تحدى محتجون أفغان حركة طالبان، الخميس، برفعهم العلم الوطني في الشوارع في الذكرى 102 لاستقلال أفغانستان، فيما طالب أحمد مسعود نجل القائد الأفغاني البارز أحمد شاه مسعود والملقب بـ«أسد بانشير» والذي اغتاله تنظيم القاعدة في 2001 إلى مواجهة حركة طالبان. وفي عدة أماكن في كابل وأيضا في أسد آباد شرق البلاد، لوّح أفغان الخميس بالعلم الوطني الأسود والأحمر والأخضر، متحدين طالبان التي فرضت علمها الأبيض على المباني العامة.

نساء ورجال يتحدون طالبان
وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس» مجموعة من النساء والرجال وهم يتحدون طالبان ويرفعون علم أفغانستان قرب وزير أكبر خان، إحدى ضواحي كابل، رغم مرور شاحنة صغيرة تحمل مقاتلين من طالبان بجوارهم قبل أن تتابع سيرها متجاهلة المجموعة، في الأثناء، طالب أحمد مسعود نجل الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود، بالصمود في وجه طالبان، حيث لم تتمكن طالبان يوما من السيطرة على وادي بانشير، معقل مسعود.

في أسد اباد في شرق البلاد وفي مناطق مختلفة من كابل  تحدى متظاهرون حركة طالبان الخميس رافعين العلم الوطني في الذكرى 102 لاستقلال أفغانستان، في الأثناء، دعا أحمد مسعود نجل الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود أشهر خصوم طالبان ومقاوم الغزو السوفياتي الذي اغتاله تنظيم القاعدة في التاسع من سبتمبر 2001، مع نائب الرئيس الأفغاني السابق امر الله صالح، إلى المقاومة.

من وادي بانشير شمال شرق كابل الذي لم تتمكن طالبان يوما من السيطرة عليه، أكد مسعود أن جنودا من الجيش الأفغاني «غاضبين من استسلام قادتهم» وكذلك بعض أعضاء القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى بانشير، وطلب من واشنطن في مقالة نشرتها جريدة «واشنطن بوست» مواصلة دعم «قضية الحرية» وعدم التخلي عن أفغانستان وإرسال أسلحة وذخائر.

وحذر وزير الخارجية الروسي فلاديمير لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو بأنّ «طالبان لا تسيطر على كل الأراضي الأفغانية»، مضيفاً «تصل معلومات عن الوضع في وادي بانشير» شمال شرق كابل «حيث تتمركز قوات المقاومة» التابعة لنائب الرئيس أمر الله صالح وأحمد مسعود.

وقال مسعود إن جنود الجيش الأفغاني «الغاضبين من استسلام قادتهم»، وكذلك بعض أعضاء القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى بانشير، وطلب من واشنطن في مقالة نشرتها جريدة «واشنطن بوست» مواصلة دعم «قضية الحرية» وعدم التخلي عن أفغانستان، حيث لا تزال مشاعر الريبة قائمة لدى عدد كبير من الأفغان وكذلك لدى المجتمع الدولي.

وفي مؤشر إلى القلق الذي يسيطر على سكان كابل، جرى حجب صور النساء على واجهات المحلات، حين لم تتعرض للتشويه بكل بساطة، ويقول صحفيون جرى تفتيش منازل أربعة منهم، وموظفون سابقون في منظمات وسفارات غربية إنهم مرعوبون.

وأعلنت المذيعة التلفزيونية الأفغانية شابنام دوران أنها مُنعت من العمل في القناة التي توظفها، وطلبت المساعدة في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت، وقالت «سُمح للموظفين الذكور الذين يحملون بطاقات مهنية بالدخول لكن قيل لي إنني لن أستطيع الاستمرار في مزاولة عملي لأن النظام قد تغير».

بدوره، أقرّ الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء بوجود «صعوبات» في عمليات الإجلاء من أفغانستان ورد على الانتقادات بتأكيده أن انسحاب القوات الأميركية بعد عشرين عاما من الحرب كان ينطوي دائما على خطر حدوث شكلا من أشكال «الفوضى»، والخميس، قال الرئيس الديموقراطي في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» الإخبارية، «أعتقد أنهم (طالبان) يمرون بنوع من الأزمات الوجودية في ما يتعلق بما إذا كانوا يريدون أن يعترف بهم المجتمع الدولي كحكومة شرعية أم لا».

ويبدو أنّ طالبان تحظى باستقبال دولي أقل عدائية منه قبل عقدين من الزمن عندما اعترفت بنظامها ثلاث دول فقط هي باكستان والإمارات العربية المتحدة والسعودية، وفي حين أبدت الصين وروسيا وتركيا وإيران إشارات انفتاح تجاهها، ظلت الدول الغربية، ولا سيما ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، أكثر ترددا وتنتظر لتحكم على «أفعالهم».

عقدت حركة طالبان التي عاد الرجل الثاني فيها الملا عبد الغني برادر الثلاثاء إلى أفغانستان، مشاورات سياسية في كابل الأربعاء مع شخصيات أفغانية بارزة، ونشرت لقطات تظهر الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي مع أنس حقاني، أحد كبار قادة طالبان والذي شارك مع الحكومة الأفغانية في مفاوضات الدوحة التي  لم تسفر عن أي نتيجة، وأعربت موسكو عن أملها في «حوار وطني يسمح بتشكيل حكومة لها صفة تمثيلية».