Atwasat

ورقة النفط ستحدد مصير الحل السياسي

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 16 مارس 2017, 06:40 مساء
WTV_Frequency

«حرب الهلال النفطي، تخلط الأوراق أم تعيد ترتيبها؟»، كان هذا هو العنوان الرئيسي الذي تصدر الصفحة الأولى من العدد الماضي لجريدة «الوسط»، إثر تمكن ما يعرف بـ«سرايا الدفاع عن بنغازي» من السيطرة على موانئ «الهلال النفطي»، وإقصاء قوات الجيش التي كانت تتمركز هناك، واليوم بعد أن تمكن الجيش من استعادة السيطرة على المنطقة وطرد «السرايا» يطرح السؤال مجددًا: هل يخلط هذا التطور الأوراق من جديد أم جاء ليعيد ترتيبها؟! وإن كانت الأمور استقرت حتى الآن على وضعها الحالي بتمركز قوات الجيش في المنطقة، إلا أن الخطوة القادمة المنتظرة من قبل القائد العام للجيش، المشير خليفة حفتر، ستحدد الاتجاه الذي ستأخذه تداعيات الحدث.

اتجاهين للأحداث
ووفق المؤشرات التي عكستها ردود فعل الأطراف المؤيدة للجيش فإن الأمر قد ينحصر في اتجاهين: الأول هو الدعوة إلى تسليم الموانئ النفطية إلى المؤسسة الوطنية للنفط ببنغازي التي يرأسها ناجي المغربي، ما يعني إلغاء اتفاق المؤسسة الواحدة برئاسة المهندس مصطفى صنع الله، وفي هذه الحالة سيكون ما حدث هو خلط للأوراق، بالنظر إلى ما قد يسفر ذلك عنه من ردود فعل الدول الغربية المؤثرة في المشهد الليبي (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وإيطاليا) التي شددت في بيان بالخصوص على أن تبقى المنشآت النفطية «تحت الإشراف الحصري للمؤسسة الوطنية للنفط، وفقًا لقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 2259 و2278، وطبيعة الموقف الذي ستتخذه، ما إذا سلمت الموانئ بالفعل إلى الجهة التي تتبع «الحكومة الموقتة» غير المعترف بها دوليًّا.

لمطالعة العدد 69 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

أما الاتجاه الثاني فهو استخدام وضع اليد على «الهلال النفطي» كورقة قوية في أي عملية سياسية قادمة، وهو ما كان ينبغي أن يفعله المشير خليفة حفتر في المرة السابقة التي سيطر فيها على المنطقة بعد طرد إبراهيم الجضران منها، وهنا سنسمي ذلك إعادة ترتيب للأوراق، ومن الممكن والمنطقي هنا أن يتعامل رعاة العملية السلمية مع اتجاه كهذا، في هذه الأثناء كان السفير البريطاني لدى ليبيا، بيتر ميليت، أول دبلوماسي أجنبي يلتقيه المشير حفتر في المرج بعد استعادة الجيش «الهلال النفطي».

في انتظار ردود الأفعال
وما زلنا في انتظار ردود فعل المبعوث الأممي إلى ليبيا والدول الراعية للاتفاق السياسي والداعية للحل السياسي، ومن المتوقع أن تستمر في دعوتها إلى الحوار، والتشديد على الحل السياسي للأزمة الليبية.

وفي هذا السياق فمن غير المستبعد أن تتجدد الدعوة إلى لقاء ثنائي يجمع الطرفين الأساسيين في الأزمة، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، قد نرى غدًا مناورات وتسويفات عديدة من هذا الطرف أو ذاك عبر تصريحات وتسريبات إعلامية، لتأكيد كل طرف أنه في الموقع التفاوضي الأقوى.

غير أن الإصرار الذي لمسه الجميع تقريبًا من قبل الأطراف الدولية الفاعلة ومن قبل دول الجوار على التمسك بالحل السياسي للأزمة الليبية، ودعوة أطرافها إلى الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض، وهو ما يسمى بالإرادة الدولية، سيكون كفيلاً وعبر ما تملكه من إمكانات الضغط لإقناع كافة الأطراف إلى خيار الحوار.

وفي انتظار ما سيؤول إليه الوضع في العاصمة طرابلس، فإننا نتوقع دعوة جديدة لجمع الأطراف، أو طرح مبادرة في هذا الاتجاه قد تكون عبر دول الجوار الثلاث (مصر والجزائر وتونس)، التي توقفت مساعيها موقتًا جراء التطورات التي شهدتها منطقة «الهلال النفطي» على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سقوط 4 أبراج ضغط عالٍ لنقل الكهرباء جنوب بني وليد
سقوط 4 أبراج ضغط عالٍ لنقل الكهرباء جنوب بني وليد
الدبيبة يناقش المشروعات المتوقفة بين مؤسسة الاستثمار وصندوق الإنماء
الدبيبة يناقش المشروعات المتوقفة بين مؤسسة الاستثمار وصندوق ...
بلدية بنغازي: استعداد أميركي لدعم جهود إدارة صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا
بلدية بنغازي: استعداد أميركي لدعم جهود إدارة صندوق التنمية وإعادة...
ضبط 6 مطلوبين في قضايا مشاجرة وإيذاء بطرابلس
ضبط 6 مطلوبين في قضايا مشاجرة وإيذاء بطرابلس
«الكهرباء» تباشر صيانة الأبراج المتضررة من الطقس في بني وليد
«الكهرباء» تباشر صيانة الأبراج المتضررة من الطقس في بني وليد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم