منطقة الجنوب الشرقي
إرجاع الكهرباء لسوق الجمعة والنواحي الأربع
إرجاع الكهرباء لسوق الجمعة والنواحي الأربع
إزالة مبانٍ مخالفة وعشوائية في الكفرة
إزالة مبانٍ مخالفة وعشوائية في الكفرة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم