تطرقت بعض وسائل الإعلام الرياضية إلى أن الاتحاد العام لكرة القدم يسعى لاستضافة إحدى البطولات الأفريقية في بلادنا، وهذا حق طبيعي ومشروع له خاصة بعد أن أتم بنجاح التزاماته تجاه اللعبة محلياً ودولياً، ووصل بالدوري إلى عدد 22 فريقاً مع سداسي يقام كل موسم لتحديد بطل الدوري خارج الوطن، وسمح للفرق الليبية بإشراك لاعبين من السودان وآخرين من فلسطين على أساس أنهم ليبيون إلى جانب لاعبين من الشمال الأفريقي، وخمسة لاعبين محترفين آخرين.

وإذا استمر هذا الاتحاد فقد لا نجد لاعباً ليبياً واحداً بكل فريق، وهذا يعني أيضاً نهاية مستقبلية للفريق الوطني، لقد فشل هذا الاتحاد في الوصول للبطولة العربية بقطر، بعد خسارة منتخبنا أمام السودان، ولم يصل إلى نهائيات بطولة الـ«شان» التي سبق وأن تحصلنا على بطولتها في جنوب أفريقيا، وكذلك لم يصل إلى نهائيات أفريقيا الأخيرة بساحل العاج، ولا نهائيات كأس العالم الماضية، ولم ينجح إلا في تغيير المدربين المحليين والأجانب، فكلما حدثت الإخفاقات في النتائج يتم تغيير المدرب الذي لا يملك عصاة سحرية لتحقيق المطلوب، ولأن التطور الكروي والنتائج الإيجابية تأتي من خلال منظومة كروية متكاملة وليس من اتحاد عام يعمل بالارتجال ودعوات الصالحين دون وجود أي برامج علمية لتطوير بقية الأطراف التي لها علاقة مباشرة بكرة القدم.

- انطلاق البطولة الآسيوية والأفريقية والمتعة الكروية.. بقلم خليفة بن صريتي
- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: متعة الكرة في البطولتين

وعن البطولة المقترحة قيل أن الاتحاد العام تحجج بأن ليبيا سبق وأن نظمت البطولة الأفريقية العام 1982 بنجاح كبير، صحيح أن تلك النهائيات كانت بين 8 فرق فقط لعبت 4 في طرابلس و4 في بنغازي، وكانت المدن الرياضية في حالة جيدة استوعبت المباريات والجماهير الرياضية الغفيرة، وكان الاتحاد العام برئاسة الراحل عبدالقادر رضوان، وعضوية بعض من لاعبي الكرة المؤهلين وأصحاب التجربة، وكذلك تواجد في ليبيا الخبير الكروي المجري قوتي بيلا الذي كان مدرباً لفريق الهلال، وتم تكليفه بتدريب الفريق الوطني، لأن له دراية جيدة بلاعبي الفرق الليبية، ولذلك نجح في اختيار اللاعبين، وفي تشكيلات الفريق في معظم المباريات إلى أن وصل للمباراة النهائية التي خسرها أمام منتخب غانا بركلات الجزاء الترجيحية.

أما الآن فإن المباريات النهائية تضم 24 منتخباً إلى جانب بقية اللجان العاملة الأخرى بحيث قد يصل عدد المشاركين إلى حوالي 1500 مشارك، ونحن ليس لدينا ملاعب للتدريب واللعب ولا فنادق 5 نجوم أو مواصلات حديثه أو وسائل إعلام متطورة إلى جانب كل ما تحتاجه الدورة، إنها مجرد محاولة لإطالة عمر هذا الاتحاد أو التجديد له وهذا ليس بغريب على الرياضة الليبية فقد سبق وأن قدمت ليبيا مع تونس ملف استضافة كأس العالم وهي لا تملك مقومات الترشح لذلك تم سحب الملف وكان الموضوع مجرد بهرجة إعلامية.

أخيراً أتمنى أن يأتي اليوم الذي تكتمل فيه البنية التحتية الرياضية وتحل بقية المشاكل في الوزارات الأخرى، وعندها ربما نستطيع استضافة دورة أفريقية مع وجود قيادات رياضية شابة بالاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية تكون طموحاتها كبيرة في خدمة شباب الوطن وليس همها البقاء أطول مدة في المناصب القيادية الرياضية.