استأنف مصنع المزرعة لإنتاج الدقيق في مدينة سبها أعماله بعد توقفه قرابة العام بسبب مشاكل إدارية وفنية، التي ترافقت مع الأوضاع الراهنة في البلاد.

وتجولت عدسة «بوابة الوسط»، اليوم الاثنين، في المصنع والتقت مع مديرية التنفيذي، طراد يونس الكمباص، الذي أكد أن المشاكل الفنية والإدارية وتوقف الاعتمادات المالية كانت من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى توقف إنتاج المصنع وارتفاع أسعار الدقيق في السوق، مما أثر على أسعار الخبز الذي يعد من أهم السلع اليومية للمواطنين.

وأكد الكمباص لـ«بوابة الوسط» الموافقة على اعتماد مالي عن طريق مصرف شمال أفريقيا ببلدية البوانيس والمصرف المركزي، مشيرًا إلى أن أول شحنة من «القمح الطري» وصلت قبل فترة، وأن المصنع في مرحلة الإنتاج والتسويق.

وأشار المدير التنفيذي لمصنع المزرعة لإنتاج الدقيق إلى أن المصنع يعاني ديونًا مستحقة على صندوق موازنة الأسعار تبلغ قيمتها حوالي 35 مليون دينار، لافتًا إلى أن المصنع عالج المشاكل الفنية المترتبة على مغادرة المهندسين والفنيين الأتراك بسبب الظروف الأمنية في البلاد عن طريق الاعتماد على مهندسين وفنيين ليبيين.

وأوضح الكمباص أن الكوادر الليبية جرى تدريبهم «بمساعدة مهندسين من تركيا»، وهم يشرفون الآن على سير العمل والإنتاج والمتابعة بالمصنع، إلا أنه نبه إلى أن ضعف التيار الكهربائي تسبب في عدم تشغيل المصنع بكامل طاقته، وهو ما اضطر المصنع إلى تشغيل مولد للكهرباء يستهلك حوالي 200 لتر من وقود الديزل في الساعة.

وأضاف أن المصنع يسوق الآن إنتاجه إلى المخابز والتجار «بسعر 65 دينارًا للقنطار الواحد، بينما تباع أكياس الدقيق حجم 10كلغ بسعر 9 دينارات»، لافتًا إلى أن أسعار مواد التعبئة التي يشتريها المصنع «مرتفعة جدًا»، لكنه اعتبر أن هذه الأسعار مناسبة لأن تكون فردة الخبز بحجمها الطبيعي وسعرها الطبيعي.

وبيّن الكمباص أن دقيق الخبز والحلويات يعتمد على «القمح الطري» المستورد، مشيرًا إلى أن أغلب مزارعي القمح في الجنوب يزرعون «القمح الصلب الذي يستخدم في صناعة السميد والكسكسي وغيرها ولا يستخدم في صناعة الخبز»، لكنه أرجع السبب في ذلك إلى ما يعانيه المزارعون في الجنوب يعانون ضعف وقلة التيار الكهربائي وارتفاع سعر الأدوية والمبيدات والأسمدة اللازمة لزراعة القمح الطري المستخدم في دقيق الخبز.

ولفت الكمباص إلى أن المصنع يضطر إلى يعتمد بنسبة «80 % على القمح الطري المستورد و20 % من القمح المحلي من الجنوب»، مطالبًا الجهات المسؤولة من المجالس البلدية والحكومية بضرورة دعم مزارعي القمح ومنتجي الدقيق لأنهم حلقة واحدة في عملية إنتاج رغيف الخبز.