استبعد مركز «ستراتفور» الأميركي للدراسات الأمنية إمكانية التوصل إلى توافق سياسي في أي وقت قريب، وذلك عقب فشل المحاولة الأخيرة لعقد اجتماع بين الطرفين الرئيسيين في ليبيا (في إشارة إلى رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر).

وقال المركز في تقرير نشره موقعه الإلكتروني إنه «رغم موافقة الطرفين التفاوض عبر وسيط، وتأكيد التزامهما بمواصلة التفاوض، إلا أنه من المستبعد أن يصل الطرفان إلى توافق في أي وقت قريب».

«فشل المفاوضات وزيادة نفوذ حفتر المستمر يعني تقويض سلطة حكومة الوفاق الوطني في طرابلس»

وأضاف: «إن نفوذ خليفة حفتر يزداد بشكل مطرد في ليبيا منذ بدء حملته العسكرية في مدينة بنغازي العام 2014، والآن، يقر معارضوه والأطراف الدولية بأن مشاركته في العملية السياسة أمر حيوي لتشكيل حكومة فعالة».

ووصف التقرير حفتر بأنه «شخص لا غنى عنه»، وقال: «أعطى ذلك حفتر اليد العليا في المفاوضات، وسمح له بالتشبث بمطالبه، وأبرزها تولي منصب القيادة العليا للجيش، على عكس نظرائه في حكومة الوفاق الوطني، التي يبدو أنها تخسر شرعيتها».

وحذر المركز الأميركي من أن «فشل المفاوضات وزيادة نفوذ حفتر المستمر يعني تقويض سلطة حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. فالحكومة لا تحظى بتأييد كبير في غرب ليبيا، ولا تملك قوى عسكرية تساعدها على كسب حسم المعركة، إذ تسيطر مجموعات عسكرية موالية للمجلس الوطني العام على معظم المناطق حول العاصمة».

وظهرت خلال الآونة الأخيرة عدة مبادرات دبلوماسية لإعادة التفاوض بشأن نصوص الاتفاق السياسي الليبي للتوصل إلى حل عملي يحظى بموافقة الجميع. وحاولت روسيا وأوروبا وتونس والجزائر عقد لقاء بين فائز السراج وخليفة حفتر. ونسقت مصر اجتماعًا بين الطرفين، هو الأول من نوعه منذ عام، لكنه فشل مع رفض حفتر لقاء السراج.