Atwasat

في العيد.. كلنا ليبيون

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 06 يوليو 2016, 04:13 مساء
WTV_Frequency

تختلف المدن وتبقى العادات واحدة

بينما يلملم شهر رمضان الكريم آخر خيوطه، تهل أيام عيد الفطر المبارك، بنفحات الفرح الممزوجة بألم، فرغم فرحة الليبيين بقدوم العيد بعد شهر من الطاعات والروحانيات، ما زال في الحلق غصة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، وسط حلم واحد يجتمع عليه الجميع وهو أن يتحقق التوافق بين جميع الفرقاء وتنتهي أسباب الأزمة التي تعيشها البلاد حاليا.

وبعيدا عن وجع السياسة وآلام الصراع بين الفرقاء، يستعد الليبيون، وخاصة الصغار، لاستقبال عيد الفطر، بكل شغف من أجل إطلاق العنان لأرواح تتلمس الفرحة في أي مناسبة تجمع شمل أبناء الوطن الواحد في مختلف المدن والمناطق.

وتتميز ليبيا بتنوعها الثقافي والحضاري والديموغرافي، فهي بوتقة صهرت فيها ألوان من التراث والميراث، وهو ما يكشف سر اختلاف عادات وتقاليد الاحتفال بالعيد «الصغير»، كما يسميه الليبيون، من مكان لآخر، ففي هذه المنطقة قد تجد زيا يرتديه الكبار والصغار يختلف عن ذاك الزي الذي يرتديه أهل منطقة أخرى، قد تكون مجاورة.

الصلاة في الساحات الكبرى ومعايدة الأهل والأحباب وتناول الحلوى.. طقوس تجمعنا

فكما تقول إحداهن: «تختلف مظاهر العيد من ملبس ومأكل من منطقة لأخرى، وقد تكون المسافة بين هذه وتلك بضعة كيلومترات، لكن لكل منطقة أكلة مفضلة، تعد في صباح يوم العيد، وربما من منذ شروق الشمس، فهنا نعد الفطيرة، وهناك يعدون شيئا آخر»، وهكذا لا يتوقف الأمر عند الاختلاف في الأزياء التي يرتديها المحتفلون بالعيد، فهناك مظاهر أخرى تبدأ من الصلاة في الساحات الكبرى ثم المرور على الأهل والجيران والأصدقاء لتبادل التهاني، وبعدها العودة للمنزل لتناول الفطور والحلوى والأكلات التي تميز عيد الفطر.

وفي هذه السطور نستعرض الرحلة بكامل أبعادها، اعتمادا على ما اعتاد عليه الليبيون في مختلف المناطق على مدار عقود مضت، ربما تغيرت بعض العادات وحلت أخرى، لكن تبقى روح العيد وفرحته وبهجته المنعكسة على وجوه الأطفال ببراءتهم التي لم تلوثها الصراعات السياسية والاختلاف الأيديولوجية.

بنغازي.. لا اختلاف

تتميز أجواء العيد في ليبيا بازدحام شديد في الأسواق والمحال التجارية، وقبل أيام قليلة من حلول العيد وخلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان يزداد الطلب على كثير من السلع مثل الملابس وألعاب الأطفال والحلويات، في عيد الفطر أو العيد الصغير كما يسميه الليبيون، تحرص كل الأسر على تحضير بعض الحلويات التقليدية مثل «الكعك الحلو والكعك المالح والغريبة» وغيرها من الحلويات الليبية، التي يقبل عليها الجميع، وتمثل واحدا من طقوس هذا اليوم المبارك، وتقدم هذه الحلويات للضيوف والعائلات التي تتبادل الزيارات والمعايدات، كما أنها تقدم مع العصائر والقهوة والشاي.

يرى فاتح الخشمي من منطقة دريانة (شرق بنغازي) أنه «لا وجود لأي اختلاف، فهذا اليوم يبدأ بصلاة العيد وينتهي بالزيارات العائلية، وعادة لا تكون هناك مراسم احتفالية في القرى مثل المدن.. والأهالي منطقة بنغازي الكبرى يحتفلون صباح أول أيام العيد بأكلة العصيدة وهناك من يقوم بصنع أكلة مقطع بالحليب بدل العصيدة».

أهالي مدينة طرابلس يعدون أكلة السفنز صباح العيد، أما في مدينة المرقب فيعدون الفطائر والفطاطيح وفي مدن الشرق العصيدة

من ترهونة إلى الزاوية وبني وليد

والعيد في ترهونة يبدأ من الأيام الأخيرة في رمضان، حيث يذهب الأطفال برفقة أمهاتهم لشراء الملابس الجديدة، وتتزين المدينة بالإنارات والأضواء تعبيرا لقدوم فرحة العيد، وفي صباح هذا اليوم يقوم الأطفال والرجال بارتداء ملابس العيد للذهاب إلى الصلاة، وعادة تصلى الصلاة في مساجد ليبيا كافة في الهواء الطلق في ساحات المساجد.

أما بالنسبة للعيد في مدينة بني وليد، فلا يختلف عن المدن الأخرى ويتميز بالمأكولات الشعبية والحلويات وخبز التنور الذي يعرف بـ«خبز الفرن»، إضافة إلى «الفطيرة» وهي من المظاهر التقليدية على المائدة في أول أيام عيد الفطر المبارك، وتشهد الأسواق في مدينة بني وليد هذه الأيام حركة كبيرة مع اقتراب عيد الفطر، فمحلات الملابس الوجهة الأولى للناس حيث تتجول الأسرة بين الأسواق والمحلات بحثا عن ملابس لأطفالهم الذين يستعدون لهذا اليوم استعدادا خاصا أملا في الحصول على ملابس جديدة يرتدونها في هذا اليوم من أجل صلاة العيد واللعب مع الأقران.

وتشتهر مدينة الزاوية بتجهيز ساحة الميدان للصلاة قبل العيد، وكذلك يعرف شارع القناعة بازدحامه وشارع قاريونس بوجود محلات الملابس المعروفة بالصالات التي يمكن فيها شراء كل ما تحتاجه بأسعار مخفضة، وفى شارع الزهيوي على امتداد الميدان والذي يشتهر بالازدحام، يمكنك الحصول على المفروشات، حيث يتواجد فيه محلات تصميم وتغليف الجلسات والستائر ومحلات بيع الأقمشة، إضافة إلى وجود الباعة في الشارع نفسه وحول الميدان وفي الشارع أيضا توجد محلات الزي العربي التي تبيع هذه النوعية من الملابس وبعض حاجيات العيد والتي تشكل سوقا استثماريا للشباب الصغار تحت العشرين خلال موسم العيد، وعلى المستوى الاجتماعي، هناك العديد من العبارات التي يتبادلها الليبيون في أيام العيد مثل «مسعود مبروك.. وينعاد عليك بالصحة.. وتقبل الله طاعتك.. والعقبال داير»، وغيرها من العبارات والجمل التي نسمعها كثيرا في هذا اليوم المبارك.

 

البدلة والزبون

في أول أيام عيد الفطر يتدفق أهل طرابلس ويرافقهم أبناؤهم وهم يرتدون «الزبون» من الزي الوطني الليبي  في ساعات الفجر الأولى على ميدان الشهداء لتأدية صلاة العيد في أجواء من الفرح والسعادة بقدوم هذا اليوم المبارك بعد شهر رمضان الكريم وما به من روحانيات وطاعات، ثم تبدأ زيارات الأهل والأقارب والأحباب للمعايدة عليهم، ومن ثم يلتقون في بيت الجد لتناول الغداء المعتاد في كل عيد، والذي يختلف من عائلة لأخرى حسب التقاليد، أما وجبة الغداء المتعارف عليها في أغلبية البيوت الليبية في أول أيام عيد الفطر هي «طبيخة البطاطا». وتتكون طبيخة البطاطا من ثمر البطاطا المعروف والذي يطهى مع معصور الطماطم والبهارات، ويضاف إليها اللحم أوالدجاج، حسب الرغبة، وهي من الأكلات الليبية العريقة المنتشرة في غير مكان.

ويقول عبدالله الزائدي: «أهالي مدينة طرابلس يعدون أكلة السفنز صباح العيد، أما في مدينة المرقب فيعدون الفطائر والفطاطيح وفي مدن الشرق العصيدة».

نصلي العيد ويصطف الناس في طابور وهم أعيان العائلات والبيوت ويقوم الناس بالمرور عليهم ومعايدتهم

هنا الجنوب

وتختلف عادات الناس في عيد الفطر في مدينة سبها والجنوب الليبي بين سكانه ومكوناته الثقافية حيث استطلعت «الوسط» آراء عدد من المواطنين في سبها حول عاداتهم وتقاليدهم، فيقول علي آدم (موظف): «منذ أن أدركت الحياة واحتفالنا بالعيد ثابت، إذ نستيقظ في الصباح باكرا ونرتدي الملابس الجديدة ونتوجه لنصلي العيد في ساحة مفتوحة بها منبر صغير في طرف المدينة أو المنطقة، وبعد صلاة العيد نتعانق ونتصافح ونعيد على بعضنا في المصلى، ونتجه بعدها لمعايدة كبار السن في البيوت والجيران والأهل ونتجمع في بيت أكبر رجل سنا في العائلة، ونتناول وجبة الإفطار التي عادة ما تكون عصيدة بالرب والسمن وتلتقي النساء والأطفال حتى الظهر، وكل رب أسرة يجلب وجبة غداء من بيته ونتناول وجبة الغداء في المكان نفسه».

أما أسماء صالح (معلمة)، فتقول: «نقوم يوم العيد باكراً ونجهز صالون الاستقبال في البيت، حيث نشعل البخور الفزاني القديم وترتيبه جيداً ونضع فيه سفرة دائرية كبيرة توضع فيها أصناف الحلويات خصوصاً الكعك المخمر وحبوب القمح المحمصة على النار بالرمل والغريبة والمقروط».

ويضيف فرج سعد: «عادتنا من بعد صلاة الفجر يوم العيد هي أن نزور كبار السن قبل الذهاب إلى صلاة العيد، ونطلب منهم السماح والدعاء، بعد ذلك ننطلق إلى الجامع أو المصلى ونصلي العيد ويصطف الناس في طابور وهم أعيان العائلات والبيوت ويقوم الناس بالمرور عليهم ومعايدتهم وننطلق إلى البيوت للمعايدة على الجيران والأهل وهناك من يقوم بالذهاب إلى بيته قبل أن يذهب إلى الناس ويعايد على أسرته قبل الناس».

في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون
في العيد.. كلنا ليبيون

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
انقطاع الكهرباء في أبوسليم بسبب «أعمال بلدية»
انقطاع الكهرباء في أبوسليم بسبب «أعمال بلدية»
توقيف سائق سيارة مطلوب في قضية قتل بطرابلس
توقيف سائق سيارة مطلوب في قضية قتل بطرابلس
عودة انقطاع التيار الكهربائي مع أول موجة حر
عودة انقطاع التيار الكهربائي مع أول موجة حر
شاهد في «اقتصاد بلس».. متى يرى المواطن نتائج الاستثمار في قطاع الصحة؟
شاهد في «اقتصاد بلس».. متى يرى المواطن نتائج الاستثمار في قطاع ...
شاهد في «هنا ليبيا».. ساقية أثرية تحت ركام الفيضان في درنة
شاهد في «هنا ليبيا».. ساقية أثرية تحت ركام الفيضان في درنة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم