في السنة الميلادية الجديدة 2024 تعددت مباريات كرة القدم لدرجة صار من الصعب متابعة مبارياتها بشكل يومي، وذلك لإقامة البطولتين الأفريقية والآسيوية في وقت واحد إلى جانب مباريات الدوريات الأوروبية، لكنها في الحقيقة فرصة كبيرة لعشاق كرة القدم لمعرفة أين وصلت منتخبات الدول في البطولتين وماذا يقدم نجومها المحترفون في الدوريات الأوروبية.

في كأس آسيا الثامنة عشرة التي سبقت في افتتاحها البطولة الأفريقية بيوم واحد كانت تجربة مشاركة 24 منتخباً غير إيجابية، وأعتقد أنها خطوة متسرعة لأن الكرة الآسيوية برغم تقدم بعض فرقها فنياً، ما زالت تحتاج إلى الوقت والصبر والبقاء على 16 فريقاً حتى يرتفع مستوى الأداء وتكون المباريات ممتعة ومشوقة، أما هذا العدد بهذا المستوى الفني فله أثر سلبي على نجاح وتطور البطولة عل الرغم من تسخير الدولة المضيفة قطر لجميع وسائل النجاح للدورة من حيث التنظيم والاستقبال وراحة الوفود الرياضية، وأيضاً جهود الاتحاد الآسيوي في الرفع من مستوى التحكيم.

عموماً تشارك في البطولة الآسيوية لكرة القدم عشرة منتخبات عربية، وبالرغم من نتائج أغلبها الإيجابية في مبارياتها الأولى، لكن لا أعتقد أن أحداً منها سوف يصل للمربع الذهبي مع اليابان وكوريا الجنوبية وإيران، إلا إذا أوقعت القرعة هذه الفرق في مباريات مع بعضها.

وبالطبع لا ننكر نجاح البطولة من حيث الافتتاح والمتابعة الجماهيرية لأغلب المباريات والبرامج الإعلامية والترفيهية التي صاحبت أيام البطولة والخدمات الخمس نجوم التي قدمت للمنتخبات المشاركة ووقوف دوحة الرياضة مع البطولة حكومة وشعبا.

أما البطولة الأفريقية الرابعة والثلاثون التي تقام في ساحل كوت ديفوار فشارك فيها أيضاً 24 منتخباً للمرة الثالثة، وقد برزت فيها الفرق الجديدة بمستوى فني متطور قارعت فيه الفرق الكبيرة صاحبة البطولات والتي ضمت في صفوفها النجوم الكبار، حيث خسرت غانا 1-2 أمام الراس الأخضر، وتعادلت مصر صاحبة العديد من البطولات مع موزمبيق بعد أن كانت خاسره 1-2 حتى الوقت بل الضائع على ركلة جزاء سددها محمد صلاح لتفرح بالتعادل الذي يعتبر بمثابة الخسارة، وكذلك الكاميرون التي تعادلت مع غينيا 1-1، والجزائر التي تعادلت مع أنغولا 1-1، وكذلك نيجيريا مع غينيا الاستوائية 1-1.

لكن في الحقيقة البطولة الأفريقية تحملت زيادة عدد الفرق ولم تؤثر في المستوى الفني لها لتكافؤ الفرص وتقارب المستويات وعدم معرفة نتائج المباريات حتى نهايتها، فيما لا يزال الغموض يلف منتخب الدولة المضيفة كوت ديفوار الذي فاز في أولى مبارياته على غينيا بيساو 2-0.

- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: فرحة فضية السلة ولكن!
- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: متى تحدث هزة جدية لإنقاذ الرياضة الليبية؟

وفي المجمل فقد جاءت أغلب مباريات البطولة حى الآن مشوقة وممتعة، وظهر التحكيم بمستوى جيد، والأهداف في معظم المباريات مميزة، وحتى الآن لم يستطع أحد من المراقبين ترشيح فرق المربع الذهبي نظرا للنتائج غير المتوقعة التي صاحبت المباريات الأولى.

وعموما تشارك في البطولة الأفريقية خمسة منتخبات عربية هي: المغرب ومصر والجزائر وتونس وموريتانيا، أما بالنسبة لليبيا فلا يتواجد في البطولة إلا عبدالحكيم الشلماني رئيس مجلس إدارة الاتحاد الليبي غير الشرعي، ليتابع المباريات مثل بقية رؤساء الاتحادات الأفريقية الـ54، دون أن يشعر مع أعضاء اتحاده بالغيرة أو الندم على عدم وجود المنتخب الليبي الذي سبق أن فاز ببطولة «الشان» الأفريقية.

ومنذ قدوم هذا الاتحاد المشؤوم ونتائج الكرة الليبية سلبية باستثناء الفوز المتكرر على منتخب الكويت الذي يعد أضعف فرق الخليج عدة مرات وكذلك إندونيسيا، وما زال أعضاء اتحاد الكرة يصرون على البقاء في مناصبهم بالرغم من عدم وجود ما يقدمونه للكرة الليبية.

أخيرا النقطة المضيئة بالنسبة لنا في البطولة الأفريقية تواجد الحكم معتز الشلماني الذي أدار باقتدار ونجاح مباراة الكاميرون مع غينيا والسيطرة على مجرياتها حتى النهاية رغم قوة اندفاع الفريقين، وقد شرف الشلماني التحكيم الليبي، وتوقعاتي بترشيحه لإدارة مباريات أخرى، وكم تمنيت لو يدير والده اتحاد الكرة بمثل نجاحه في إدارة المباراة الصعبة، وأن يكون فريقنا الوطني متواجداً في البطولات الكبرى وليس للمشاهدة خلف الشاشات كما يحدث الآن.