رصد تقرير يوناني ثلاثة سيناريوهات حول ما تنطوي عليه خطط تركيا في المنطقة، بعد توقيعها مذكرة تفاهم مع حكومة الوحدة الوطنية الموقتة الأسبوع الماضي، تتيح التنقيب عن النفط والغاز في مناطق متنازع عليها بالبحر الأبيض المتوسط.

ولم تتفاجأ اليونان بمذكرة التفاهم؛ إذ جاءت تتويجا لخيار أنقرة الاستراتيجي لفتح منطقة خلاف جديدة مع أثينا، وفق ما قال الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدفاعية في كلية كينغز كوليدج لندن، إيمانويل كاراجيانيس لجريدة «أكثيمريني» اليونانية، اليوم الإثنين.

سيناريوهات التنقيب عن الغاز في المناطق المتنازع عليها
وأوضح أن تركيا تعزز وجودها في المنطقة الضعيفة لليونان، وفق ثلاثة سيناريوهات متوقعة، الأول هو أن تعمل سفن الحفر التركية في خليج السدرة قرب السواحل الليبية، دون التعدي على المنطقة الاقتصادية اليونانية الحصرية المطالب بها أو المحددة، وبعبارة أخرى «لن تقترب سفن الحفر التركية أو سفن المسح الزلزالي من جزيرة كريت» وهذا ما سيبقي التوتر عند مستوى مقبول ويمنع التصعيد إلى أزمة عسكرية.

وبخصوص السيناريو الثاني توقع الباحث قيام أنقرة بتحدي حقوق اليونان السيادية جنوب جزيرة كريت، لكن السفن التركية ستظل تتجنب المنطقة الاقتصادية الخالصة لليونان ومصر، وهذا يثير أسئلة مهمة حول الخط الأحمر اليوناني، هل هو على بعد ستة أميال بحرية، أو 12 ميلا بحريا، أم أنه يقع في المنطقة الاقتصادية الخالصة اليونانية؟

وأما السيناريو الثالث، فتقرر أنقرة إرسال سفينة حفر إلى المنطقة الاقتصادية اليونانية - المصرية، بمرافقة سفينة حربية من أجل فرض أحكام ما يسمى بمذكرة ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا، وفي ظل الظروف الحالية، فهو أيضا أقل احتمالا، طالما ظل التعاون الدفاعي اليوناني المصري وثيقا، فسوف يتجنب الجانب التركي تعطيل العلاقات مع القاهرة.

اليونان لا تنظر إلى الوضع في السواحل الليبية
ولفت إيمانويل كاراجيانيس إلى تغييب أثينا السواحل الليبية عن استراتيجيتها الوقائية، التي اقتصرت على التركيز على شرق بحر إيجه وقبرص. غير أنه أوصى بأخذ الظروف المتلاحقة، وجميع العوامل المختلفة في المنطقة بعين الاعتبار.

- وزير الخارجية اليوناني: لا يحق لحكومة الوحدة منح تركيا حق استكشاف الغاز بينما هي لا تتمتع بالسيادة
- ارتياح يوناني للمواقف المعارضة لمذكرة التفاهم الجديدة بين حكومة الوحدة وتركيا
- مع انتقاد برلين مذكرة «التنقيب».. ليبيا وشرق المتوسط ضمن مشاورات يونانية ألمانية
- الدبيبة يشرح بنود مذكرة التفاهم مع تركيا
- الخارجية التركية ترد على الموقف اليوناني والأوروبي من مذكرة التفاهم مع حكومة الدبيبة

كما دعا إلى مواجهة، ما وصفه بـ«التهديد الصادر عن تركيا»، عبر ركيزتين، الأولى تتعلق بالوسائل العسكرية المتاحة لليونان لمعاقبة الجانب المهاجم، إذا لزم الأمر. فمن وجهة نظر عسكرية، يعتقد أن وجود الأسطول التركي جنوب جزيرة كريت سيكون عملا محفوفا بالمخاطر للغاية. أما الركيزة الثانية تتعلق بقوة الإرادة السياسية لاستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر. والأهم من ذلك أن هناك حاجة إلى الوضوح المطلق بشأن الخطوط الحمراء التي وضعتها أثينا حتى يعرف الطرف الآخر ما الذي يمكن وما لن يتم التسامح معه.

ويرى الباحث في حال عدم تجاوز الطرف الآخر هذه الخطوط الحمراء، فهناك أمل في انحسار التوتر، مختتما بأن تركيا يبدو أنها تخطط للمطالبة بالمنطقة الاقتصادية الخالصة اليونانية المفترضة والمحددة، وعزل اليونان في نهاية المطاف عن شرق البحر الأبيض المتوسط، و«هذا شيء لا يمكن للحكومة اليونانية السماح به»، حسب تعبيره.