واصلت قوات الدعم السريع، اليوم الأحد، هجومها على مقر القيادة العامة للجيش السوداني في وسط الخرطوم، لليوم الثاني على التوالي، فيما تصاعدت ألسنة اللهب من أبراج عدة في قلب العاصمة، وفق ما أفاد شهود وكالة «فرانس برس».
وتدور الاشتباكات حول مقر قيادة الجيش، وتستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة، وفق «فرانس برس»
وأدت هذه الاشتباكات الى اشتعال النيران في مبانٍ بوسط الخرطوم، ونقلت «فرانس برس» عن شهود عيان بالمنطقة، السبت، استئناف المعارك في محيط مقر القيادة العامة بعد هدوء ساد لأسبوعبن.
ألسنة اللهب تتصاعد وسط الخرطوم
وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تحققت «فرانس برس» من صحتها، ألسنة اللهب تلتهم مباني شهيرة أبرزها البرج الذي يضم مقر ومكاتب شركة النيل، إحدى كبرى شركات النفط في البلاد.
ويعد المبنى ذو الواجهات الزجاجية والتصميم الهرمي من أبرز معالم العاصمة، وأظهرت المقاطع احتراقه بشكل شبه كامل إذ غطّى اللون الأسود طبقاته مع تواصل تصاعد الدخان منه.
سماع دوي قصف مدفعي
وغطى الدخان الأسود الكثيف سماء العاصمة السودانية، كما أظهرت صور جرى تداولها على مواقع التواصل، تهشُّم نوافذ مبانٍ عدة في وسط الخرطوم واختراق الرصاص لجدرانها.
ونقلت «فرانس برس» عن شهود عيان في حي مايو، جنوبي الخرطوم، إنهم «سمعوا دوي قصف مدفعي كثيف على مواقع قوات الدعم السريع في منطق المدينة الرياضية المجاورة».
وفي ولاية ولاية كردفان الواقعة على بُعد 350 كيلومترًا غربي الخرطوم، أفاد سكان وكالة «فرانس برس»، بتبادل الجيش وقوات الدعم السريع القصف المدفعي، اليوم الأحد.
- السودان.. ارتفاع حدة المواجهات والبرهان يداعب قادة الجيش والدعم السريع يتوقع وقفا شاملا لإطلاق النار
- المحكمة الجنائية الدولية تفتح تحقيقا جديدا بشأن جرائم حرب في السودان
وجاء ذلك بعدما سقط 51 قتيلًا على الأقل الأسبوع الماضي في قصف استهدف سوقًا في حي مايو، وفق الأمم المتحدة.
ومنذ اندلاع الحرب، وقعت أشد المعارك في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان حيث شنت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها هجمات على أساس عرقي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق جديد في جرائم حرب محتملة.
وكان إقليم دارفور مطلع القرن الحالي مسرحًا لنزاع دامٍ أوقع 300 ألف قتيل وأدى الى نزوح أكثر من 2.5 مليون سوداني، بحسب الأمم المتحدة.
7500 قتيل و5 ملايين نازح منذ بدء النزاع
وحصد النزاع، الذى بدأ منتصف إبريل الماضى، نحو 7500 قتيل وفق أحدث أرقام منظمة «أكليد» غير الحكومية، بينما اضطر نحو خمسة ملايين شخص من إجمالى عدد سكان البلاد، المقدّر بنحو 48 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم، والنزوح داخل السودان، أو العبور إلى دول الجوار، خصوصًا مصر وتشاد، وفق الأمم المتحدة.
لا فائز في النزاع
تتركز المعارك فى الخرطوم ومحيطها وإقليم دارفور فى غرب البلاد، مع تواصل النزاع بين الحليفين السابقين «البرهان» و«دقلو» من دون أفق للحل. ولم يحقق أى من الطرفين تقدمًا ميدانيًا مهمًا على حساب الآخر، حيث تسيطر «الدعم السريع» على أحياء سكنية فى العاصمة، ويلجأ الجيش فى مواجهتها إلى سلاح الطيران والقصف المدفعى على مناطق تمركزها، في نزاع يدفع ثمنه الشعب السوداني.
تعليقات