اهتمت الصحافة العربية في تناولها اليوم الجمعة الأوضاع الليبية بما تشهده العاصمة من اشتباكات مسلحة، تزامنت مع اجتماع فائز السراج رئيس الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة مع السفير صلاح الدين الجمالي مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية المكلف بالملف الليبي، فيما استعرضت في السياق تصريحات من الرئيس التونسي عن الوضع بليبيا، وكذا تفاصيل اتصال هاتفي تلقاه السراج من وزير الخارجية المصري أمس.

تجدد الاشتباكات في طرابلس
وأوردت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية، أن اشتباكات تجددت في العاصمة الليبية طرابلس، مساء أول من أمس، فيما تعرض مسؤول الثقافة في حكومة الوفاق الوطني للضرب من طرف أشخاص هاجموا مقر الوزارة أمس، وذلك بالتزامن مع اجتماع فائز السراج رئيس الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة مع السفير صلاح الدين الجمالي مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية المكلف الملف الليبي.وقالت مصادر أمنية وسكان محليون إنهم سمعوا دوي انفجارات وإطلاق أسلحة خفيفة ومتوسطة بمنطقة القصور الرئاسية وسط العاصمة.

وتحدثت مصادر بوزارة الثقافة في حكومة السراج، وفق الجريدة، عن تعرض الوزير المكلف للضرب من أشخاص مجهولين بعد عملية إطلاق نار مفاجئة على مقر الوزارة أمس في طرابلس.

السراج قال إن لقاءه مع مبعوث الجامعة العربية يأتي في إطار سعيها لإيجاد أرضية توافقية تجمع كل الأطراف

وذكرت الجريدة أنه سبق أن اعتدت ميلشيات مسلحة وقادة كتائب على مسؤولين حكوميين ورسميين لأسباب مختلفة على مدى العامين الماضيين.

وفي سياق آخر، قال السراج إن لقاءه مع مبعوث الجامعة العربية يأتي في إطار سعيها لإيجاد أرضية توافقية تجمع الأطراف الليبية المختلفة، والإعداد لطرح بعض الحلول والمقترحات العملية،التي يمكن مناقشتها خلال مؤتمر القمة العربية القادم، التي ستعقد في العاصمة الأردنية عمان نهاية الشهر المقبل.

تونس: نقف على مسافة واحدة من الجميع بليبيا
إلى ذلك، نقلت جريدة «الخليج» الإماراتية، عن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إن تونس تقف على نفس المسافة من جميع الأطراف الليبية ضمن مساعي دول المنطقة إلى التوصل إلى حل سياسي شامل في ليبيا.وجاءت تصريحات السبسي لدى لقائه رئيس مجلس الدولة في ليبيا عبدالرحمن السويحلي، الذي يزور تونس حاليًا بدعوة من رئيس البرلمان.

وتجري شخصيات سياسية في ليبيا مشاورات مستمرة مع مسؤولي الدول الثلاث في تونس والجزائر ومصر بهدف التوصل إلى حل توافقي للأزمة الليبية.

السبسي: تونس حريصة على عدم التدخل في الشأن الليبي الداخلي والوقوف على مسافة واحدة من الجميع

وقال السبسي: «تونس حريصة على عدم التدخل في الشأن الليبي الداخلي والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف»، وأضاف: «إن الوثيقة تهدف إلى تسهيل وتشجيع الحوار بين مختلف الأطراف الليبية، وتكثيف التشاور معها لتقريب وجهات النظر وإقناعها بأهمية تجاوز الخلافات للوصول إلى توافق ليبي ليبي».

وصرح السويحلي: «أنه لا خيار أمام الليبيين، إلا خيار السلام والتوافق لتحقيق الاستقرار في ربوع ليبيا»، مضيفًا أن «الوضع الراهن لم يعد يحتمل الانتظار».

ولفت السويحلي إلى أهمية الاستفادة من مبادرة التسوية ومن زخم دعم دول الجوار وتقبل الشعب الليبي لها للوصول إلى حل سريع للأزمة.

السراج يتلقى اتصالاً من شكري
أما جريدة «الأهرام» المصرية، أن وزير الخارجية المصري سامح شكري أجرى اتصالاً هاتفيًا أمس مع فائز السراج، للاطمئنان عليه بعد تعرض موكبه لإطلاق نار كثيف خلال مروره في العاصمة الليبية طرابلس من قبل مجموعة مسلحة.وصرح المستشار أحمد أبو زيد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الجانبين بحثا آخر المستجدات والتطورات على الساحة الليبية، مشيرًا إلى أن شكرى أطلع السراج على نتائج الاجتماع الثلاثي الذي عُقد في تونس في 19 فبراير، كما استعرض معه نتائج المشاورات التى أجرتها كل من تونس ومصر والجزائر مع ممثلي المشهد السياسي الليبي بهدف تقريب وجهات النظر بينهم.

وشدد على أن إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة في ليبيا ينبغي أن ينبع من جهود وطنية ليبية خالصة ودون تدخل أجنبي، وفي إطار الحفاظ على استقلالية وسيادة الأراضي الليبية.

إنقاذ 730 مهاجرًا قبالة ليبيا
ومن جانبها، أوردت جريدة «العرب» اللندنية، عن خفر السواحل الإيطالي ومنظمة «أس أو أس المتوسط» أنه تم إنقاذ نحو 730 مهاجرًا، الأربعاء، قبالة السواحل الليبية بينهم مجموعة من 75 بنغاليًا، خلال سبع عمليات إنقاذ منفصلة.

ووفق خفر السواحل الذي يتولى تنسيق كل عمليات الإنقاذ في المتوسط، تم إنقاذ هؤلاء المهاجرين ومعظمهم من أفريقيا. وتم انتشال هؤلاء المهاجرين الذين ينتمي معظم إلى أفريقيا جنوب الصحراء، بنغلاديش تحديدًا، خلال سبع عمليات.

وأوضحت منظمة «أس أو أس المتوسط»، من جهتها، أنه تم إنقاذ 394 شخصًا، بينهم 75 بنغاليًا. وأفادت المنظمة عن إنقاذ طفلين، الأربعاء، كانا على متن قوارب مطاطية.وأعلن خفر السواحل الإيطالي الثلاثاء إنقاذ نحو 630 مهاجرًا قبالة السواحل الليبية، كانوا على متن قارب كبير وزورق مطاطي.