لاعب موهوب بالفطرة ويعد بين أبرز اللاعبين الذين شغلوا مركز الجناح الأيسر في الأهلي والمنتخب الوطني، وهو لاعب كبير عرفته الجماهير الرياضية في مختلف الملاعب، لكنه مع ذلك لم ينل حقه كثيرا من الإعلام الرياضي لأنه لا يحبذ الظهور في وسائل الإعلام، إنه اللاعب المرحوم عبدالقادر عثمان الخطيطي.

الخطيطي من مواليد مدينة بنغازي سنة 1943 وبدايته مع الكرة مثل أغلب لاعبي جيله، حيث الساحات الرياضية وبطولات المدارس التي تبرز من خلالها المواهب ويجرى استقطابها للأندية الرياضية ليتم صقلها وتنمية موهبتها الكروية، أما عن بدايته الرسمية فقد كانت مع فريق التحدي باعتباره أقرب الأندية إلى مسكنه في منطقة الصابري.

لعب الخطيطي موسمين لنادي التحدي في مركز الجناح الأيسر وبرزت مواهبه في التحكم بالكرة والتسديد المحكم على المرمى وتسجيل الأهداف، ولهذا تسابقت عليه بقية الأندية لضمه إلى صفوفها، وبالفعل انضم إلى صفوف الأهلي.

وفي الأهلي عرف النجم عبدالقادر عثمان الخطيطي الشهرة والمجد والبطولات وعاصر نجوم الأهلي في تلك الفترة أمثال الشريف وخواجة والمكي واقعيم وبوعود، ثم عاصر جيلا آخر أمثال بن صويد وناجي والعفاس وخميس والطرشاني، وآخرهم جيل الحشاني والترهوني وساطي وموسى والتومي والميار وغيرهم.

واستمر الخطيطي في اللعب كلاعب أساسي حتي موسم 74-75 أي حوالي 15 سنة، وسجل أكثر من مئة هدف، وتحصل مع الأهلي على عدة بطولات بالمحافظات الشرقية وبطولتين على مستوى ليبيا في موسمي 69-70 و 71 -72، تدرب في الأهلي مع عبدالعالي العقيلي وطومسون وعبدو الوحش، وسجل أهدافا في مرمى فرق الدوري كافة، وله أهداف حاسمة وشهيرة لعل أبرزها في آخر موسم له في مباراة الأهلي والنصر عندما وصلت كرة مرفوعة من جهة اليمين ارتقى لها المرحوم سعد الفزاني وحولها بالرأس إلى جهة اليسار لتجد الخطيطي فسددها على الطاير في الزاوية البعيدة لمرمى الهوني.

وبعد رحلة كروية ممتعة في الزمن الجميل نقش فيها اسمه كأحد أبطالها، قرر الخلود إلى الراحة واعتزال الكرة، حيث أقيمت له مباراة اعتزال سنة 74 -75 مع فريق الاتحاد في بنغازي انتهت 1-0 لصالح الأهلي وخصص ريعها له مع جهاز مرئي.

- انطلاق البطولة الآسيوية والأفريقية والمتعة الكروية.. بقلم خليفة بن صريتي
- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: متعة الكرة في البطولتين

بعد اعتزال اللعب لم يتجه عبدالقادر عثمان الخطيطي لأي مجال رياضي، وفضل التفرغ لأسرته ومتابعة المباريات والتردد على النادي إلى أن أصيب بمرض الرعاش الذي أرغمه على الابتعاد كليا والمكوث في بيته باستمرار.

وللخطيطي آراء قيمة كثيرة عن تجربته في الملاعب ومع الفريق الوطني، وكما صرح سابقا بأنه أمضى أسعد سنوات حياته في الرياضة وعاصر مباريات «ديربي» بنغازي بين الأهلي والهلال، حيث كانت تعيش المدينة أجواء احتفالية لمدة أسبوع قبل المباراة وبعدها، وليس لها إلا الحكايات عن المباراة.

وقد شارك النجم الراحل في أول «ديربي» له خلال موسم 60-61 عندما شارك مع الأهلي في تلك المباراة للمرة الأولى أحمد بن صويد وعبدالقادر رضوان وهما من فريق الأهلي الثاني، وكانت المباراة في ديسمبر 1961 انتهت بفوز الأهلي بهدف نظيف سجله الخطيطي، كما شارك عبدالقادر عثمان الخطيطي مع الفريق الوطني في عديد المباريات، وحقق معه نتائج إيجابية في الداخل والخارج بمعاونة بقية النجوم الدوليين.

وخلال تلك الحقبة، كان اللاعبون هم من يقومون بتسهيل مهمة الحكام بعدم الاعتراض على القرارات، وفي الحقيقة كان سلوك المجتمع ككل في تلك الفترة رائعا، ففي ملعب «24 ديسمبر» بالبركة على الرغم من صغر الملعب وكثرة الجماهير الرياضية، لكن لا تخرج أي كلمة غير تربوية تجاه لاعب أو حكم أو فريق. وتعد الاستفادة الوحيدة في ذلك الوقت من الرياضة هي الشهرة والعلاقات الطيبة.

أما عن الماديات فلم تكن موجودة إلا في الأعياد أو عند نهاية الموسم وقيمتها لا تكاد تذكر، وكم تمنى عبدالقادر الخطيطي أن تهتم الدولة بالرياضة لأنها الجزء الأكثر أهمية في بناء الإنسان، ونقل الصورة الحقيقية عن الوطن، فالرحمة والمغفرة للاعب الخلوق الذي ودعته جماهير الكرة وفاء وعرفانا له لما قدمه للأهلي وللرياضة حبا وتطوعا.