قال وكيل وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإدارية، جون باس، إن السفارة الأميركية بصدد العودة الفعلية للعمل من العاصمة الليبية طرابلس، بالنظر إلى تحسن الوضع الأمني، مشددًا على الحاجة إلى رؤية مزيد التحسن المستمر في الوضع الأمني بشكل عام، ومزيد الاستقرار في ليبيا.

الانتخابات تتصدر محادثات باس مع حكومة الوحدة الوطنية
وشدد جون باس، في مقابلة مع وكالة الأنباء الليبية «وال»، على أن المحادثات التي أجراها اليوم في وزارة الخارجية الليبية هي «لنقل رسالة إلى حكومة الوحدة الوطنية حول أهمية المضي قدمًا في التحضير للانتخابات، والعمل مع الحكومة لمتابعة إجراء الانتخابات كإسهام مهم لبناء استقرار طويل الأمد يمكِّن من استعادة السفارة العمل».

- خبراء لـ«فرانس برس»: المجتمع الدولي لا يرغب في اندلاع سيناريو الحرب في ليبيا
- نورلاند يناقش مع رؤساء لجان بمجلس الدولة جهود إرساء قاعدة دستورية
- نورلاند: ناقشت مع باشاغا آفاق مسار موثوق لإجراء الانتخابات​
- نورلاند: أعربت للمنفي عن تقديري لدعمه مقترح وليامز بشأن القاعدة الدستورية

وفيما أشار إلى أن العقبات السابقة أمام عودة عمل السفارة كانت تتمحور حول العمليات اللوجستية، شدد على أن الانتخابات «مهمة أيضًا لتهيئة المناخ السياسي المناسب لعودة مزيد السفارات الأجنبية إلى ليبيا، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية».

أول زيارة خارجية لباس إلى ليبيا
وقال وكيل وزير الخارجية الأميركي إن زيارته اليوم للعاصمة الليبية طرابلس، هي أولى مهامه الخارجية منذ توليه مسؤولية عمليات السفارات الأميركية، وهو ما يؤكد الأهمية التي توليها بلاده لعودة السفارة الأميركية للعمل من طرابلس.

وقال، في المقابلة، التي حضرها السفير ريتشارد نورلاند، ومساعد وزير الأمن الدبلوماسي الأميركي جينتري سميث، إن عودة السفارة الأميركية للعمل من طرابلس ستتيح للسفير الأميركي العمل مباشرة مع الليبيين من العاصمة، بدلًا عن السفر من تونس إلى طرابلس.

ولفت المسؤول الأميركي إلى أن بلاده لا تزال تعتقد في أهمية المضي قدمًا في طريق الانتخابات، وستستمر في دعم المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد صيغة صحية تمكِّن الكيانات والجهات المختلفة في ليبيا من التوصل إلى اتفاق والتحرك إلى الأمام.

وأوضح باس أن «حالة الانسداد الحالي ليست حلًّا، وعليه يجب انتهاز الفرصة في هذا الوقت للاستفادة من اهتمام المجتمع الدولي بالشأن الليبي وتحقيق تقدم إلى الإمام».

السيناريوهات البديلة
وحول السيناريوهات البديلة في حالة عدم التمكُّن من الوصول إلى «تواريخ محددة» لإجراء الانتخابات، قال باس: «من الأهمية بمكان الحديث عن المقاربات التي يتخذها الناس للاستثمار في هذه العملية وإيجاد مجالات التوافق المشتركة، وأن ما فهمته أن هناك رغبة كبيرة للناس في هذا البلد بأن تكون لهم فرصة للمشاركة في الانتخابات واختيار قياداتهم المستقبلية».

وعن كيفية التعامل الأميركي مع المسألة الليبية في ظل وجود حكومتين، قال: «إن جهودنا تدعم جهود المبعوثة الأممية وليامز في إيجاد الصيغة المناسبة والطريق السليم للانتخابات، لأن الأهمية لا تكمن فيما نعتقد نحن في مَن يجب أن يحكم ليبيا، الأهمية تكمن في أن يقرر الليبيون ذلك عبر الانتخابات، وأستطيع أن أتفهم قلقهم في هذا الشأن».

تأثير الحرب في أوكرانيا على المسألة الليبية
وحول تأثير الحرب في أوكرانيا على المسألة الليبية، قال باس: «عندما نجلس مع وزير الخارجية بلينكن، وكبار مسؤولي الخارجية نتحدث عن النزاع في أوكرانيا والجهود الواسعة لحشد المجتمع الدولي للتعامل مع (عدوان بوتين) فإننا نتحدث أيضًا عن قضايا أخرى ملحة تواجه الولايات المتحدة وأصدقاءنا وشركاءنا حول العالم، كما نتحدث أيضًا عن حالة الانسداد السياسي في ليبيا، وكيف يحاول السفير الأميركي نورلاند وزملاؤه دعم الجهود لإنهاء هذا الانسداد».

وحول موقف الولايات المتحدة للضغط على الأطراف الخارجية المتدخلة في ليبيا، قال المسؤول الأميركي: «أعتقد مجددًا أننا راغبون في مساعدة كل من يعمل في سبيل تحقيق مستقبل آمن ومزدهر للشعب الليبي، ونحن ملتزمون بهذا التوجه، وندعو الفاعلين الخارجيين الذين يعملون ضد هذه النتائج ويخلقون المشاكل، أن يشتركوا معنا في الإيمان بهذا الهدف».