Atwasat

البرلمان الإسباني يشرع القتل الرحيم

القاهرة - بوابة الوسط السبت 20 مارس 2021, 11:24 صباحا
WTV_Frequency

انضمت إسبانيا إلى بلدان قليلة في العالم، تسمح للمصابين بأمراض مستعصية بطلب الموت لإنهاء عذاباتهم، وذلك بعدما أقر البرلمان الإسباني نهائيًّا تشريع القتل الرحيم.

ويدخل القانون الذي شكّل إحدى أولويات حكومة الاشتراكي بدرو سانشيز، حيز التنفيذ في يونيو، بعدما أقرّه مجلس النواب الإسباني بأصوات مئتين ونائبين من أصل 350، خصوصًا بفضل تأييد نواب اليسار والوسط، وفق «فرانس برس».

صوّت 141 نائبًا من اليمين واليمين المتطرف ضد القانون، فيما امتنع اثنان عن التصويت.

وقالت وزيرة الصحة الإسبانية، كارولينا دارياس، إن إقرار هذا القانون «يدفع بنا قدما نحو مجتمع أكثر إنسانية وعدالة (...) للأشخاص الذين يعيشون معاناة كبرى ولعائلاتهم».

وأصبحت إسبانيا رابع بلد في أوروبا يلغي تجريم القتل الرحيم، بعد هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ. كما أقر البرلمان البرتغالي نهاية يناير قانونًا يسمح بالقتل الرحيم، غير أن المحكمة الدستورية ردت الإثنين النص الذي سيحال مجددًا على النواب.

وفي إسبانيا، يسمح هذا القانون بالقتل، أي عندما يتسبب المعالج بوفاة المريض، وأيضًا بالمساعدة الطبية على الانتحار، أي عندما يتناول المريض بنفسه الجرعة الموصى بها لإنهاء حياته.

شروط مشددة
وينص القانون على أن أي شخص يعاني «مرضًا خطيرًا ومستعصيًّا» أو آلامًا «مزمنة تجعله في حال عجز» في إمكانه طلب مساعدة الجسم الطبي للموت، وبالتالي تفادي «معاناة لا تُحتمل».

غير أن القانون يحدد شروطًا مشددة لهذا المسار، إذ يجب أن يكون المريض، المواطن أو المقيم في إسبانيا، «قادرًا وواعيًّا» عند تقديم الطلب الذي يجب أن يُرسل كتابيًّا «من دون ضغط خارجي»، ويُجدد بعد خمسة عشر يوما كحد أقصى.

ويمكن لطبيب رفض الطلب في حال رأى أنه لا يستوفي المعايير المحددة. إلى ذلك، يتعين الاستحصال على موافقة طبيب آخر وإذن لجنة تقويم.

كما يمكن لأي إخصائي في القطاع الطبي ممارسة حقه في «الاستنكاف الضميري» ورفض المشاركة في المسار الذي يتولاه النظام الصحي العام.

ويأتي إقرار هذا القانون بعد حالات عدة أثارت ضجة كبيرة في البلاد خلال العقود الأخيرة، بينها حالة رامون سامبيدرو المصاب بشلل رباعي والذي جسّد قصته خافيير بارديم في فيلم «مار أدينترو» الحائز جائزة أوسكار.

وقالت رامونا مانيرو صديقة سامبيدرو التي ساعدته على الموت سنة 1998، إن القرار الصادر الخميس يشكل نصرا «للأشخاص الذين سيستفيدون منه» وأيضًا «لرامون».

وخلال تظاهرة أمام مجلس النواب مع منظمات مدافعة عن الحق في الموت اللائق للمرضى المنازعين، أشادت أسون غوميز بوينو التي توفي زوجها المصاب بالتصلب اللويحي عن سن 50 عامًا بعد سنوات من المعاناة، بإقرار القانون قائلة إنه «يوم فرح عظيم».

وأضافت: «كانوا يعاملونني على أنني مجرمة لأني كنت أريد مساعدة زوجي على التخلص من عذاباته».

وصمة عار
في المقابل، تعارض الكنيسة الكاثوليكية كما اليمين المتطرف، هذا الإصلاح الذي يثير تطبيقه تساؤلات من بعض الأطباء.

وقال المؤتمر الأسقفي الإسباني إن القتل الرحيم «يبقى شكلًا من أشكال القتل»، كما أن الدولة «تصبح مسؤولة عن الموت» بحجة «الدفاع عن الحياة».

أما النائبة عن حزب «فوكس» اليميني المتطرف لوردس منديز موناستيريو فأكدت من ناحيتها أن إقرار القانون «وصمة عار» على البرلمان منددة بما وصفتها «ثقافة الموت».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
دراسة: الذكاء الصناعي قد يساعد على تعزيز انتشار أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي
دراسة: الذكاء الصناعي قد يساعد على تعزيز انتشار أجهزة التصوير ...
«زيت الزيتون» وراء صحة سكان حوض المتوسط (دراسة)
«زيت الزيتون» وراء صحة سكان حوض المتوسط (دراسة)
تراجع الاهتمام بدراسة التمريض في بلدان منظمة التعاون والتنمية
تراجع الاهتمام بدراسة التمريض في بلدان منظمة التعاون والتنمية
المجلس الوطنى للمرأة يشارك في أعمال المؤتمر العلمي الأول لطب العيون
المجلس الوطنى للمرأة يشارك في أعمال المؤتمر العلمي الأول لطب ...
وفاة أول مريض يخضع لزراعة كلية خنزير معدل وراثيًا
وفاة أول مريض يخضع لزراعة كلية خنزير معدل وراثيًا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم