قللت «غرفة الطاقة الأفريقية» من الحديث المتفائل للغاية لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة بشأن مستقبل الإنتاج النفطي في ليبيا، إذ تأمل الوصول إلى إنتاج ثلاثة ملايين برميل يومياً بعد عامين أو ثلاث سنوات مقبلة، بينما قدرت الغرفة النسبة التي يمكن الوصول لها بـ1.8 مليون برميل.

وذكر تقرير للغرفة صدر أوائل يناير 2023 أن الطاقة الإنتاجية القصوى لدولة ليبيا من النفط لن تتجاوز حوالي 1.8 مليون برميل يومياً بحلول 2024، في حال أجريت الانتخابات وساد الاستقرار السياسي في البلاد؛ علماً أن الإنتاج الحالي لم يصل بعد إلى مليون و500 ألف برميل، واستقر في أغلب الأحوال عند مليون و100 أو 200 ألف برميل تقريباً.
وقالت الغرفة التي تعنى بالدفاع عن مصالح قطاع الطاقة في القارة السمراء إنه برغم ذلك، فإن ليبيا قد تشهد نمواً في قدرتها الإنتاجية خلال العام 2023.
وتسببت الانقطاعات النفطية في ليبيا في انخفاض إنتاج السوائل الأفريقية، بينما توقع التقرير أن يظل العرض مستقراً رغم تأثيرات الصراع السياسي الليبي على مستويات الإنتاج الأفريقي خلال 2022.

الانقسام السياسي يمنع استقرار الإنتاج
وحالت الانقسامات السياسية والأمنية في ليبيا دون استقرار الإنتاج، بعد انهيار الإمدادات في منتصف أبريل الماضي عندما أجبرت تظاهرات على إغلاق العديد من مواقع النفط ومحطات التصدير. فيما أقحمت المؤسسة الوطنية للنفط في الصراع السياسي ما أدى إلى استبدال رئيس مجلس إدارتها مصطفى صنع الله، بحسب الغرفة الأفريقية.

- للاطلاع على العدد «372» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

كما رجح التقرير أن تشهد ليبيا أقصى نمو نفطي على المدى المتوسط مقارنة بالعام 2022 شرط أن تهدأ النزاعات الداخلية، ووفق التقديرات قد يصل إنتاج ليبيا إلى 1.3 مليون برميل يومياً في 2023.
وضيّعت ليبيا باعتبارها مصدرة للنفط والغاز فرصة جني الثمار الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأوروبية على قطاع المحروقات الروسي. وحسب غرفة الطاقة الأفريقية فإن الإنتاج العالمي خلال العام الماضي يقدر
بـ81.16 مليون برميل في اليوم، بينما ستصل تدفقات 2023 إلى 85.3 مليون برميل في اليوم.
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان «توقعات عام 2023 لحالة الطاقة الأفريقية» أنه من المتوقع يشهد الطلب على منصات الحفر والتنقيب عن النفط والغاز زيادة ملحوظة خلال العام الجاري بقيادة دول شمال القارة منها ليبيا ومصر.
وأبرز التقرير أن القارة السمراء تمتلك أكثر من 125 مليار برميل من احتياطات النفط الخام المؤكدة، و600 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

التنقيب التركي والشراكات الأجنبية
وفي أعقاب تراجع الإنتاج بسبب الاضطرابات السياسية والانخفاض الطبيعي في المشروعات القديمة، تبذل ليبيا جهوداً متواصلة لزيادة استخراج احتياطات النفط، بما في ذلك صفقة موقعة بين حكومة الوحدة الموقتة وتركيا لإجراء أنشطة الاستكشاف والإنتاج. كما من المنتظر إحياء أنشطة التنقيب والإنتاج وزيادة الطلب على منصات الحفر في العام 2023.
واستنادا إلى تقرير لمنصة «إنرجي كابيتال آند باور» ستطلق الشركات العالمية الكبرى حملات استكشاف وإعادة تطوير ميدانية في ليبيا بما في ذلك أنشطة لشركة «إكوينور» النرويجية في حقلي حوض مرزوق (إن سي-186 وإن سي-17) في العام الجاري، فضلا عن برامج الاستكشاف الجديدة لشركة «ريبسول» الإسبانية.
ويقدر مرصد «أمن تدفقات الطاقة» الصادر عن معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي في آخر دراسة له ترتيب ليبيا من حيث حصتها العالمية من احتياطات النفط المؤكدة (تقليدي، وصخري) بـ48.2 مليار برميل أي ما يعادل 2.8 % من إجمالي الاحتياطي العالمي والأولى أفريقياً. أما ثروة الغاز المؤكد تقدر بـ 1.5 تريليون متر مكعب، أي الرابعة أفريقياً، بنسبة 0.7 % من احتياطات العالم.
وأكدت الدراسة الفرنسية الصادرة عن المعهد الحكومي أن ليبيا لديها كميات تكفي أكثر من 100 عام من احتياطات النفط، مضيفة: «قد تكون هذه النسبة أعلى من ذلك بكثير بسبب عدم اكتشاف جميع الاحتياطات بعد، إذ يعتبر حوض مرزق غير مكتشف كلياً إلى حد كبير».