على مدى عقود لم تخل دورات كأس العالم لكرة القدم من الجدل بسبب أخطاء التحكيم، بل ولا تزال ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة تحتفظ بأخطاء حكام، كانت سببا في فوز فريق على آخر، أو ألقت بظلالها السلبية على جماليات بعض المباريات

الحالات كثيرة، من اكتساح الحارس الألماني هارالد شوماخر للفرنسي باتريك باتيستون، إلى هدف الإنكليزي فرانك لامبارد غير المحتسب، مرورا بهدف الأرجنتيني دييغو مارادونا، التي وصفت بأنها «يد الله»، بعض هذه المحطات السوداء في تاريخ التحكيم تتوقف عندها وكالة «فرانس برس»، والتي كان ملزما بتحسين أداء الحكام عبر إدخال تقنيات متطورة من خلال «الفار»، ويبقى السؤال، هل تنجح تقنية التسلل شبه الآلية التي ستطبق بمونديال قطر 2022، في تحقيق العدالة الكروية بين جميع الفرق ؟

إنجلترا تحقق أول كأس عالم لها بشكل مثير للجدل
في العام 1966 وتحديداً على أرضية ملعب ويمبلي، وأمام 98 ألف متفرج حقق المنتخب الإنجليزي لقب كأس العالم، ولكن لا تزال الحيرة قائمة بشأن صحة الهدف الذي سجله هيرست من عدمه، ويلقي الشارع الرياضي باللوم على الحكم المساعد توفيق باخراموف الذي أشار إلى أن الكرة تجاوزت خط المرمى، وأعلن الهدف الثالث لإنجلترا والثاني لهيرست، قبل أن يسجل هيرست هدفه الشخصي الثالث والرابع لإنجلترا في المباراة، لتكون أول ثلاثية في نهائي لكأس العالم، وتحقق بلاد الإنجليز لقبها الوحيد.

مونديال 2022: استدعاء جيرو واستبعاد مينيان من تشكيلة فرنسا

الأرجنتيني «مارادونا» يقهر الإنجليز بيديه لا بقدميه
في أقصى جنوب الأرجنتين، وتحديداً في روساريو، يرى الكثير من مرتادي الكنيسة المردونية، أن الهدف الذي جلب الكأس للأرجنتين هو هدف صحيح تماماً، حيث إن يد الرب هي من أدخلت الكرة في الشباك، لترد للأرجنتينيين اعتبراهم أمام الإنجليز بعد الهزيمة في فوكلاند.
بينما باتت إنجلترا يومها حزينة جداً وغاضبة من الحكم التونسي علي بن ناصر، الذي احتسب هدفاً سجله مردونا بيديه لا برأسه، بينما أكد ماردونا في عديد المرات أنه سجل الهدف بجزء من رأسه وجزء من يده، لكنها يد الرب التي أدخلت الكرة في الشباك.

إسبانيا والخروج من كأس العالم 2002
أعاد الإعلامي الإسباني جيوزيب بيدريرول خلال برنامجه «الشيرنجيتو» الشهيرإلى الأذهان ما حدث في كوريا واليابان وتحدث عن الظلم الذي تعرضت له إسبانيا على يد الحكم المصري جمال الغندور في مونديال 2002، والذي لم يحتسب هدفين للإسبان كانا كفيلين بترشحم للدور المقبل، لتظل النتيجة على حالها التعادل ويحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي صعدت بكوريا إلى نصف النهائي.

إنجلترا تخسر أمام ألمانيا أمام أعين الحكم الأورغواياني
كما حصل في نهائي 1966 لكن مع اختلاف الأدوار، ذاقت إنجلترا مرارة ما ذاقه الألمان حين سجل لها فرانك لامبارد هدفًا صحيحًا ضد «المانشافت» في ثمن نهائي العام 2010، بعدما ارتدت تسديدته من العارضة إلى خلف خط المرمى والنتيجة 2-1 للألمان.
لم يشهد حكم الساحة الأورغوياني خورخي لاريوندا الكرة تتجاوز خط المرمى، ولم يحتسب الحكم الهدف لتفوز ألمانيا في المباراة.
وتسببت هذه الحادثة في تعجيل عملية الاستعانة بتكنولوجيا خط المرمى التي مهّدت لاحقًا لاعتماد حكم الفيديو المساعد «فار»، وفقًا لتقرير نشرته فرانس 24 على موقعها عبر الإنترنت.

«هيرفي رونار» يعلن قائمة السعودية المشاركة في كأس العالم 2022

تقنية التسلل شبه الآلية في مونديال قطر
في ظل سعي الاتحاد الدولي إلى تحسين اللعبة بشكل دائم، واستخدام التقنيات المساعدة للحكام من أجل تحقيق العدالة في كرة القدم، أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، استخدام تكنولوجيا شبه آلية لتحديد وضعيات التسلل في كأس العالم 2022، لدعم الحكام وحكام الفيديو «الفار» في اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة.

«نايك» تستحوذ على ملابس المنتخبات و«أديداس» للحكام

وستُستخدم هذه التكنولوجيا عبر 12 كاميرا تُثبَّت أسفل سقف الملعب بهدف تتبع حركة الكرة، وما يصل إلى 29 نقطة بيانات تعمل بسرعة 50 مرة في الثانية مخصّصة لكل لاعب في أرضية الميدان، وفقًا لما نشره موقع الفيفا الرسمي.