Atwasat

3 خبراء يحذرون من سيناريو «المواعيد الجديدة» للانتخابات دون معالجة «أسباب الانسداد»

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 17 ديسمبر 2021, 09:11 مساء
WTV_Frequency

تبخرت احتمالية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر 24 ديسمبر المقبل، وفق تقرير فرنسي اعتمد على وجهات نظر ثلاثة خبراء، أجمعوا على أن الاقتراع حتى في حال تأجيله أشهرًا قليلة، فإن الأسباب نفسها التي تؤدي إلى تأخيره ستقود إلى النتائج نفسها، فيما سيتسبب التأجيل في إضعاف حكومة الوحدة الوطنية الموقتة.

لم يعد هناك «الكثير من الشك» بشأن تأجيل انتخابات ديسمبر؛ إذ يبدو أن الانتقال السياسي بعيد المنال، وفق تقديرات المحلل السياسي والباحث المتخصص في ليبيا حسن موراجيه الذي أشار في تقرير لجريدة «لاتريبيون» الفرنسية اليوم الجمعة إلى بحث السكان عن مخرج من المأزق السياسي العسكري الذي يبطئ أي عملية مصالحة وطنية.

ومن بين أسباب الانسداد، يُذكر التقرير الفرنسي بقوانين الانتخابات الصادرة عن مجلس النواب، التي «كشفت عن هشاشة الإطار التشريعي في العملية الانتخابية» التي تغطي جولتين من الاقتراع الرئاسي والبرلماني.

ماذا يحدث بعد الجولة الأولى؟
وبمجرد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات لو تمت، «ماذا سيحدث بعدها؟»، يتساءل الباحث جليل حرشاوي، مؤكدًا أن بعد ذلك سيكون هناك الكثير من الاحتجاجات بسبب قانون انتخاب رئيس الدولة الهش وغير المكتمل، وفي جميع الاحتمالات «سيتوقف كل شيء ولن يلتزم بالمواعيد النهائية الأخرى».

ويعتقد حرشاوي أنه بالنسبة لمن يستطيع القراءة بين السطور فقد تم التأجيل بالفعل، ففي الواقع يجب التحقق من صحة قائمة المرشحين ونشرها، وبعدها ينص القانون على أسبوعين من الحملة الانتخابية قبل الموعد، وهو ما لم يحدث بعد، متوقعًا تحديد موعد جديد قد يكون في فبراير أو مارس المقبل، وحذر من تسبب الأسباب نفسها في النتائج نفسها.

ويطرح حسن موراجيه مسألة غياب دستور في ليبيا، حيث وضعت السلطة التشريعية قانونًا انتخابيًا «مطعونًا فيه»، وقد يؤدي لتأجيل الانتخابات الرئاسية، وإضعاف حكومة الوحدة التي شكلتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

- «رويترز»: إصرار دولي على الانتخابات دون الإشارة إلى الموعد
- جريدة «الوسط»: كل الطرق تقود إلى تأجيل انتخابات 24 ديسمبر
- «أسوشيتد برس» ترسم صورة غامضة للانتخابات الليبية.. وتتنبأ بالفوضى
- تقرير فرنسي: غموض حول إجراء الانتخابات الليبية في موعدها.. والجميع صامتون

وتابع: «إذا فشلت عملية الانتقال، لا يوجد ما يحتوي العنف قبل أو بعد الانتخابات، ولا يوجد ضمانات لقبول نتيجة صندوق الاقتراع» مستحضرًا ما حدث في الولايات المتحدة عندما غزا أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى «كونغرس» إثر خسارته الانتخابات، لكن آليات الحماية هناك احتوت الانفلات الأمني، معلقًا: «لكن ما هو البديل الموجود في ليبيا حيال هذه المسألة؟».

وفي حين أن بعض المرشحين لديهم مصلحة في الإبقاء على الانتخابات في موعدها، فإن الجهات الفاعلة الأخرى التي تكون فرص فوزها ضئيلة «ستلقي باللوم على منظمي الاقتراع بفشلها» وفق رأي الباحثة بمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا فيرجيني كولومبييه.

التأجيل في صالح الدبيبة
وسلط التقرير الفرنسي الضوء على «المرشحين البارزين» في الانتخابات الرئاسة، ومنهم عبدالحميد الدبيبة «الذي استطاع أن يجتذب جزءًا من السكان» من خلال إطلاقه منح الأسرة والزواج وزيادة رواتب المعلمين، وتوزيع المنح الدراسية للطلاب.

وأضاف: «عندما وعد بالمضي قدمًا في زيادات للرواتب، مال السكان إلى تصديق رجل الأعمال المخضرم المقرب من محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير».

ويرى الباحث حرشاوي إن تمديد مهام الدبيبة «سيسمح له بتوسيع قاعدته الانتخابية» في ضوء الانتخابات المقبلة، «حيث يريد استخدام المال لحل المشكلات السياسية، ما يزعج الكثير من الليبيين» لكن بالنسبة لبعض الدبلوماسيين الدوليين «فهو أفضل من الحرب».

روسيا تبتعد عن حفتر
ويرى حرشاوي إن أنصار الأمس للقيادة العامة والمرشح خليفة حفتر تراجعوا بسبب ضعف الأداء العسكري خلال الفترة الماضية، معقبًا: «روسيا ابتعدت، وقد تفضل رئيس حكومة له علاقات تجارية قوية معها، أو المرشح سيف الإسلام القذافي».

بينما لفت فيرجيني كولومبييه إلى «تحالفات في الكواليس» حيث حاول حفتر «للتوصل إلى اتفاقات» مع الحكومة في طرابلس من شأنها أن تمنحها« حق تكريس الدولة الآمنة مرة أخرى»، متابعة: «يبدو أن هناك صفقات.. لكن هل من مصلحة الدبيبة حقًا إقامة تحالف مع حفتر؟».

لا يجب استبعاد سيف القذافي
ثم أشار التقرير الفرنسي إلى سيف القذافي، الذي اختفى فترة طويلة، ثم ظهر أخيرًا ليعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية، رغم ملاحقته من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية».

ويفضل كولومبييه عدم استبعاده من الترشح «فقد أصبح الرجل رمزًا»، ليس لأولئك الذين يحنون إلى النظام القديم فقط، ولكن أيضًا للمكوِّن الاجتماعي والقبلي الذي يمثله، ويمكن أن يكون له تأثير كبير في الميزان الانتخابي، و«مع ذلك فإن غيابه لمدة عشر سنوات أضعف نفوذه».

تحذير من عودة الصراع
ويرى مراقبون أن التوترات بين مؤيدي سيف القذافي وحفتر، وبدرجة أقل أنصار الدبيبة، واضحة، ففي حين لا يبدو أن نزاعًا شديد الحدة ممكنًا في المستقبل، لاسيما بسبب الوجود العسكري الأجنبي، الروسي والتركي على وجه الخصوص، «فإن خطر تصعيد العنف يبقى قائمًا»، لافتة إلى «تدهور الوضع الأمني في منطقة سبها» خلال الأيام الماضية.

وقال التقرير إنه لا يمكن استبعاد خطر معارضة الكتلتين الرئيسيتين في الشرق والغرب لمسألة الانتخابات، ما يمكن أن يتسبب في انقسام جديد مع حكومتين متوازيتين، مردفًا «لذلك يمكن للمرء أن يتساءل عن إصرار المجتمع الدولي لتنظيم انتخابات رئاسية لا يوجد ما يضمن قبولها من غالبية الليبيين».

واختتمت «لاتريبيون» بأن الوضع الليبي مشابه لما يحدث في مالي وأفغانستان والعراق، حيث الظروف نفسها، إذ تركز الأدوات المقترحة على تجديد الشرعية التي من شأنها أن تمر بالضرورة من خلال تنظيم الانتخابات في سياق يكون فيه «الافتقار التام» إلى التوافق في الآراء بشأن الإطار الدستوري والقوانين الانتخابية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مصرف الجمهورية يبدأ قبول إيداع ورقة الخمسين دينارا غداً
مصرف الجمهورية يبدأ قبول إيداع ورقة الخمسين دينارا غداً
«وسط الخبر» يناقش: روسيا تعزز وجودها في ليبيا.. فما هو القادم؟
«وسط الخبر» يناقش: روسيا تعزز وجودها في ليبيا.. فما هو القادم؟
إردوغان والكبير يبحثان زيادة التعاون في المجال المصرفي
إردوغان والكبير يبحثان زيادة التعاون في المجال المصرفي
ورقة الخمسين دينارًا تربك الأسواق.. والمواطنون يشتكون
ورقة الخمسين دينارًا تربك الأسواق.. والمواطنون يشتكون
شاهد في «هذا المساء»: ماذا وراء زيارة الدبيبة إلى إثيوبيا؟
شاهد في «هذا المساء»: ماذا وراء زيارة الدبيبة إلى إثيوبيا؟
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم