«نحن لا نزرع القعمول»... كانت هذه واحدة من أكثر الجمل التي ترددت واشتهرت عن نبتة القعمول، التي تنتشر وتنمو في منطقة الشرق الليبي، فهذه النبتة البرية التي تعتمد فقط على الأمطار.

والقعمول هو النسخة البرية من نبات الخرشوف، الذي يطلق عليه الليبيون اسم «القعمول المصري»، وهو نبتة لها أشواك تزحف أوراقها على الأرض، وليس لها ساق وتنمو الثمرة فوق الأوراق، ويمكن أن تنطق الكلمة مفردة «قعمولة».

تقول الحاجة سالمة (67 عامًا) عن هذه النبتة: «من أول ما وعيت على الدنيا لقيتها قدامي، فنحن لم نزرعه يومًا، وإنما يخرج النبات مع بداية الربيع، ولا يستمر موسمه طويلاً، بعد مضي شهر تقريبًا يبدأ القعمول في الاصفرار والذبول، ومن ثم يصبح نبتة قاسية ولا تعد تصلح للأكل، ونقول عنها (شيبت) أي أن القعمولة يخرج لها شعر أبيض مثل الشيب، وتتحول فيما بعد هذه الأشياء إلى بذور».

فوائد القعمول
تقول إخصائية التغذية، الدكتورة خديجة محمد، إن «القعمول يحتوي على نسبة عالية من الألياف الماغنيسيوم والكروم وفيتامين ج وحامض الفوليك والبيوتين والمانجنيز والبوتاسيوم وفيتامينات النياسين والريبوفلافين والثيامين وفيتامين أ والحديد، فهو مفيد لتطهير الكبد، ويساعد على التخسيس، ومفيد للمرأة الحامل، ومفيد للمعدة ويساعد على الهضم، ويستخدم لخفض الكولسترول».

طريقة قطفه
وبما أن القعمول نبات شوكي فإن قطفه لا يتم باليد مباشرة، بل تستخدم أداة تشبه القادوم، يسميها أهل تلك المناطق «النقاية»، إضافة إلى طريقة ضرب القعمولة بالقدم إلى أن تقتلع من مكانها، ويسمى قطف الثمرة في ليبيا «بحش القعمول».

كيف يؤكل القعمول
يمكن أن يؤكل القعمول نيئًا أو مشويًا فيما يسمى (بالفريكة)، وهي عبارة عن إشعال الحطب ووضع القعمول فيه مباشرة، أو مطبوخًا في ماء وملح، كما يمكن إعداد عدة أكلات منه مثل: المبطن، إذ يحشى باللحم المفروم مثلما يعمل بالبطاطا المبطنة أو المبطن كما يسمى في الغرب الليبي، أو يوضع مع خضار ومرق الكسكسي، وكذلك يوضع مع خلطة الأرز.

موسم النزهات «الزردة»
مع ظهور أول قعمولة يبدأ موسم النزهات والزردة في المنطقة الشرقية، فترى الناس في المزارع أو في الأماكن التي ينمو فيها القعمول والتي لا يملكها أحد، فيعتبر فقط القعمول من أهم الأشياء التي يستمتع بها الناس في هذه النزهات.

وفي الفترة الأخيرة انتشر بيع القعمول على الأرصفة وعلى الطرقات العامة، وذلك كي يشتريه من لا يستطيع الذهاب إلى النزهة لقطفه بنفسه، وتباع عادة بأسعار مرتفعة في بداية موسمه ثم تنخفض تلك الأسعار مع بدء تراجع الموسم.

-------------------------

هوامش:
• «نحن لا نزرع القعمول» عنوان مسرحية لليبي الراحل محمد إدريس.
• بعض الأخوة العرب المتواجدين في ليبيا لا ينطقونها قعمول بالقاف بل «جعمول» بالجيم.
• لا ينمو القعمول في المنطقة الغربية في ليبيا، وإنما ينمو هناك الكمأ أو الترفاس في اللهجة الليبية، وهو أيضًا يظهر مع مطلع الربيع، ويباع بأسعار مرتفعة.