تصدر دار «تروتا» طبعة جديدة من كتاب «تأملات حول أسباب الحرية والقمع الاجتماعي»، للفيلسوفة الفرنسية ويل سيمون، الذي يعد أحد أهم الكتب الفلسفية التي ظهرت في القرن العشرين، وتولى نشره الروائي الفرنسي ألبير كامو، في خمسينات القرن الماضي.
وتنتقل ويل في الكتاب بين الفلسفة والتصوُّف، والسياسة والعلم، فتقول كارمن ريبيا، أثناء تقديمها الكتاب في طبعته الجديدة: «تتميز ويل بأنَّها (مفكرة ذات تجربة)، إذ كتبت الكتاب وهي في الـ 25، تركت وظيفتها الأكاديمية لتنخرط كعاملة في مصنع، وهناك تعرَّفت على مشاكل العمال الحقيقية، وبداية من تلك اللحظة اعتبرت العمل اليدوي موتورًا للثقافة»، وفقًا لما جاء بجريدة «لا بانجوارديا» الإسبانية ونقله عنها موقع «24».
النظام الصناعي
استطاعت تجربتها في العمل في مصنع أنَّ تحوِّلها بشكل راديكالي، فتقول: «ما من علاقة بين الحديث عن مشكلة ومعايشتها بالفعل»، وتذكر في كتابها أنَّ الآلية التي يخضع لها العامل تدينه بأن يكون مجرد ترسًا في العملية، تعامله فقط كيد عاملة، قطعة زائدة في النظام. هذا النظام الصناعي الذي ترسمه ويل تطوَّر كثيرًا، ولكن السؤال الذي لا يزال مفتوحًا: هل لا يزال العامل محض روبوت لليوم؟
تصف سيمون ويل وضعًا متناقضًا، إذ هناك دائمًا منهجٌ في حركات العمل، لكن ليس في التفكير في العامل، من هؤلاء الذين يعيدون إنتاج منهج العمل؟ هل وضعوا في اعتبارهم رؤية العامل؟ هل تغيَّر هذا النظام في المؤسسات الكبرى؟ هل يمكن أنْ نتحدَّث اليوم عن عمل إبداعي أم أننا لا نزال في مرحلة الهيراركية؟ هل نحن أحرارٌ في مهننا أم لا نزال نتلقى الأوامر دون أنْ نسأل هل هذا في صالح مصلحة العمل؟
دعوة لأنسنة الحياة
تأملات ويل دعوة لأنسنة الحياة وحث القدرة الفردية على التفكير والتصرُّف، فتقول لنا إنَّ الكائن البشري يدافع عن تشييد اليوتوبيا، لكن ليست كعقيدة، بل كشكل من أشكال التفكير في الواقع.
وتضيف أنَّ الحرية فكرة مثالية، نعم، لكن هذه الفكرة لن نجني ثمارها ما لم تتحوَّل إلى واقع مفيد.
تعليقات