في الأسبوع الماضي عقد عبدالحكيم الشلماني رئيس الاتحاد العام لكرة القدم مؤتمرا صحفيا مع بعض الإعلاميين، وكانت بادرة طيبة كم تمنيت لو أقيمت منذ فترة وبصفة منتظمة، حتى تكون هناك حوارات مثمرة تترتب عليها الكثير من الإيجابيات وتختفي كذلك السلبيات التي ما زال يعاني منها الاتحاد العام حتى يومنا هذا.

الشلماني يستعرض نجاحات اتحاد الكرة
عموما في هذا المؤتمر تطرق الشلماني إلى النجاحات التي حققها الاتحاد العام وفي مقدمتها إقامة دوري الكرة لمدة ثلاث سنوات، علما بأن دوري المجموعتين حتى صاحب محل البقالة بإمكانه تنظيمه بنجاح، المهم معرفة أسماء وعدد فرق كل مجموعة ثم إجراء القرعة وإحالة نسخة للجنة المسابقات وأخرى للجنة التحكيم لتحديد تاريخ المباريات وأسماء الحكام والتصديق على نتائج المباريات وفي النهاية تسليم الكأس، وخير دليل على ذلك خلال شهر رمضان المبارك أقيم في بلادنا أكثر من خمسين مسابقة دوري انتهت جميعها بسلام ونجاح.

إن مهمة أي اتحاد عام لأي لعبة هو الرفع من مستواها الفني وذلك لا يجرى إلا برفع مستوى المدربين والحكام والإداريين وإقامة مسابقات عصرية ناجحة لمختلف الفئات لها بداية ونهاية محددة، ولعل الكثيرين قد سمعوا عن إعلان رابطة الدوري الإنجليزي عن بداية الدوري المقبل يوم 17 سبتمبر أي قبل أن ينتهي الدوري الحالي.

وثاني نقطة تطرق لها رئيس الاتحاد العام من النجاحات هي كثرة المشاركات الخارجية، وهذا ليس نجاحا لأن اللجنة الأولمبية فتحت أبوابها على مصراعيها للاتحادات الرياضية كافة للمشاركات الخارجية، فيما تتحمل وزارة الرياضة مشكورة العبء الأكبر من تكاليف المعسكرات والمشاركات، ولعل آخرها مشاركة منتخب السنوكر في البطولة العربية في البحرين الشهر المقبل.

أما النقطة الثالثة الذي أثارها فهي تجنيس وضم بعض لاعبي الدوري الليبي من الأجانب للفريق الوطني، وبالتأكيد فإن رئيس الاتحاد العام يعلم شروط التجنيس التي يقرها الاتحاد الدولي، ولعل أولها البقاء لخمس سنوات في البلاد أو أن تكون للاعب أصول ليبية من أحد الوالدين، بجانب عدة شروط أخرى.. وبرأيي أن طرح هذه النقطة كانت لمجرد خلق إثارة في المؤتمر الصحفي.

- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: لاعب من الزمن الجميل
- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: حلم تنظيم البطولة الأفريقية

أما عن الفئات السنية فلم يتطرق إليها لأنه عندما تولى رئاسة الاتحاد العام تعهد بالاهتمام بالمنتخبات السنية ووضع خطط مستقبلية لها، لكن لم يحدث أي شيء ملموس على أرض الواقع وظلت مشاركاتها عشوائية ونتائجها تكاد لا تذكر، ولعل آخرها بطولة شمال أفريقيا لمواليد 2007-2008، حيث جاء منتخبنا في المركز الخامس الأخير.

وآخر نقطة تطرق لها بأنه سيجرى تشكيل رابطة من الأندية الستة للإشراف على الدوري السداسي مع وجود رئيسي لجنة المسابقات والتحكيم، وذلك سيبعد الاتحاد العام عن المشاكل والشبهات، على أن تتحمل الأندية الستة مسؤوليتها مباشرة، وهي نقطة إيجابية إذا جرى تنفيذها.

أخيرا.. على الرغم من النوايا الطيبة والجهود التي بذلت، لكن ذلك دون جدوى لأن تركيبة الاتحاد العام ينقصها الكثير من الكفاءات التي تتمتع بالخبرة والمواكبة لتطور الكرة العالمية، وإذا أردنا تغيير واقعنا الكروي فعلينا البحث عن أصحاب المؤهلات وذوي التجربة وضخ الدماء الجديدة لإعادة الحياة لمنظومة كرة القدم الليبية للوصول إلى منصات التتويج الدولية، لأن المهمة صعبة وتحتاج إلى تكاتف الجميع، الدولة والمجتمع.